توجيه اتهامات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي
آخر تحديث GMT 01:19:40
المغرب اليوم -

توجيه اتهامات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - توجيه اتهامات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي

المتمردين السوريين
دمشق ـ نور خوام

حدق قائد المتمردين السوريين في صور مقاتليه على خط المواجهة الجبلي في منطقة عفرين الكردية، وغرست شاحنتهم الصغيرة في الطين بعد هطول أمطار غزيرة، وقال "ستكون معركة صعبة، ربما تستمر خمسة أو ستة أشهر، ولكننا لا نمتلك أحد سوى تركيا". وسيطرت صورة الجنود الذين سقطوا في المعركة ضد المسلحين الأكراد على مخيلة المتمردين السوريين، والذين يبلغ عددهم نحو 10 الآلاف شخص، يقودون المعركة التي تدعمها تركيا.

وتخلى الحلفاء الدوليين الآخرين عن المعارضة السورية التي تشن حاليا هجمات على المليشيات الكردية السورية نيابة عن أنقرة، والتي حولت اتجاهها في الأشهر الأخيرة من الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد إلى التركيز على المصالح الجيوسياسية والأمنية والوطنية.

ويسلط ذلك الضوء على اعتماد المتمردين على تركيا، وعجز السوريين عن تحديد مسار الحرب الأهلية القائمة منذ ما يقرب من سبع سنوات، وقال قائد المتمردين "علينا إعادة تعزيز قوتنا ومن ثم نبدأ، الثورة السورية المسلحة هزمت عسكريا، ولكن لم يفز بها بشار الأسد، وحقيقة وجود معارضة هو انتصار في حد ذاته ضد العالم بأسره، ولكن السوريين ليس لهم أي تأثير على أي قرار يتعلق بسورية".

وأظهرت مقابلات مع تسعة من قادة ومسؤولين من المتمردين السوريين، معظمهم يشاركون في حملة عفرين، أنهم مصممون على الوقوف إلى جانب تركيا، البلد الوحيد الذي يقولون إنهم يواصل دعمهم وتدريبهم على الرغم من اللامبالاة العالمية، وتحدثوا بشرط عدم ذكر أسمائهم لمناقشة العلاقات مع تركيا، وهي مسألة حساسة للقادة والمسؤولين المتحالفين مع أنقرة.

شنت تركيا هجوما كبيرا منذ أسبوع في سورية، تحت اسم عملية غصن الزيتون، مستعينة بحوالي 10 الآلاف متمرد سوري، وتأمل أنقرة في طرد حزب الاتحاد الديمقراطي وجناحه العسكري من المدينة، وهما وحدات حماية الشعب من عفرين التي يسيطر عليها الأكراد، وتقع على الحدود مع تركيا.

ويذكر أن أنقرة تقصف المدن الحدودية للكانتون بنيران المدفعية، كما أفادت الأنباء أن الاف الأشخاص هربوا، كثير منهم إلى مدينة عفرين، وقد وضعت الحملة على مسار تصادمي مع الولايات المتحدة، التي وفرت تغطية جوية ودعم عسكري مباشر للميليشيات الكردية شمال سورية، لكن أنقرة تعتبر وحدات حماية الشعب بمثابة الجناح السوري لحزب العمال الكردستاني، وهي جماعة إرهابية  خاضت تمردا على مدى عقود ضد الدولة التركية.

وقال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان في خطاب القاه في أنقرة الجمعة "سنواصل كفاحنا حتى لا يكون هناك إرهابيين على حدودنا يصلون إلى العراق"، متعهدا "بتطهير" مدينة منبج شرق عفرين ، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب.

وتعد هذه الحملة ثاني أكبر حملة تشنها تركيا على سورية، وفي أغسطس / آب 2016، شنت حملة درع الفرات التي قادها أيضا المتمردون السوريون على الأرض، وأطاحت بداعش من عدد من المدن الرئيسية القريبة من الحدود، وحدت من توسع وحدات حماية الشعب في الغرب.

وتم إطلاق غصن الزيتون بعد أن أعلنت الولايات المتحدة أنها ستبني قوة حدودية قوامها 30 ألفا بما في ذلك وحدات حماية الشعب لدوريات الحدود السورية لمنع عودة ظهور تنظيم داعش، وهو ما رأته أنقرة تهديدا أمنيا لها، لكن الحملة تسببت في أزمة بين المعارضة السورية الرئيسية، التي انقسمت منذ فترة طويلة، بعد نكسات عسكرية ضد الأسد وحلفائه روسيا وإيران، وتعرضت للقتال الداخلي.

ويرى البعض أن مع مقاتلي المعارضة يعملون على دفع مصالح تركيا على حساب أهداف الثورة السلمية التي بدأت ضد الرئيس الأسد في 2011، لكن المسؤولين والقادة المتمردين الذين يقولون إن تركيا ساعدتهم على تدريب الآلاف من المقاتلين الذين يمكن أن يشكلوا جوهر جيش متمرد موحد، موفرة شريان الحياة في معركتهم ضد الأسد، ويقولون إن انتصارهم في عفرين سيفتح ممرا أرضيا في محافظة إدلب تسيطر عليه القوات المسلحة السورية، مما يسمح لهم بشن هجوم واسع النطاق لتطهير المنطقة، كما أنهم يستاؤون من حزب الاتحاد الديمقراطي وحزب الشعب، الذين يتهمونه بإيواء المشاعر الانفصالية والتعاون مع نظام الأسد، ولا سيما المساعدة في تسريع سقوط حلب في عام 2016، وهي ضربة موجعة للمعارضة.

وتستضيف انقرة 3.5 مليون لاجئ سوري وتسمح للمعارضة بالإقامة في تركيا، في حين توقفت الولايات المتحدة عن إرسال الكثير من مساعدتها للمتمردين، وقال العديد من قادة المتمردين إن وكالة المخابرات المركزية خفضت الدعم في أواخر العام الماضي، وقال مسؤول متمرد شارك في حملة عفرين "إن تركيا تقوم بشيء ما، وعليك أن تقدر هذه الجهود وإلا فإننا ناكري جميل"، وأضاف "أن تركيا لم تتخل عننا، ولا يمكننا التخلي عنها، نحن بحاجة إليها أكثر مما يحتاجون إلينا ".

ولكن مصالح تركيا تباعدت عن مصالح المتمردين خلال العامين الماضيين، حيث تحول تركيزها إلى الميليشيات الكردية، ووسعت التقارب مع روسيا، حليفة الأسد الأهم، لإطلاق مفاوضات السلام. ولم يعد المسؤولون الأتراك يطالبون صراحة بالإحاطة بالأسد، على الرغم من أن أردوغان وصفه مؤخرا في خطاب بأنه إرهابي، وأبلغت أنقرة الحكومة في دمشق خطيا عن عملية غصن الزيتون.

وقال دبلوماسي غربي "من الان فصاعدا، مخاوف تركيا الأساسية في سورية هي الاكراد والأكراد والأكراد". ولم يسترد المتمردون أي وعود من تركيا لدعم حملة إدلب المستقبلية ضد الجيش السوري، ولكنهم قالوا إنهم سيحتاجون إلى دعم دولي على أي حال لإطلاقها، وتواصل تركيا دعم مشروع للجيش الوطني للمتمردين الذي درب حتى الآن ما بين 10 آلاف و 15 ألف مقاتل، معظمهم من قوات درع الفرات.

وأضاف مسؤولو المتمردين إن محاربة وحدات حماية الشعب أمر ضروري أيضا لأنها تريد دولة مستقلة داخل سورية، واستخدموا لغة مشابهة لتركيا ووصفوا الميليشيات المدعومة من الولايات المتحدة بأنها جماعة إرهابية وأشاروا إلى مزاعم بأنهم شردت العرب من المدن والبلدات حيث كانوا الأغلبية.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توجيه اتهامات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي توجيه اتهامات للمعارضة السورية بابتعادها عن مسار الثورة الحقيقي



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم

GMT 19:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها "ورد وشوكولاتة"
المغرب اليوم - الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها

GMT 04:12 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

باكستان تُبعد صاحبة صورة ناشيونال جيوغرافيك الشهيرة

GMT 00:44 2017 الأحد ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الممثلة ميريل ستريب تتحدّث عن معاناة المرأة بشكل عام

GMT 03:53 2017 الأحد ,08 كانون الثاني / يناير

"دولتشي أند غابانا" تطرح مجموعتها الجديدة لعام 2017

GMT 16:35 2023 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزال بقوة 5.6 ريختر يضرب شرق روسيا

GMT 10:12 2023 الأربعاء ,10 أيار / مايو

مقتل صحفي فرنسي في قصف روسي في شرق أوكرانيا

GMT 14:51 2022 الجمعة ,07 تشرين الأول / أكتوبر

بيدري نيتو يغيب عن كأس العالم 2022 بسبب الإصابة

GMT 21:41 2020 السبت ,24 تشرين الأول / أكتوبر

أقوى خلطة طبيعية لتطويل الشعر بوقت قياسي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib