تعهدت دولة الكويت اليوم بتقديم / 500 / مليون دولار لدعم الوضع الإنساني في سوريا.
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية " كونا " عن الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير الكويت خلال افتتاحه أعمال " المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الانساني في سوريا ".. أن المؤتمر يعقد في الكويت لمواجهة أكبر كارثة إنسانية عرفتها البشرية في التاريخ المعاصر للتخفيف من معاناة الأشقاء في سوريا التي يعيشونها بعد دخول هذه الكارثة الإنسانية عامها الخامس ".
وقال سمو أمير الكويت في كلمته الافتتاحية للمؤتمر - بمشاركة وفود / 78 / دولة من مختلف أنحاء العالم إلى جانب أكثر من/ 40 / هيئة ومنظمة دولية - إن عقد مؤتمر المانحين لدعم الوضع الإنساني في سوريا يأتي إدراكا لحجم المعاناة الانسانية والحرص على وضع حد لها واستجابة لمبادرة بان كي مون أمين عام الأمم المتحدة ".
وبين أن المؤتمرين الأول والثاني حققا نجاحا كبيرا بفضل مساهمات المانحين التي سجلت نسبة عالية جدا حيث تجاوزت في المؤتمر الثاني / 90 / في المائة فيما أسهمت في تأمين التعهدات المطلوبة لمناشدات الأمم المتحدة حينها..معربا عن أمله أن يسجل المؤتمر الاستجابة السخية لمواجهة الاحتياجات الملحة للأشقاء.
وقال إن الكارثة الانسانية وعلى مدى السنوات الخمس حولت شوارع وأحياء سوريا إلى دمار و مبانيها إلى أطلال و شعبها إلى قتيل ومشرد.
وأشار إلى الأرقام المفزعة والحقائق الموثقة حول الآثار الاقتصادية والاجتماعية للأزمة التي نشرتها مؤخرا منظمات دولية وفقا لدراسات بحثية .. والتي تؤكد أن الدمار هو العنوان الرئيسي للمناطق كافة في سوريا دون تمييز حيث تجاوزت أعداد القتلى من الأشقاء / 210 / الآف قتيل و تشريد ما يقارب / 12 / مليون شخص في الداخل والخارج في ظل ظروف قاسية وأوضاع معيشية مأساوية .. صورها لاجئ سوري بأن حياتهم أصبحت مثل الغارق في الرمال كلما حاول التحرك إزداد غرقا كما حرمت الكارثة مليونين من الأطفال اللاجئين دون سن / 18 / من أبسط حقوقهم التعليمية والصحية الأمر الذي يهدد مستقبل جيل كامل ويجعلهم أمام مستقبل مظلم يحرم وطنهم من مشاركتهم الفاعلة في بنائه.
وأضاف سموه .. أن الدراسة تشير الى أن الاقتصاد السوري في حالة انهيار شبه كامل إذ بلغت خسائره أكثر من / 200 / مليار دولار وارتفعت نسبة البطالة لتصل / 57 / في المائة وانخفض متوسط الأعمار للشعب السوري الشقيق إلى / 55 / سنة .. إضافة إلى إرتفاع معدلات الفقر بشكل كبير كما بلغ عدد اللاجئين السوريين في الخارج قرابة الأربعة ملايين شخص ليسجل أكبر مجتمع للاجئين في العالم..إن هذه الحقائق المرعبة تضعنا كمجتمع دولي أمام مسؤولية تاريخية تحتم علينا معا العمل بكل عزم وإصرار لإنهاء هذه الكارثة التي باتت تهدد في تبعاتها الأمن والسلم الدوليين كونها أصبحت ملاذا للمنظمات الارهابية تنطلق منه لتنفيذ مخططاتها الدنيئة.
وأشاد صاحب السمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح .. بالجهود المبذولة من قبل الدول المضيفة للاجئين وهي الأردن ولبنان وتركيا والعراق و مصر لما يقدمونه من خدمات إنسانية وإغاثية ضخمة لمجتمع اللاجئين ولقد فاقت أزمة اللاجئين السوريين قدرات الاستجابة في الدول المجاورة وتركت آثارا سلبية كبيرة على الخدمات الاجتماعية والهياكل الأساسية والموارد الحكومية في الدول المضيفة للاجئين علاوة على مواجهة تلك الدول للمخاطر الأمنية بسبب الانتشار الإقليمي للصراع.
كما أشاد بجهود منظمة الأمم المتحدة ووكالاتها الدولية المتخصصة في هذا المجال لاسيما المفوضية العليا لشؤون اللاجئين ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة " اليونيسيف " و منظمة الصحة العالمية وبرنامج الغذاء العالمي ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية والوكالات الدولية الأخرى العاملة في الميدان .. كما شكر فاليري آموس على ما بذلته من جهود مخلصة ونبيلة أثناء عملها كوكيلة للأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية.
وأشار إلى عجز المجتمع الدولي ولاسيما مجلس الأمن الدولي طيلة السنوات الخمس عن إيجاد حل ينهي هذا الصراع و يحقن دماء الأشقاء و يحفظ لهم كيان بلد جرحته مخالب الفرقة ومزقته أنياب الإرهاب.
وطالب - أمام هذا الواقع المرير و التهديد السافر للأمن والسلم الدوليين - مجلس الأمن ولاسيما أعضاءه الدائمين أن يتركوا جانبا مصالحهم الضيقة و خلافاتهم الواسعة ويوحدوا صفوفهم للخروج بحل ينهي هذا الصراع المدمر ويعيد الأمن والاستقرار لربوع سوريا الشقيقة ويوقف ارنتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان التي ترتكبها كافة الأطراف ونطالب بتقديم جميع مرتكبي هذه الجرائم للعدالة .
وأكد أن المخرج السياسي الشامل هو القائم على أساس بيان مؤتمر جنيف الأول لعام 2012 وهو الحل المناسب لانهاء الصراع الدائر في سوريا الذي لن ينتصر فيه طرف على الآخر ولن تؤدي الصواريخ والقذائف إلا لمزيد من الدمار والهلاك .. مؤكدين دعمنا لجهود المبعوث الخاص للأمين العام إلى سوريا السيد ستيفان دي مستورا.
وقال سموه .. إن دولة الكويت حكومة وشعبا لم تدخر جهدا في تقديم المساعدات الإنسانية للشعب السوري الشقيق منذ بدء الأزمة .. وذلك عبر مؤسساتها الرسمية والشعبية في ظل استمرار الأوضاع المأساوية التي يعاني منها إخوتنا في سوريا.
وأضاف أنه إيمانا بأهمية وضرورة إيصال رسالة إلى هذا الشعب بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه ويشعر بمعاناته وأنه لن يتخلى عنه في محنته ..
أعلن مساهمة دولة الكويت بمبلغ / 500 / مليون دولار أميركي من القطاعين الحكومي والأهلي لدعم الوضع الانساني للشعب السوري .. آملا من الجميع وضع هذه المأساة أمام أعينهم والعمل على تضميد جراح هذا الشعب الذي عانى الكثير.
نقلا عن وام
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر