كييف ـ المغرب اليوم
في تناول لافت للجدل القائم حول تسليح أوكرانيا، دعت صحيفة وول ستريت جورنال في افتتاحيتها الأخيرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الموافقة على تزويد كييف بصواريخ توماهوك بعيدة المدى، معتبرة أن هذه الصواريخ لا ينبغي أن تُعتبر أدوات حرب فحسب، بل يمكنها أن تتحول إلى "قوة سلام" تردع روسيا وتقلّص من قدرتها على مواصلة حربها المستمرة.
ورأت الصحيفة أن hesitancy الرئيس ترامب في اتخاذ قرار نهائي بهذا الشأن يعود إلى عاملين رئيسيين: أولهما، الخشية من التصعيد في وجه قوة نووية، وهي حجة قالت الصحيفة إنها فقدت وجاهتها بعد سنوات من استخدام موسكو لصواريخ كروز وصواريخ باليستية ضد الأراضي الأوكرانية. وأشارت إلى أن الردّ بالمثل لا يُعد تصعيداً بل توازناً في الردع.
أما العامل الثاني، فيتعلق بمخاوف من استنزاف المخزون الأمريكي من صواريخ كروز، في ظل احتمالات لحرب أخرى لم تقع بعد. وهنا، رأت *وول ستريت جورنال* أن الاحتفاظ بهذا المخزون "لوقت غير معلوم" من شأنه أن يدفع نحو مزيد من التوتر، لا نحو الاستقرار، معتبرة أن تأخير دعم أوكرانيا عسكرياً يشجّع على إطالة أمد النزاع.
واعتبرت الصحيفة أن تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك سيمكنها من تجاوز مرحلة الدفاع السلبي عبر اعتراض المسيّرات الروسية، إلى مرحلة الرد الهجومي عبر ضرب منشآت إنتاج هذه المسيّرات داخل الأراضي الروسية، وبالتالي تقليص فاعلية الترسانة الروسية على المدى المتوسط.
كما شدّدت على أن التهديدات النووية المتكررة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي استخدمها على مدى ثلاث سنوات لتقييد الدعم الغربي لأوكرانيا، ليست سوى "تهديدات جوفاء"، مؤكدة أن إظهار الولايات المتحدة تردداً في الدفاع عن مصالحها الأوروبية يضعف قدرتها على ردع خصومها، بما فيهم الصين التي تدعم موسكو عبر مشتريات النفط وتوفير التقنيات المتقدمة.
وفي ختام افتتاحيتها، شددت وول ستريت جورنال على أن إرسال توماهوك إلى أوكرانيا ليس تصعيداً بل خطوة نحو فرض توازن ردعي جديد، يُقصر عمر الحرب ويمنح فرصاً أكبر لسلام مستدام.
قد يهمك أيضا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر