المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن
آخر تحديث GMT 02:20:29
المغرب اليوم -

الصراع الدائر في البلاد يسفر عن مقتل 260 ألف شخص

المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن

إحدى المقاتلات الثوريات الكولومبيات مع طفلتها
بوغاتا - عادل جابر

تضحي المتمردات الكولومبيات، اللاتي انضمَّمن إلى القوات المسلحة الثورية الكولومبية "فارك" بأبنائهن؛ للمشاركة في قتال القوات الحكومية في المعركة المستمرة بين الطرفين منذ أكثر من 50 عامًا.

وتعد قوات فارك منظمة ماركسية تتطلع إلى المساواة بين الجنسين حتى في ساحة المعركة، وتصف "روزميرا" (29 عامًا) اللحظة التي فارقت فيها ابنتها الرضيعة للاستمرار في القتال من أجل معتقداتها، مضيفة "عندما سلمت ابنتي شعرت وكأنني أفقد نصف نفسي، وفكرت في الأمر كثيرًا قبل الإنجاب لأني كنت أعلم أنني سأضطر إلى الانفصال عن الطفل بسبب ظروفنا".

المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن

وتجلس روزميرا مع مجموعة من أخواتها في السلاح في معسكر الجبل السري في المنطقة الشمالية الغربية من ماغدالينا ميديو، حيث اتخذت المتمردات منازلًا مؤقتة لهن، وتركت المسيرات الليلية آثار أسفل عيني روزميرا والتي حاولت إخفائها بالمكياج، ويضم المعسكر القليل من الكماليات النسائية.

وأسفر الصراع في كولومبيا والمستمر منذ نصف قرن عن مقتل 260 ألف شخص وفقًا للأمم المتحدة، ونزوح 6.6 مليون من السكان وهو أكبر عدد للنازحين من أي بلد باستثناء سورية، وعلى الرغم من اعتراف القوات المسلحة الثورية الكولومبية بخدمة الأطفال في صفوفهم في الماضي، إلا أن لديهم قواعد صارمة ضد تربية المحاربين لأطفالهم في منطقة القتال، وقررت روزميرا وشريكها الحصول على طفل رغم كونهما من المقاتلين المتمردين الماركسيين.

المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن

واتهمت الحكومة الكولومبية، نقلاً عن شهادة الفارين من القوات المسلحة الثورية الكولومبية، الجماعة بالإشراف على اغتصاب المجندات والإجهاض القسري، إلا أن المتمردين أصروا على السماح بالإجهاض الذي يعد غير شرعي في كولومبيا فقط كحل أخير، وأفادت وكالة إعادة الدمج الكولومبية والتي تعمل مع المقاتلين المُسرحين، بأن ما يقدر بنصف المقاتلين في الصراع ممن تركوا أسلحتهم لديهم أطفال، وأوضحت روزميرا ورفاقها أنهن كانوا يعرفن أن قادتهن سيصرون على إرسال الأطفال بعيدًا قبل أن يصبحن حوامل، مضيفة "لقد طلبنا الإذن ووافقت القيادة العليا وأصبح لديّ ابنة بالفعل".

المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن

واعتنت روزميرا بابنتها لمدة شهرين قبل أن تعود إلى خط المواجهة الأمامي، حيث تدور المواجهة بين القوات المسلحة الثورية الكولومبية مع الحكومة الكولومبية، ويتم تربية ابنتها بواسطة أقارب الأب الذين انفصلت عنهم روزميرا أخيرًا، وترى ابنتها من وقت لآخر، إلا أن الأمهات تتمنى زيارة أطفالهن بانتظام.

وتسعى القوات المسلحة الثورية الكولومبية إلى توقيع اتفاق سلام مع الحكومة بما يعني تمكين الأمهات من السفر لرؤية أطفالهن دون خشية توقيفهن أو قتلهن، وأفادت مقاتلة أخرى تدعى مانويلا (25 عامًا) ولديها ابنة عمرها 8 أعوام ولم ترها منذ عام، أن ابنتها شكت من غيابها عندما رأتها، وعند توقيع اتفاقية سلام مع الحكومة تخطط مانويلا لتأسيس حياة مستقرة وأن تصبح طبيبة أسنان وتعيش مع ابنتها، مضيفة "لا أريد أن ينظر لي أطفالي بخوف وعدم ثقة لأنني محاربة".

المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن

وتقدمت محادثات السلام لوقف إطلاق النار، والتي ترعاها كوبا خلال الأشهر السبعة الماضية، ما مكّن النساء المحاربات من رؤية أطفالهن وزيارة أمهاتهن، حيث اتجهت المقاتلة "ليديا روزا" (55 عامًا) إلى المخيم لاحتضان ابنها، وأفادت روزا بقتل ثلاثة من أبنائها الآخرين في الصراع، مضيفة "كل ما أتمناه من اتفاق السلام هو أن ابني سيكون حرًا يومًا ما حتى أستطيع رؤيته بانتظام".

وربما ينتهي الصراع، الذي بدأ منتصف الستينات كانتفاضة للفلاحين ضد الحكومة واستمر لعقود بين الجماعات المسلحة المختلفة، وأفادت الحكومة والقوات المسلحة الثورية الكولومبية أنهم يأملون بتوقيع اتفاق السلام في 23 مارس/ آذار، إلا أن الخلافات المتعلقة بنزع السلاح ونقاط أخرى في المفاوضات لازالت تهدِّد بتأجيل الاتفاق.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن المتمردات في كولومبيا يتنازلن عن رعاية أولادهن للدفاع عن قضيتهن



GMT 20:28 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

راما دوجي من شوارع بيروت إلى منصات نيويورك

GMT 22:09 2025 الجمعة ,17 تشرين الأول / أكتوبر

كورينا ماتشادو تؤكد التزامها بعلاقات قوية مع إسرائيل

نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 19:22 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران
المغرب اليوم - بزشكيان يُحذر من تقنين وشيك للمياه في العاصمة طهران

GMT 23:50 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية
المغرب اليوم - إدارة ترمب تعهدت بإغلاق محطة إذاعية أمريكية ناطقة بالمجرية

GMT 23:02 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج
المغرب اليوم - واشنطن تدعم عراق خالٍ من الميليشيات المدعومة من الخارج

GMT 01:37 2025 السبت ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب
المغرب اليوم - فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق بغضب

GMT 10:37 2012 الأربعاء ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

سوتشي مدينة التزلج الأولى في روسيا تستضيف أوليمبياد 2014

GMT 14:25 2020 الجمعة ,12 حزيران / يونيو

انهيار برج ضخم في مصافي حيفا

GMT 10:35 2018 الثلاثاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف أن الهواتف الذكية تجعل المراهقين غير ناضجين

GMT 06:57 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

السودان تحذر من فيضانات على ضفتي النيل الأزرق والدندر

GMT 05:52 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

الخبيرة منى أحمد تُبيِّن مدى قبول كلّ برج للاعتذار

GMT 05:30 2018 الجمعة ,15 حزيران / يونيو

CGI wizardry تعيد الحضارات القديمة وتجسدها للزوار
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib