نيويورك - المغرب اليوم
أدان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت قادة من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة الأسبوع الماضي، معتبراً أن الهجوم يُشكل خرقًا خطيرًا للقانون الدولي وتهديدًا مباشراً للسلم والاستقرار الإقليميين.
وفي كلمة ألقاها أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة خلال جلسة طارئة عقدت في جنيف، يوم الثلاثاء، قال تورك إن "الهجوم الذي شنّته إسرائيل على المفاوضين في الدوحة بتاريخ 9 سبتمبر/أيلول، يُعد انتهاكًا صادمًا للقانون الدولي، واعتداءً على جهود الوساطة، وتقويضًا لمصداقية عمليات التفاوض حول العالم"، مؤكدًا أن مثل هذه الأفعال تمثل تهديدًا خطيرًا للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط بأكملها.
وكانت إسرائيل قد نفذت غارة جوية استهدفت شخصيات قيادية من حركة حماس أثناء تواجدهم في الدوحة، في تطور عسكري اعتُبر تصعيدًا غير مسبوق ضمن مسار الحرب المتواصلة على قطاع غزة، وأثار موجة من الغضب والاستنكار على المستويين الإقليمي والدولي، لا سيما في ظل حساسية دور قطر كمركز رئيسي للوساطة في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن الغارة تسببت في تعقيد الجهود الجارية للوصول إلى وقف لإطلاق النار في غزة، خصوصًا أن قطر تُعد الشريك الأكثر نشاطًا في الاتصالات بين أطراف الصراع، وتستضيف محادثات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس منذ أشهر.
في المقابل، سارع البيت الأبيض إلى نفي أي علم مسبق بالغارة، إذ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه لم يتم إبلاغه مسبقًا بالعملية، موضحًا أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لم يُخطره أو أي جهة في الإدارة الأمريكية بنيّة استهداف أراضي قطر.
وأكد مكتب نتنياهو لاحقًا أن العملية "مستقلة تمامًا"، ولم تتم بالتنسيق مع أي طرف خارجي، في محاولة لتخفيف حدة التوتر مع واشنطن والدوحة على خلفية الغارة.
ويأتي هذا التطور في وقت يشهد تصاعدًا ميدانيًا في قطاع غزة، واستمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية، وسط تعثر جهود الوساطة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة ومصر وقطر.
وتسببت الغارة في زعزعة ثقة العديد من الأطراف الدولية في فرص نجاح أي مفاوضات مستقبلية، حيث نبهت جهات حقوقية ودبلوماسية إلى أن استهداف الوسيط قد يضع سابقة خطيرة تضعف فعالية العمل الدبلوماسي في النزاعات المسلحة، وتُعرض جهود السلام للتقويض.
وتُعد قطر من أبرز الدول الراعية للمحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، وتحتضن العديد من القيادات السياسية للحركة، كما أنها تستضيف الوسيطين الأمريكي والمصري في جولات تفاوض متكررة، وهو ما يجعل الهجوم على أراضيها تطورًا غير مسبوق على مستوى خريطة التحالفات والوساطات في المنطقة.
ولا تزال التداعيات السياسية والدبلوماسية للهجوم قيد التفاعل، في وقت دعت فيه الأمم المتحدة جميع الأطراف إلى احترام قواعد القانون الدولي، وتجنب أي أعمال من شأنها تقويض جهود الوساطة أو تهديد أمن الدول غير المنخرطة في النزاع مباشرة.
قـــد يهمــــــــك أيضــــــاُ :


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر