واشنطن -المغرب اليوم
عاد الخلاف بين الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، وحليفه السابق إيلون ماسك، إلى الواجهة... والسبب نفسه: مشروع ترمب «الكبير والجميل» الذي لا يزال عالقاً في الكونغرس بانتظار إقراره. فماسك لم يتراجع عن موقفه الرافض لمشروع الإنفاق الحكومي، بل صعّد من انتقاداته ليهدد المشرعين الذين سيصوتون لمصلحته بمواجهتهم في الانتخابات التمهيدية متعهداً بإسقاطهم. ولم يتوقف ماسك عند هذا الحد، بل توعّد بتشكيل حزب ثالث قائلاً: «إذا جرى إقرار مشروع الإنفاق المجنون هذا فسيشكَّل (حزب أميركا) في اليوم التالي. بلادنا تحتاج إلى بديل عن احتكار الحزبين الديمقراطي والجمهوري حتى يكون للشعب صوت حقيقي».
تهديدات خطيرة، خصوصاً في توقيتها، إذ إنها تتزامن مع عملية تصويت حساسة في الكونغرس على مشروع القانون، في ظل وعود بتسليمه إلى المكتب البيضاوي قبل 4 يوليو (تموز). ولهذا السبب سارع ترمب إلى رد الصاع صاعين لصديقه السابق، فكان له بالمرصاد، قائلاً إنه في حال إقرار القانون فإنه سوف يفقد كثيراً من الإعانات الحكومية، مضيفاً: «من دون هذه الإعانات، على الأرجح سيغلق أعماله ويعود إلى جنوب أفريقيا. لا مزيد من إطلاق الصواريخ أو الأقمار الاصطناعية أو إنتاج السيارات الكهربائية، وبلدنا سيوفّر ثروة طائلة. ربما ينبغي أن نطلب من (دوج) أن تُلقي نظرة جدية على هذا الأمر؟ فهناك أموال طائلة يمكن توفيرها».
يتحدث ترمب هنا عن الإعفاءات المرتبطة بالسيارات الكهربائية، التي ستلغى في المشروع، وهو ما يعارضه ماسك، بالإضافة إلى تحذيراته المتعلقة بالتكلفة العالية للمشروع التي ستؤدي إلى زيادة العجز الأميركي.
وفي ظل هذه المواجهة العلنية، تمكن الجمهوريون من تخطي عقبة أساسية وأقروا المشروع في مجلس الشيوخ بأغلبية بسيطة، وذلك بعد جلسة تصويت ماراثونية استمرت طوال ليل الاثنين، وانتهت بإقرار المشروع بدعم من نائب الرئيس جاي دي فانس الذي أدلى بالصوت الحاسم، لتكون النتيجة 51 صوتاً داعماً مقابل معارضة 50 صوتاً، منهم 3 جمهوريين، هم السيناتوران راند بول وتوم تيليس والسيناتورة سوزان كولينز. ورغم هذا النصر التشريعي الجزئي، فإن مصير المشروع لا يزال مهدداً في مجلس النواب الذي يجب أن يصوت على نسخة مجلس الشيوخ نفسها بالتعديلات التي فرضت، وهو ما يعارضه عدد من الجمهوريين.
هذا الواقع يضع رئيس مجلس النواب، مايك جونسون، في موقف لا يحسد عليه، فهو بالكاد تمكن من حصد الأصوات اللازمة لإقرار المشروع بنسخته الأولية، في ظل الأغلبية الضئيلة التي يحوزها في «النواب»، لتصبح المهمة اليوم أكبر صعوبة مع تعديلات «الشيوخ». وأتى ماسك ليزيد الطين بلّة، عندما تعهّد بالتبرع لمصلحة أحد أبرز معارضي هذا المشروع في مجلس النواب، الجمهوري توماس ماسي، الذي هو بدوره عاش مواجهة علنية مع ترمب بسبب موقفه الرافض المشروع، وصلت إلى حد تعهد ترمب بترشيحه منافساً آخر له في الانتخابات التمهيدية.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
إيلون ماسك يثير الجدل باهتمامه بتوفير الإنترنت الفضائي في لبنان وسط أزمات الاتصالات
ترامب يرفض الرد على إتصال من إيلون ماسك ولا ينوي الحديث معه


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر