الجنرال جياب العبقري العسكري الذي هزم الغرب
آخر تحديث GMT 07:37:18
المغرب اليوم -

الجنرال جياب العبقري العسكري الذي هزم الغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجنرال جياب العبقري العسكري الذي هزم الغرب

هانوي - أ.ف.ب

كان الجنرال فو نغوين جياب الذي توفي الجمعة عن 100 وعامين، واحدا من اعظم الاستراتيجيين العسكريين في التاريخ، حيث انه مهندس انتصارات فيتنام العسكرية المذهلة في معاركها ضد فرنسا والولايات المتحدة.ولا ينازع الجنرال جياب على المكانة ولاحترام في فيتنام سوى القائد الثوري الراحل هو شي منه. وتعلم جياب، الذي كان استاذا للتاريخ، درسه العسكري الاول من موسوعة قديمة حول الية عمل القنبلة اليدوية.ولد الجنرال جياب لعالم اكاديمي فقير، وكبر ليصبح الجنرال الذي هزم سادة فيتنام الاستعماريين في معركة ديان بيان فو في العام 1954 والتي شكلت نهاية الحكم الفرنسي في الهند الصينية، وبداية التورط الاميركي المباشر الذي قاد الى حرب فيتنام الشهيرة. وخلال العقدين التاليين، قاد الجنرال جياب، الاب المؤسس لجيش الشعب الفيتنامي الذي الهمت تكتيكاته العسكرية التي تقوم على حرب العصابات، المقاتلين المناهضين للاستعمار في انحاء العالم، قواته مرة اخرى الى النصر مع سقوط سايغون في 30 نيسان/ابريل 1975.وقال الجنرال جياب في مقابلة مع شبكة بي بي اس "عندما كنت شابا، كان عندي حلم بأن ارى بلادي يوما ما حرة وموحدة .. وفي ذلك اليوم تحقق حلمي".وكتب الصحافي والمؤلف الاميركي ستانلي كارنو ان عبقرية جياب كاستراتيجي عسكري تضعه "في نفس المرتبة مع عظام القادة العسكريين" مثل الدوق ويلنغتون ويوليسيس غرانت والجنرال دوغلاس ماكارثر.واضاف "ولكن على عكسهم فان انجازاته تعود الى عبقريته الفطرية وليس الى التدريب الرسمي".واشار اخرون الى الخسائر البشرية الهائلة التي كان جياب على استعداد للتضحية بها في نضاله من اجل الحرية والذي اسفر عن مقتل ملايين الفيتناميين في ارض المعركة.ولد جياب في 25 اب/اغسطس من العام 1911 في قرية في وسط ولاية كوناغ بنه. وكان معجبا بنابليون وصن تزو الا انه لم تكن تبدو عليه مؤشرات بانه سيصبح قائدا عسكريا عظيما.وكان يتحدث الفرنسية بطلاقة، ودرس الاقتصاد السياسي في هانوي قبل ان يعمل مدرسا للتاريخ والادب في احدى الكليات، وعمل صحافيا سريا.وكان عضوا في حزب الهند الصينية الشيوعي، وفر الى الصين في العام 1939 حيث التحق بهو شي منه القائد الفيتنامي الذي كان يخطط للقيام بثورة خلال عقود من عيشه في المنفى.وتوفيت زوجة جياب التي بقيت في فيتنام مع ابنها الصغير، في سجن فرنسي. وكانت هذه بمثابة ماساة شخصية اشعلت غضبه ضد الاستعماريين.وعاد مع هو شي منه الى غابات فيتنام الشمالية في 1941 ليدرب جيشا من الجنود الفلاحين الثوريين ويؤسس فيت منه.واتبع جياب تكتيكات حرب الميليشات بالهام من ماو تسي تونغ. وركزت تلك التكتيكات على ضرورة الحصول على الدعم الشعبي وأهمية الكر والفر وتوفر العزيمة لخوض حرب طويلة.وتمكن جياب من خلال هذه التكتيكات من تحقيق النصر على الجيوش الفرنسية والاميركية.وكتب في احدى مذكراته العديدة "ان حرب العصابات هي حرب الجماهير العريضة في بلد متخلف اقتصاديا ضد جيش عدواني جيد التدريب".وقال "كل واحد من السكان هو جندي، وكل قرية هي حصن".واعلن هو شيه منه اول حكومة له في 2 ايلول/سبتمبر 1945 وعين جياب وزيرا للداخلية وقائدا للجيش وبعد ذلك وزيرا للدفاع.واجبر الرجلان الثوريان على العودة الى الغابة عندما اعادت القوات الفرنسية فرض الحكم الاستعماري بعد الحرب العالمية الثانية، ما ادى الى اندلاع نزاع استمر تسع سنوات وانتهى بمعركة ديان بيان فو.وقال جياب لاحقا "لقد كانت تلك اول هزيمة عظيمة للغرب .. هزت اسس الاستعمار وجعلت الناس يقاتلون من اجل حريتهم. لقد كانت تلك بداية الحضارة العالمية".وبقي جياب قائدا للجيش طوال النزاع مع الاميركيين ومع نظام فيتنام الجنوبية الموالي للولايات المتحدة، والذي تحول الى حرب شاملة بدأت في 1965 وادت الى مقتل 58 الف اميركي وثلاثة ملايين فيتنامي على الاقل.وادى سقوط سايغون في 30 نيسان/ابريل 1975 الى اضفاء هالة اسطورية على جياب في العالم كاستراتيجي عسكري محنك، ما الهم العديد من الحركات التحررية في العالم. وقال رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي في 2007 "اثناء نشأتنا مع نضالنا كان الجنرال جياب واحدا من ابطالنا القوميين".الا ان قرب جياب من "العم هو" وتصرفه بغرور احيانا اكسبه العديد من الاعداء ومن بينهم زعيم الحزب لي دوان.وتلاشى نفوذ جياب مع وفاة هو شي منه في 1969، وجرى تحييده على الهامش السياسي بعد ان تولى الحزب الشيوعي السيطرة على فيتنام الموحدة في 1975.وبعد خمس سنوات من انتهاء الحرب، خسر جياب منصبه وزيرا للدفاع. وتم اخراجه تدريجيا من المكتب السياسي للحزب في 1982 وترك السياسة رسميا عام 1991.الا ان كونه واحدا من اعظم القادة العسكريين في فيتنام منحه حق التحدث بصراحة. وحين كان في التسعين من عمره كان جياب لا يزال طليق اللسان بحيث كان يتسبب في اثارة اللغط، وكان يكتب الرسائل المفتوحة و يستغل المناسبات السنوية لانتقاد كل شيء من الفساد الى استخراج مادة البوكسيت.وخلف جياب، الذي عاشت سنواته الثلاث الاخيرة في المستشفى العسكري، وراءه زوجته دانغ بيتش ها التي تزوجها عام 1949، واربعة اولاد.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجنرال جياب العبقري العسكري الذي هزم الغرب الجنرال جياب العبقري العسكري الذي هزم الغرب



GMT 23:54 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يوضح وضعه الصحي ويخضع لفحوصات طبية خلال يومين

GMT 12:22 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

19 قتيلاً و66 مصاباً في هجوم روسي عنيف على أوكرانيا

منى زكي تتألق بإطلالات ساحرة على السجادة الحمراء

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 17:52 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 22 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على مواقع حماس بعد خرق الهدنة
المغرب اليوم - مقتل 22 فلسطينياً في قصف إسرائيلي على مواقع حماس بعد خرق الهدنة

GMT 19:14 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ترامب يثير جدلاً بعد وصفه صحفية بلومبرغ بالخنزيرة
المغرب اليوم - ترامب يثير جدلاً بعد وصفه صحفية بلومبرغ بالخنزيرة

GMT 01:25 2025 الخميس ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

جنوب إفريقيا تتجاهل أميركا وتصدر إعلان قمة العشرين
المغرب اليوم - جنوب إفريقيا تتجاهل أميركا وتصدر إعلان قمة العشرين

GMT 12:33 2025 الأربعاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

ياسمين رئيس تعود للدراما في رمضان 2026 بـ "اسأل روحك"
المغرب اليوم - ياسمين رئيس تعود للدراما في رمضان 2026 بـ

GMT 06:40 2018 الخميس ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

عبير صبري تُوضِّح أنّ "البيت الكبير" مسلسل قريب إلى قلبها

GMT 22:13 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

الرجاء البيضاوي على بُعد خطوة من ضم جبرون

GMT 14:07 2018 الأربعاء ,31 كانون الثاني / يناير

يوسف أشامي يقترب من الحصول على مهام جديدة في الوداد

GMT 00:40 2016 الأحد ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

سلمية فراجي تُعلن أنّ 64 % من المغاربة لا يثقون في البرلمان

GMT 10:53 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

أصدقاء عدنان يزورون قبره ويترحمون على روحه
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib