تعرُّض أسرة سوريَّة تركت مدينة حمص لمعاملة غير ودودة من فرنسا
آخر تحديث GMT 15:30:37
المغرب اليوم -
محكمة الغابون تحكم بالسجن 20 عاما غيابيا على زوجة وابن الرئيس السابق علي بونغو بتهم الفساد مصرع 42 مهاجراً بينهم 29 سودانياً في غرق قارب قبالة سواحل ليبيا كوريا الجنوبية تصدر حكمًا عاجلًا ببراءة أوه يونج سو بطل Squid Game من تهمة التحرش الجنسي وإلغاء أي محاولات استئناف أو اعتراض على الحكم الإعصار فونج وونج يجبر تايوان على إجلاء أكثر من 3 آلاف شخص ويتسبب بمقتل 18 في الفلبين وتدمير آلاف المنازل زلزال بقوة 5,1 ريختر يضرب منطقة شمال شرق مدينة توال بجزيرة بابوا إندونيسيا على عمق 10 كلم قائد قسد يصف انضمام سوريا للتحالف ضد داعش بخطوة لمحاربته نهائيا حركة الطائرات في مطارات الامارات تصل الى مستويات قياسية خلال يناير الى مايو كوشنر يؤكد لا إعمار لغرب غزة قبل نزع سلاح حماس غوغل تحذر من خطورة شبكات الواي فاي العامة على بيانات المستخدمين نعيم قاسم يؤكد أن وقف إطلاق النار مشروط بإنسحاب إسرائيل من جنوب لبنان واستعادة الأسرى والسيادة كاملة
أخر الأخبار

تعرُّض أسرة سوريَّة تركت مدينة حمص لمعاملة غير ودودة من فرنسا

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تعرُّض أسرة سوريَّة تركت مدينة حمص لمعاملة غير ودودة من فرنسا

عائلة الفيلفي في فرنسا
باريس - مارينا منصف

تعود إحدى لوحات مسرح "بيزييه" بالذاكرة إلى واحدة من العديد من المناسبات في تاريخ المدينة الطويل عندما فتحت ذراعيها للأجانب، وكُتب على اللوحة ما يلي: " يُعرب لاجئو بلجيكا عن عميق امتنانهم لسكان بيزييه الفرنسية للترحيب الذي تلقوه منهم بين عامي 1939 حتى 1941". وكانت بيزييه ملاذاً للأسبانيين الفارين من الغزاة الشرقيين من الجزيرة العربية في القرن الثامن قبل فترة طويلة من سعي اليهود في بلجيكا لفترة راحة قصيرة من الاضطهاد النازي، ولكن اليوم توفر المدينة ضيافة قليلة للمحرومين مثل مالك وخالدة الفيلفي وأطفالهم وهم لاجئون من الحرب في سورية.

تعرُّض أسرة سوريَّة تركت مدينة حمص لمعاملة غير ودودة من فرنسا

وتعيش عائلة الفيلفي في خوف حتى اليوم بعد أربعة أعوام من هروبهم من منزلهم في حمص غرب سورية بعد تعرضه للقصف اليومي من قبل القوات الموالية للرئيس بشار الأسد وشروع العائلة في رحة طويلة إلى أوروبا، حيث قرر مسؤولو بيزييه المحليون في خطوة تعسفية أنه يجب على الأسرة مغادرة فرنسا والعودة إلى  أسبانيا حيث دخلوا الاتحاد الأوروبي لأول مرة هناك ، بعد أن أصبح لديهم منزل وأصدقاء وتعلموا اللغة الفرنسية أيضا، إلا أن العائلة ليس لديها مكان للإقامة في أسبانيا ولا تعرف أحدا.

وينص قانون "دبلن" الذي يعود تاريخه إلى فترة التسعينات، على أنه يجب على اللاجئين طلب اللجوء في الدولة التي وطأت قدمهم فيها أولا، وهو القانون الذي عفا عليه الزمن وأصبح غير مناسب للتعامل مع التدفق الحالي من اللاجئين إلى أوروبا وهو في طور التفكيك. وأسقطت أنغيلا ميركل هذا القانون الخريف الماضي، وأعلنت أنه يحق لجميع السوريين طلب اللجوء إلى المانيا، وتبعتها في ذلك السويد، وتستطيع فرنسا أن تفعل نفس الشي وفعلته في الماضي لكنها ترفض فعله حالياً في حالة عائلة الفيلفي.

وأخبِر مالك (41 عاما) وخالدة (32 عاما) وأطفالهم هشام (15 عاما) وفاتا (12 عاما) وهمام (8 سنوات) بواسطة المقاطعة المحلية أن لديهم 48 ساعة لمغادرة فرنسا، محذرين العائلة بالسجن في حالة البقاء في البلاد، ويحكم بيزييه اليمين المتطرف ممثل في حزب "الجبهة الوطنية" والذي يدعم رئيس البلدية روبيرت مينارد، والذي أخبر اللاجئين السوريين أنهم غير مرحب بهم في مدينته. وتختبئ العائلة حاليا في منزل مُقترض، فيما تشعر خالدة بالرعب إذا ما سمعت نقرة على الباب خوفا من الشرطة، وتشعر بالخوف والاكتئاب وتعاني من فقدان شعرها والصداع النصفي، بينما لم ينم مالك منذ صدور قرار الطرد.

ويقول مالك " كل يوم كنت أخبر أطفالي أن الوضع سيكون أفضل عندما نصل إلى فرنسا وأصبح لدينا أصدقاء في فرنسا وزوجتي تتحدث الفرنسية، وأخبرت أطفالي أنه يمكنهم الذهاب إلى المدرسة، كانوا يسألون متى نستطيع الذهاب إلى المدرسة وكنت أخبرهم غدا ، عندما نكون في فرنسا سيكون كل شئ على ما يرام".

وتعد قصة عائلة الفيلفي قصة مألوفة من البؤس والاستغلال الذي يعاني منه ملايين السوريين الذين فروا من الحرب في بلادهم إلى أوروبا. وكان قرار الطرد بمثابة ضربة قاسية للعائلة التي قامت بالرحلة الخطرة والطويلة إلى فرنسا وكانت خالدة حينها حاملا في شهرها الخامس واضطرت للإجهاض، وسعى الزوجان للجوء إلى فرنسا بمجرد وصولهم قبل ستة أسابيع وكانا متفائلين، وتمت الموافقة للعائلات السورية التي كان تواجدها غير قانوني في بيزييه والتي عبرت من أسبانيا على طلب اللجوء، ولكن لحرصهم على عدم كسر القانون رفضت عائلة الفيلفي المكوث في العراء مثل بقية اللاجئين واستطاعت العثور على منزل من خلال منظمة إنسانية محلية.

وكانت العائلة تحترم القانون ولذلك يظنون أنه لا يوجد سبب لمعاقبتهم، وعندما وصلت اليهم رسالة استدعاء إلى مقر الشرطة الأسبوع الماضي، كانوا مستعدين للاحتفال، وبدلا من ذلك صودرت جوازات سفرهم وأخبروا بقرار طردهم. وبموجب اتفاقية تمت بوساطة الاتحاد الأوروبي مع فرنسا العام الماضي، وافقت فرنسا على قبول توطين 30.700 لاجئا الذين وصلوا عن طريق البحر في إيطاليا واليونان، إلا أن تم توطين ما يتراوح بين 300 إلى 500 لاجئا فقط.

 واعترف وزير الداخلية برنارد كازينيف أنه على الدولة القيام بعمل أفضل، فيما  أخذت بيزييه عشرات العائلات السورية، أما الذين وصلوا عن طريق البر مثل عائلة الفيلفي يواجهون مستقبلا أكثر غموضا، وهم ضحايا القرارات المتقلبة حول ما إذا كان يمكنهم البقاء أم الرحيل.

وأفادت مقاطعة "مونبيليه" لجريدة "أوبزرفر" أن العديد من العائلات السورية التي جاءت إلى فرنسا من أسبانيا سُمح لهم استثنائيا بطلب اللجوء في الخريف الماضي، إلا أن هذا توقف لمنع إنشاء طريق لللاجئين في المنطقة. ويذكر أن 27 بالغا و13 طفلا من سورية طلبوا اللجوء في مونبيليه، وتواجه عائلتان الطرد بموجب لائحة دبلن، ويضم مقاطعة هيرو التي تقع فيها مونبيليه 1.1 مليون نسمة.

وكانت الحياة جيدة بالنسبة لمالك وخالدة في حمص قبل الحرب، وكان لمالك وصديقه حسن  وظائف جيدة ذات أجر جيد حيث كانا يعملان في بناء خطوط أنابيب النفط، وكانت زوجتاهما وأطفالهما أصدقاء أيضا، وفي عام 2011 عندما دعا المتمردون السوريون إلى الإطاحة بالرئيس، وبدأت القوات الحكومية تقصف المدينة ليلا ونهارا بقذائف المورتر ونيران القناصة، وبحلول عام 2012 اشترى مالك منزلا جديدا وسيارة وكان يعمل لمدة شهرين ويحصل على أجازة لمدة شهر من خلال عقد في الصحراء الجزائرية، عندما أرسلت خالدة له رسالة قائلة "أخرجنا من هنا".

وتقول خالدة " كانت تُلقى العديد من القنابل علينا وشعرت أننا سنموت جميعا، واعتقدت أننا نعيش أخر ساعاتنا على الأرض"، وأخذت العائلة الأشياء الثمينة التي يمكن حملها وفروا من حمص إلى الجزائر، وبعد انتهاء عقد مالك وحسن فكرا في العودة إلى حمص ولكن بعد عامين من الحرب كانت الفرصة أقل. ويضيف مالك " قضيت فقط 6 ليالي في منزلي الجديد وتركته ومعه سيارة "بيجو" جديدة سرت بها 12 كيلو متر فقط، ودفن كل ذلك تحت الأنقاض حاليا أنا متأكد من ذلك".

ودفعت العائلة للمهربين لتوصيلهم إلى المغرب ومن هناك عبروا إلى أسبانيا، ودفعوا للسكان المحليين لأخذ أطفالهم واحدا تلو الأخر، ومن أسبانيا سافرت العائلة إلى جنوب غرب فرنسا حيث يعيش شقيق زوجة حسن لمدة 12 عاما، وتابع مالك " دفعنا كل ما لدينا وكان حوالي 6 آلاف دولار للوصول إلى هناك، ولكن لماذا؟ حتى يوقولون لنا أنه علينا العودة مرة أخرى إلى أسبانيا، هذا ليس خيارا، ليس لدينا شيء في أسبانيا، وأسبانيا لا تريدنا ، نحن نضيع وقتا ثمينا في حين أن أطفالنا يجب أن يكونوا في المدرسة، لقد فقدوا براءتهم ويفقدون مستقبلهم مع كل شهر يمر".

وذكرت جين ماري لاروز من منظمة التضامن للاجئين " ليس هناك جحافل من اللاجئين السوريين هنا، ولا أعرف لمذا تعامل المقاطعة هذه العائلة بهذه القسوة، وفي إمكانهم استخدام حرية التصرف لكنهم لا يريدون، ربما لأنهم يريدون أن يظهروا وكأنهم يضيقون الخناق"، وحتى بعد السماح بطلب اللجوء يجب على المتقدمين الانتظار لمدة تصل إلى 19 شهرا للموافقة عليه، وفي خلال هذه الفترة لا يمكنهم العمل أو الحصول على فوائد، وبلغ متوسط معدل اللجوء في فرنسا 22% عام 2014 مقارنة ب 45% في جميع أنحاء أوروبا.

وتضيف لاروز " نحن نتحدث عن عدد قليل من العائلات السورية، وفرنسا مشاركة في الحرب في سورية وأقل ما يمكن أن تفعله هو الترحيب بهؤلاء الناس الذين اضطروا إلى ترك منازلهم وبلادهم، ويعد ذلك جزءا من اتفاقية جنيف وإعلان حقوق الإنسان"، وأوضح حسن ومالك أنهما سيحاولان استعادة وظائفهم في شركة النفط إذا تمكنوا من الاستقرار في فرنسا، وأضاف مالك " كل ما نريده في فرنسا هو حياة طبيعية لأطفالنا، وإذا توقف الحرب يوما ما في سوريا سوف نعود وهذا إذا كان لدينا شي نعود من أجله".

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تعرُّض أسرة سوريَّة تركت مدينة حمص لمعاملة غير ودودة من فرنسا تعرُّض أسرة سوريَّة تركت مدينة حمص لمعاملة غير ودودة من فرنسا



GMT 02:25 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الشرع يدخل البيت الأبيض من الباب الجانبي

GMT 12:02 2025 الإثنين ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اتفاق جديد يثير الجدل بين واشنطن وحماس حول ممر آمن لمقاتلين

GMT 20:39 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إسرائيل تنفق ملايين الدولارات لتحسين صورتها في أميركا

GMT 08:40 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة

أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 01:36 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة
المغرب اليوم - تصعيد جديد من رئيس كولومبيا ضد الولايات المتحدة

GMT 14:41 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا
المغرب اليوم - مقتل 20 عسكرياً تركياً في تحطم طائرة شحن عسكرية شرق جورجيا

GMT 02:56 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع
المغرب اليوم - دفاع عمرو دياب يطعن بالنقض على حكم الشاب المصفوع

GMT 02:03 2018 الإثنين ,08 كانون الثاني / يناير

منى أحمد تكشف أن لكل برج ما يناسبه من الأحجار الكريمة

GMT 14:24 2016 الإثنين ,06 حزيران / يونيو

"السياسة العقارية في المغرب " ندوة وطنية في طنجة

GMT 07:52 2012 الجمعة ,22 حزيران / يونيو

موسكو تستضیف منتدي اقتصادی إیراني -روسي مشترك

GMT 05:10 2017 الجمعة ,20 تشرين الأول / أكتوبر

هيئة السوق المالية السعودية تقر لائحة الاندماج المحدثة

GMT 07:31 2016 الإثنين ,05 كانون الأول / ديسمبر

طرح علاج جديد للوقاية من سرطان الثدي للنساء فوق الـ50 عامًا

GMT 23:39 2012 الخميس ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

مصر: تزويد المدارس بالإنترنت فائق السرعة العام المقبل
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib