دمشق - جورج الشامي
ردًّا على تصريحات وزير الخارجيَّة الرُّوسيّ سيرغي لافروف بعدم "تفويت الائتلاف والنِّظام فرصة اللِّقاء في موسكو رغم احتماليَّة عدم نجاحه"، ووصْفِه مطالبة الائتلاف الوطنيّ السوريّ برحيل بشار الأسد كشرطٍ للمشاركة في مؤتمر جنيف2 بـ"الأمر غير الواقعيّ"، أفاد الأمين العامّ للائتلاف الوطنيّ بدر الدين جاموس أنّ "التَّصريحات الرّوسيّة مرفوضة، وأن الإصرار الدوليّ على انعقاد مؤتمر جنيف2 رغم عدم وجود مقوِّمات لنجاحه باعتراف الخارجيَّة الروسيّة، يهدف إلى إسقاط المسؤوليّة عن عاتق المجتمع الدوليّ وتحميلها لمن يرفض الذّهاب إلى جنيف".
هذا وأضاف جاموس أن "مُعطيات النّجاح لجنيف2 غير موجودة والنّظام غير مهيَّأ لها لأنه حتى الآن لم يعترف بجنيف1"، وقال: "يجب في البداية تحقيق أرضيّة لجنيف2 لأن نجاحه دون مقوّمات أمر في غاية الاستحالة".
ويأتي ذلك بعد دعوة موسكو الائتلاف الوطنيّ لزيارتها بعد إشادتها بموقف الائتلاف الإيجابيّ تجاه انعقاد جنيف2، وذكر المبعوث الخاصّ للرّئيس الروسيّ ميخائيل بوغدانوف أن "الائتلاف كان إيجابيًّا بالنسبة لجنيف2".
وتمّ هذا بعد تعليق الائتلاف مشاركته في جنيف بشرط تنحِّي الأسد وتشكيل سلطة انتقاليَّة بصلاحيَّات كاملة، إضافة لفتح ممرَّات إنسانيَّة وإخلاء سراح المعتقلين كافَّة، ووجود جدول زمنيّ محدّد لكل مراحل التفاوض.
وجدير بالذِّكر أن الأمين العامّ أشار في وقت سابق إلى أن "الوفد المفاوِض في جنيف2 سيحدّده الائتلاف الوطنيّ بشكل حصريّ"، مؤكّدًا "أننا لن نذهب إلى جنيف لمجرّد الذّهاب، ولكن بُغية تحقيق أهداف جنيف المتمثِّلة في شُروط الائتلاف".
وفي السياق ذاته اعتبر الائتلاف في بيان له اتِّهامات وزارة الخارجيَّة الرّوسيّة للثوّار بعرقلة الوصول إلى حلّ سياسيّ وإجهاض التحضيرات الدوليّة لعقد مؤتمر جنيف2، لا تعدو عن كونها محاولات فاشلة تهدف إلى "تعزيز موقف نظام الأسد المجرم أثناء تنكيله بالحاضنة الاجتماعية للثورة السورية"ز
وأشار الائتلاف ردًّا على بيان الخارجيَّة الروسيّة التي اتَّهمت به الثّوّار السوريِّين بقصف "مختلف أحياء دمشق خصوصًا تلك التي يقطنها المسيحيُّون"، "أن مثل هذه العمليات والانتهاكات لمبادئ الثّورة في قصف الأحياء السكنيّة داخل دمشق، هو أمرٌ "لم يَعْتَدْ على ارتكابه إلا ميليشيا الأسد"، مؤكّداً أن "نظام الأسد هو من يلقي قذائف الهاون على أحياء دمشق الآمنة والمكتظّة بالسكان، ويستهدف المدارس والأسواق وأماكن التعبد الدينية، ثم يتهم الثوار ويوظف التهمة دعائيًّا عن طريق وسائل إعلام خارجة عن الضّمير الإنسانيّ بهدف كسب أيام قليلة في حكم البلاد".
وفي ضوء ذلك دعا الائتلاف إلى مراقبة "الإعلانات المتكرِّرة للجيش السوريّ الحرّ في دمشق وريفها، والتي ينفي خلالها مسؤوليته عن قصف أحياء دمشق الآهلة بالسكان والواقعة تحت سيطرة النظام؛ لأن مبادئ الثّورة لا تسمح بتحقيق مكاسب عسكريّة على حساب أرواح البشر" وهي الورقة التي يستخدمها النَّظام في محاولة منه للسيطرة على الثَّورة الشعبيَّة منذ الأيام الأولى لاندلاع الثّورة.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر