أصدر المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية تقريره السنوي عن نشاطاته في السنة المنقضية (2014).
واستهل التقرير بكلمة لسعادة السفير الدكتور حسن بن إبراهيم المهندي، مدير المعهد، أكد فيها على أهمية هذا الجرد السنوي لأهم الأعمال والإنجازات التي قام بها المعهد على امتداد العام الماضي.
ولاحظ أنها في الحقيقة فرصة نمنحها لأنفسنا للمراجعة والتفكير من جهة، والتواصل مع المهتمين بعمل المعهد من جهة أخرى.
وبعد الحديث عن ضرورة التحسين والمتابعة المستمرة، مع الانفتاح على كل الأفكار، والحرص على إشراك كبار العقول والشخصيات الهامة في حياة المعهد، قال "لا أحد يوقف العلم والتقدم الإنساني. ودولة قطر، في ظل القيادة الشابة لحضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير البلاد المفدى "حفظه الله"، عاقدة العزم على أن تكون في طليعة الدول الحديثة"، وهذا ما يفسر أن التطويرات التكنولوجية أخذت قسماً كبيراً من اهتمام المعهد هذه السنة، مع إطلاق المكتبة الإلكترونية لوزارة الخارجية، والتدريب عن بعد. كما قدم شكره لكل الذين دعموا عمل المعهد وساعدوه، وفي مقدمتهم سعادة الدكتور خالد بن محمد العطية، وزير الخارجية، وأصحاب السعادة مساعدوه، ولاسيما سعادة السيد راشد بن خليفة آل خليفة، مساعد الوزير لشؤون الخدمات والمتابعة.
حتوى التقرير على سرد موجز لأهم الإنجازات التي تحققت في 2014 في مجالات: التدريب، والدراسات والتقارير، والمؤتمرات والندوات العلمية، والإعلام والتوعية، والتعاون المحلي والإقليمي والدولي، فضلاً عن الخطة المستقبلية.
ففي مجال التدريب، نظم المعهد برامج متنوعة لمختلف الكوادر، سواء للموظفين الجدد أو الموظفين الأقدم.
ويطلعنا التقرير، أن المعهد قد نفذ 49 دورة تدريبية مختلفة خلال العام المنصرم، تنوعت من الدبلوماسية والعلاقات الدولية والتعاون الدولي، إلى العمل القنصلي، والإعلام، وفن التفاوض، فضلاً عن اللغات الأجنبية ومن السياسة الخارجية، والمنظمات الدولية، وقواعد المراسم، والقانون الدولي، إلى صياغة التقارير والمراسلات، وتاريخ قطر، والقضايا البيئية، وغيرها من المجالات ذات الأهمية للدبلوماسي والموظف في وزارة الخارجية.
كذلك نظم المعهد برنامجاً للدبلوماسيين المنقولين للعمل في البعثات الدبلوماسية والقنصلية القطرية في الخارج.
وألقيت خلاله محاضرات نظرية وعملية تناولت مفهوم العمل الدبلوماسي وطبيعة العمل في البعثات الدبلوماسية والقنصلية، بالإضافة إلى برنامج نظم للوفد المشارك في أعمال الدورة الـ 69 للجمعية العامة للأمم المتحدة اشتمل على دورات في الدبلوماسية متعددة الأطراف وإعداد وكتابة التقارير ومهارات التفاوض ومهارات التحدث والخطابة.
وقد شرع المعهد في تنفيذ مشروع التدريب عن بعد، وهو نظام تدريب إلكتروني متكامل يقدم دورات تدريبية حية أو مسجلة، وذلك لإتاحة الفرصة لجميع الدبلوماسيين سواء في الداخل أو الخارج للمشاركة في البرامج التدريبية التي ينظمها المعهد على اختلاف الوقت والمكان.
وتعاون المعهد الدبلوماسي في تنفيذ برامجه التدريبية مع جامعات ومعاهد محلية وعالمية ككلية الدراسات الإسلامية بجامعة حمد بن خليفة ومركز الجزيرة الإعلامي للتدريب والتطوير وجامعة هارفارد ومعهد الأمم المتحدة للتدريب والبحوث (اليونيتار).
كما شارك في هذه البرامج بالإضافة إلى موظفي وزارة الخارجية مختصون من بعض الوزارات والمؤسسات في الدولة.
وفي مجال الدراسات والتقارير، أصدر المعهد عام 2014 عدداً من الكتب القيمة، مثل: الحياة مفاوضات، دليل الدبلوماسي للبرتوكول والإتيكيت، دور دولة قطر في تحقيق الشراكة العالمية في التنمية، المعاهدات: قراءة قانونية وعملية، دليل استرشادي للمراسلات الدبلوماسية، قواعد وأصول التنظيم الدبلوماسي وتطبيقاته في دولة قطر...الخ. كما واصل المعهد إصدار مجلته الفصلية الدبلوماسي.
وقام المعهد الدبلوماسي عام 2014 بتدشين مكتبة وزارة الخارجية الإلكترونية التي يشرف عليها وتهدف إلى تمكين موظفي الوزارة في كل مكان سواء في بعثات الدولة الخارجية، أو في ديوان عام الوزارة من وسيلة للبحث والمعرفة والتعلم الذاتي، بما يساهم في التكوين وبناء القدرات، إلى جانب تقديم خدمات للدبلوماسية القطرية.
وفي مجال المحاضرات والندوات، نظم المعهد 19 ندوة عام 2014، حيث قام بدعوة عدد من الشخصيات العامة والأساتذة والخبراء الكبار والدبلوماسيين، للحديث في ندواته، وتقديم محاضرات في مختلف أوجه السياسة والاقتصاد والعلوم التطبيقية، من بينهم الدكتور زلاتكو لاغوميجا، نائب رئيس مجلس وزراء وزير خارجية البوسنة والهرسك، والإمام الصادق المهدي، رئيس حزب الأمة القومي السوداني، والدكتور دانيلو تورك، رئيس جمهورية سلوفينيا السابق، والدكتور بكر كارلجا، مستشار رئيس الوزراء التركي، واللواء جبريل الرجوب، نائب أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، والفريق أول سايمون مايل، كبير مستشاري وزارة الدفاع البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، والدكتور سيد محمد حسين عادلي، الأمين العام لمنتدى الدول المصدرة للغاز، والدكتور دانييل شابيرو مؤسس ومدير برنامج هارفرد للتفاوض الدولي، وغيرهم من الشخصيات العامة، بالإضافة إلى عدد من السفراء الأجانب للتحدث حول علاقات بلادهم بدولة قطر.
وفي مجال التعاون المحلي والإقليمي والدولي، نذكر بالخصوص أن عام 2014 شهدت توقيع ثلاث مذكرات تفاهم، الأولى مع المعهد الدبلوماسي في جمهورية بلغاريا، والثانية مع معهد سعود الناصر الصباح الدبلوماسي في دولة الكويت، والثالثة مع المدرسة الوطنية للإدارة في الجمهورية الفرنسية.
وأشار التقرير إلى أن خطة المعهد المستقبلية ستشمل الاستمرار في تطوير هيكله التنظيمي لزيادة فاعليته، وجودة الخدمات والأنشطة التي يقدمها، وتنفيذ استراتيجية شاملة للتعريف بالمعهد إقليمياً ودولياً. وتنفيذ برامج تدريبية شاملة للكوادر الإدارية والدبلوماسية في وزارة الخارجية بالتنسيق مع إدارة الموارد البشرية والاستمرار في تطوير خطط المعهد التدريبية وفقاً لأحدث المناهج التدريبية العالمية والتوسع في عملية البحث العلمي والكوادر البحثية في المعهد، مع التركيز على المواضيع ذات الأهمية في هذا المجال للدولة وسياستها الخارجية والاستمرار في استضافة شخصيات اعتبارية دولية للتحدث في مواضيع حيوية ذات أهمية لدولة قطر، وأمن الخليج العربي على نحو عام وتنظيم المزيد من النشاطات والفعاليات، بالتعاون مع المؤسسات المحلية والدولية التي عقد المعهد معها اتفاقيات.
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر