موجة البرد القارس تُعمق جراح المشردين وتزيد من معاناتهم في المغرب
آخر تحديث GMT 14:59:31
المغرب اليوم -

موجة البرد القارس تُعمق جراح المشردين وتزيد من معاناتهم في المغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - موجة البرد القارس تُعمق جراح المشردين وتزيد من معاناتهم في المغرب

المشردين فى المغرب
الرباط -المغرب اليوم

بينما استبشر المواطنون خيرا ب الأمطار والثلوج في المغرب  التي تشهدها حاليا معظم جهات المملكة، بعد سنوات متتالية من الجفاف، تعيش العديد من فئات المجتمع، وفي مقدمتها المشردون في المغرب  والأشخاص دون مأوى، هذه الفترة من ليالي البرد القاسية في ظروف صعبة للغاية، تزيد نكأ الجراح وتعمق معاناة فئة يظل الحصول على ملاذ دافئ ترفا بعيدا عن منالها.لكل واحد من هؤلاء المشردين قصة إنسانية مختلفة، لكن المشترك والمآل واحد، تشرد وبؤس وقضاء فترة مناخية قاسية في العراء، يفترشون الأرض ويلتحفون السماء إلا من بعض الملابس الرثة، أملا في أن تحميهم من ليالي الشتاء الطوال، التي حلت هذه السنة باردة، لتعمق من جراح شريحة تعاني الأمرين، فهي تصارع من أجل الحياة، وتكابد في الوقت نفسه من أجل البحث عن ما يسد رمقها ويدفئ أجسادها المثقلة بالهموم.

وأمام هذه الظروف القاسية، تتحرك عدد من الفعاليات الجمعوية لتمد أياديها البيضاء لتخفيف معاناة هذه الفئة، التي تتخذ من الساحات العمومية والفضاءات المحاذية للمحطات الطرقية وبعض المحلات التجارية مأوى لها بدل حضن الأسرة الدافئ، من خلال تقديم مساعدات غذائية أو أفرشة وملابس، وأحيانا إيواء البعض منهم.

من بين هذه الفعاليات المدنية، هناك جمعية “كلنا معاك” التي تنشط في المجال التطوعي والخيري عبر تقديم خدمات إنسانية تستهدف جميع الفئات الهشة في المجتمع، وذلك عبر عدة وسائل ووسائط واقعية وفي كل الظروف العادية والاستثنائية.في هذا الصدد، قالت رئيسة الجمعية نسرين لوزي، إن الجمعية تقدم خدماتها في فصل الشتاء الحالي الذي يعرف انخفاضا شديدا في درجات الحرارة، عبر تنظيم حملة لجمع المساعدات العينية المتمثلة في توفير الاغطية والأفرشة والملابس المستعملة والوجبات الغذائية، من أجل توزيعها على المشردين والأشخاص في وضعية الشارع.

كما تقوم المؤسسة، تبرز لوزي في حوار خصت به كالة المغرب العربي للأنباء، بإعداد خطط مستقبلية للتحكم في خرائط ونقط تجمع المشردين من أجل تقديم العون والدعم العاجل وإعادة تأهيلهم مستقبلا، ضمن فلسفة ومنهجية تنهجها الجمعية تعتمد على التشغيل الذاتي (مشاريع مدرة للدخل) في إطار شراكة مع فاعلين وطنيين ودوليين، وإعادة تأهيل المشردين والأشخاص في وضعية صعبة، بهدف إعادة إدماجهم في نسيجهم المجتمعي، مشيرة إلى أن الجمعية قامت خلال فترة الحجر الصحي المرتبطة بانتشار جائحة “كوفيد 19” بأنشطة اجتماعية وإنسانية متعددة، غطت المجال الحضري لمدينتي الرباط وتمارة، فضلا عن زيارات ميدانية لتتبع حالات لإعادة إدماج مشردين ضمن وسطهم الأسري والعائلي في كل من الخميسات وتيفلت.

 وقد تمكنت الجمعية بفضل جهود أعضائها ومتطوعيها، تضيف لوزي، من إيجاد عوائل عدد من المشردين، فضلا عن إيواء آخرين في تمارة في منازل للكراء، وتمكين أسر أخرى من سكن لائق ببوزنيقة بعد عجزها عن أداء سومة الكراء في عز ضائقة كورونا، متابعة بالقول إن “هذه الخدمات لم تتوقف رغم الظروف الاستثنائية التي عرفتها المملكة”.

وفي هذا السياق، نظمت الجمعية جولات ليلية ونهارية من أجل إغاثة ومساعدة المعوزين سيما المشردين منهم، عبر توزيع وجبات الإفطار في رمضان والمساعدات الغذائية وإسعاف بعض المصابين من المشردين، وتوفير المأوى لبعض الحالات الخاصة من غير المغاربة الذي تقطعت بهم السبل في المغرب بعد شهور من فرض الحجر الجوي والبري والبحري”.

وأفادت المسؤول الجمعوية، بأن رؤية جمعية “كلنا معاك” تقوم على الإيمان الراسخ والعميق أولا بمبادئها المتمثلة في العمل الانساني والخيري والتطوعي، وتبني المقاربة القانونية الكفيلة بإيجاد ترسانة وإطار قانوني وتشريعي للأشخاص في وضعية الشارع، من أجل توفير الحماية القانونية لهم من كل أشكال الشطط والعنف والإهمال اتجاههم، لافتة إلى أن تحقيق هذا المبتغى رهين بإشراك كافة الفعاليات والمؤسسات ذات الصلة بالميدان الحقوقي والتشريعي في النقاش الحقوقي والقانوني حول هذه الفئة الاجتماعية، ومشددة على ضرورة العمل جنبا إلى جنب، كل من موقعه، من أجل توفير الحماية لهم في سبيل تحقيق العدالة الاجتماعية والتكافل الاجتماعي. 

من جهة أخرى، سجلت لوزي أن الجمعية تستهدف كل الفئات الهشة والمعوزة في المجتمع ضمن استراتيجية محلية ووطنية تعتمد بالأساس على محاربة كل مظاهر الإقصاء والتهميش، والتخفيف قدر المستطاع من معاناة الأشخاص في وضعية الشارع، خاصة من النساء والأسر المعوزة والأطفال واليتامى.

وتعمل الجمعية، التي تأسست سنة 2019، في إطار خدمة المجتمع المدني المحلي بمدينة الرباط وتمارة، لتمتد إلى جهة الرباط سلا القنيطرة وباقي مناطق المغرب، على المواكبة الدائمة والميدانية للفئات الهشة والفقيرة في المجتمع، من خلال مقاربة اجتماعية تروم محاربة كل مظاهر الإقصاء والحرمان وتحقيق التكافل الاجتماعي عبر دعم مباشر للفقراء والمحتاجين والمشردين في الشارع العام والعمل الدؤوب على تخفيف معاناتهم معنويا وماديا.

ويبدو أنه، وعلى الرغم من المجهودات التي يبذلها المجتمع المدني وأيضا القطاعات الحكومية المعنية، فإن هذه الشريحة الاجتماعية تتقاسم مصيرها المجهول ومعاناتها اليومية، باستثناء مبادرات إنسانية وإن تعددت تظل غير كافية، في غياب اعتماد مقاربة شمولية ومندمجة تأخذ بعين الاعتبار الجوانب النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وذلك في أفق تقديم حلول جذرية، أبرزها العودة إلى المأوى الطبيعي المتمثل في حضن الأسرة، أو الإيواء بالمراكز الاجتماعية مع بذل المزيد من الجهود لإعادة إدماجهم في المجتمع.

قد يهمك ايضا

السلطات المغربية تمنع صعود القطارات دون الإدلاء بالبطاقة الوطنية للتعريف

أرباب الحمّامات يُحذِّرون مِن "كارثة" ويرفضون شروط السلطات المغربية

 
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موجة البرد القارس تُعمق جراح المشردين وتزيد من معاناتهم في المغرب موجة البرد القارس تُعمق جراح المشردين وتزيد من معاناتهم في المغرب



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 15:23 2025 الإثنين ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة
المغرب اليوم - لامين يامال يقترب من تحطيم رقم قياسي لمبابي مع برشلونة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم

GMT 10:10 2018 الأربعاء ,13 حزيران / يونيو

هولندا تدعم "موروكو 2026" لتنظيم المونديال
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib