بيروت - المغرب اليوم
استغرب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي اللبناني وليد جنبلاط الصمت الدولي المريب حيال "داعش" وهو دليل جديد على تواطؤ الدول الكبرى على حساب الكيانات القومية.
و أعرب جنبلاط - في موقفه الأسبوعي لجريدة "الأنباء" الالكترونية التابعة لحزبه إنه عن تقديره عاليا موقف رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في دعمه المطلق للجيش اللبناني ولا سيما في هذه المرحلة المفصلية.
وقال جنبلاط إن وقائع جديدة ترتسم في المنطقة العربية مع تسارع الأحداث السياسية والعسكرية التي تدل، أكثر من أي وقت مضى، أن الدول القومية والوطنية التي تولدت بفعل إتفاقية سايكس- بيكو ولاحقا إتفاقية لوزان في طريقها إلى الانهيار في مقابل صعود كيانات طائفية ومذهبية ترسم حدودها بالحديد والنار والمجازر والتهجير.
وأضاف أنه من الواضح بناء على كل ذلك أن الجغرافيا السياسية تشهد تحولات غير مسبوقة، وأن التنظيم المسمى "داعش" أصبح بمثابة الأمر الواقع وهو يقف على أنقاض الدول القومية والوطنية التي سميت سوريا والعراق. قد تكون "داعش" إنطلقت بطريقة مشبوهة ربما بمساعدة النظام السوري، ولكنها أصبحت بمثابة المارد الذي خرج من القمقم ولم يعد ممكنا السيطرة عليه. وهذا يذكرنا بالسياسة الأمريكية وبعض السياسات العربية التي "إخترعت" ظاهرة أسامة بن لادن ودعمتها لمحاربة الشيوعية والسوفيات في أفغانستان فإذ بتلك الظاهرة تنقلب على منشئيها. فلتكن هذه عبرة لمن يعتبر.
وانتقد بعض الأصوات التي تكرر إسطوانة رفض تدخل "حزب الله" في سوريا من دون أن تدرك أن الأحداث تجاوزت بأشواط هذا الأمر والتي تتذرع به لايجاد جبهة سياسية وظيفتها التشكيك بالجيش ودوره وتسعى، عن قصد أو غير قصد، الى استيراد هذه الظاهرة العدمية والتكفيرية إلى لبنان، فإن ذلك قد يؤدي إلى ضرب كل مرتكزات الكيان اللبناني في التنوع والتعددية والاعتدال.
وقال إنه وعلى سبيل التذكير، فإن موقف الحزب التقدمي الاشتراكي كان واضحا من الأساس بالوقوف إلى جانب الشعب السوري في حراكه السلمي المدني الديموقراطي الوطني، ثم في تأييده للجيش السوري الحر والمجلس الوطني وتنسيقيات الثورة المتعددة، ولكن العنف الذي مارسه النظام السوري وتواطؤ الدول العربية والاقليمية والدولية عبر تلك المجموعة المسماة "أصدقاء سوريا" أديا إلى هذا التدهور الكبير على كل المستويات وأوقعا الشعب السوري بين فكي تطرف "داعش" وقمع النظام، وكلاهما لا يقل سوءاً عن الآخر!
واختتم بالقول : من هنا تبرز أهمية التعاون بين جميع القوى المركزية السياسية اللبنانية سواء المتخاصمة بالأمس أم المتحالفة في ما بينها، للحفاظ على الكيان اللبناني والارتقاء في أدائها السياسي إلى مستوى التحديات التي تفرضها التطورات الراهنة والابتعاد عن التجاذبات الفئوية التي من شأنها تسعير خلافات سطحية لا قيمة لها على ضوء ما يحدث في المنطقة من تحولات كبرى.
وقال إن المسؤولية الوطنية تحتم على كل الفرقاء السياسيين الوقوف صفا واحدا خلف المؤسسة العسكرية ودعم جهودها وتضحياتها للحفاظ على السيادة اللبنانية.
أ ش أ


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر