القدس المحتلة - المغرب اليوم
نددت شخصيات مقدسية باعتداءات الاحتلال الإسرائيلي على المسجد الأقصى المبارك وكافة المصلين والمعتكفين فيه، واصفة ما حدث بأنه خطير للغاية، ويشكل اعتداءً سافرًا وانتهاكًا لحرمة المسجد، محذرة من تصاعد وتيرة الاعتداءات خلال الأيام المقبلة.
وأصيب صباح الأربعاء عشرات المرابطين والمصلين بجراح وحالات اختناق إثر إطلاق شرطة الاحتلال الخاصة الرصاص المطاطي المغلف بالمعدن والقنابل الصوتية والغازية باتجاههم خلال اقتحامها باحات المسجد الأقصى.
وفرضت شرطة الاحتلال حصارًا مشددًا على الأقصى، ومنعت جميع الرجال والنساء من كافة الأعمار من الدخول إليه، وأغلقت كافة بواباته ما عدا أبواب السلسلة وحطة والمجلس، فيما سمحت لوزير الإسكان الإسرائيلي أوري أرئيل ولعشرات المستوطنين باقتحامه.
وقال نائب رئيس الحركة الإسلامية في الداخل المحتل كمال الخطيب لوكالة "صفا" إن ما حدث في الأقصى هو جزء من "المشروع الصهيوني" الذي ما زال ينفذ خطواته خطوة تلو الأخرى، وأن هذا الاعتداء هو أحد العناوين والتواريخ التي أعلنتها الجماعات الدينية المتطرفة مؤخرًا في قامة محددة سنويًا لاستهداف الأقصى.
وذكر أن المقتحمين من قوات شرطة الاحتلال اليوم للأقصى يشكلون ثلاثة أضعاف أعدادهم في كل مرة، واللافت تصاعد حجم العنف الذي استخدمته بحق المرابطين بشكل حول باحات الأقصى لساحة حرب أصيب خلالها العشرات بالرصاص المطاطي والاختناق.
واعتبر تعمد وزير الإسكان الإسرائيلي أن يكون جزءً من هذا الاقتحام بمثابة رسالة أن الحكومة برئاسة بنيامين نتنياهو هي من تقف وتدعم هذه الاعتداءات على الأقصى.
وأضاف "يبدو أن الإسرائيليين لم يتعلموا من الدروس السابقة، ويبدو أن ظنهم بأن انشغال المنطقة في التحالف العالمي الشرير سيوفر لهم القطار والظرف لتمرير مؤامراتهم على الأقصى، فهذا لن يكون ما دام شعبنا لديه إصرار للدفاع عنه".
وتابع "واضح أن النزعة الدينية هي السائدة في الشارع الإسرائيلي، وأن الأحزاب هي جزء من الائتلاف الحكومي الصهيوني، ولا شك فهي تشكل فرصة مواتية لتمرير قناعاتهم الدينية في بناء الهيكل المزعوم مكان المسجد الأقصى".
وأوضح أن "المؤسسة الإسرائيلية بعد فشلها في كسر إرادة غزة لعلها تبحث عن سبب لمحاولة رفع الحالة المعنوية لدى شعبها، ويبدو أن الأقصى هو الزاوية التي تريد استهدافها من أجل استرداد بعض معنوياتها التي مرغتها غزة في التراب".
وأكد الخطيب أن الاعتداءات على الأقصى تتصاعد، ولابد من تكثيف الرباط والثبات والصمود في ساحات المسجد، وإفشال كل الاقتحامات، مؤكدًا أن المسؤولية تقع على شعبنا والأمة كلها، ولاشك أنها وظيفة وأمانة سيسأل عنها الجميع أمام الله عز وجل، وأن التاريخ لن يرحم كل المتخاذلين عن نصرة الأقصى.
قدسية يهودية
بدورها، قال رئيس أكاديمية الأقصى للعلوم والتراث الشيخ ناجح بكيرات لوكالة "صفا" إن ما جرى في الأقصى اليوم من محاولة لضرب كل القوى التي تدافع عنه يدلل على أن الاحتلال يريد أن تتفرغ ساحات المسجد، ويجعل منه قداسة يهودية، وينفي عنه القداسة الإسلامية.
وأوضح أن قوات الاحتلال تريد أن يبقى الأقصى ساخنًا، وأن تحرض الجمهور الإسرائيلي على اقتحامه، وتريد أيضًا إرسال رسالة واضحة للعالم العربي والإسلامي وللمفاوض الفلسطيني بأنه لا سلام ولا مفاوضات، بل نريد أن نخطف ونقتحم مقدساتكم.
من جانبه، اعتبر المختص في شؤون القدس جمال عمرو ما جرى بالأقصى بمثابة حلقة عدوانية متقدمة أكثر من أي وقت مضى، حيث تم استباحه المسجد بشكل كامل، وتم المساس بكافة المصلين.
ووصف الاعتداء على الأقصى والمصلين بأنه وحشي وخطير للغاية، لافتًا إلى أن الإجراءات الإسرائيلية داخل المسجد وفي محيطه كانت تشكل رسالة بأن الإسرائيليين هم أصحاب هذا المكان تمامًا.
وتوقع أن تتصاعد تلك الاعتداءات خلال الأيام القادمة بسبب الأعياد اليهودية، قائلًا إن" الفترة القليلة القادمة ستكون عصيبة على المسجد الأقصى والقدس، ومن شأنها أن تزيد من غضب المسلمين، وقد تؤسس لمرحلة تمتد لثماني سنوات خلالها سيدفع الاحتلال ثمنًا غاليًا لحماقاته".
وأضاف "نحن أمام وضع خطير ومحزن في ظل الصمت العربي والفلسطيني حيال ما يجري بحق الأقصى، وما تتعرض له المدينة من حرب مفتوحة تطال كافة مقدساتها وممتلكاتها".
وشدد عمرو على أن المطلوب هو بداية إعلان برنامج تحرير الأقصى على مستوى العالم العربي والدولي والفلسطيني، وهذا ليس مستحيلًا، فلابد من إزالة الاحتلال الإسرائيلي من الوجود.


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر