دونالد ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين التجارية
آخر تحديث GMT 21:49:01
المغرب اليوم -

وصلت هوامش الربح الصناعية إلى أعلى مستوياتها

دونالد ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين التجارية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - دونالد ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين التجارية

الرئيس الأميركي، دونالد ترامب
واشنطن ـ يوسف مكي

أخطأ الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ومستشاروه المقربون، حينما اعتقدوا أن الاقتصاد الصيني يتأرجح على حافة الهاوية ويتعرض بشدة للضغط. فسوق العمل الصيني ضيق، حيث وصلت نسبة فرص العمل للباحثين عن عمل إلى مستوى قياسي بلغ 1.24، ويعد ذلك وفرة في الوظائف، كما تتزايد عملية البناء بعد التباطؤ في وقت سابق من هذا العام، وتصل هوامش الربح الصناعية إلى أعلى مستوياتها في سبع سنوات، على الرغم من سلسلة من حالات التخلف عن السداد.

الصين قوية أكثر مما يعتقد ترامب
ويمكن للنظام المصرفي الذي تسيطر عليه الدولة أن يتخلص من الديون المعدومة حينما يريد، وإن كان ذلك بتكلفة دينامية مفقودة، ولا يوجد خطر كبير من حدوث انهيار مالي في الأفق الزمني السياسي للسيد ترامب. والاقتصاد الصيني ليس في أزمة وشيكة، كما أنه النظام السياسي لا يمكن أن يركع على ركبتيه،  حيث تشير تقديرات كابيتال إيكونوميكس إلى أن أحدث الرسوم الجمركية الأميركية ستخفض النمو الاقتصادي الصيني بأقل من 0.5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويمكن تعويض هذا من خلال التحفيز المالي.

وإن الصين على أية حال هي المورد العالمي المهيمن لنصف السلع الـ 6000 الواقعة في قائمة العقوبات الجديدة التي وضعها ترامب، وبالتالي فإن الولايات المتحدة ستكافح للعثور على موردين بديلين.

التجارة العالمية الخاسر الأكبر في الحرب الأميركية الصينية
وقال باتريك بيريت غرين من صندوق أدماكرو "نعتقد أن البيت الأبيض قد أخطأ في تقدير سوء فهم مع الصين، ويجب أن نقلق بشأن ذلك". وقالت بكين إن ترامب لم يبد "أي إخلاص وحسن نية على الإطلاق" بعد أن فرض تعريفة بقيمة 10٪  أي 200 مليار دولار إضافية من السلع الصينية، حيث ترتفع تلقائيا إلى 25٪ في نهاية العام، وتوعدت بشن هجوم مضاد مشابه على السلع الأميركية. وكانت الأسواق في حالة ارتياح لأن العقوبات الصينية المضادة مقيدة، لكن الصينيين يعرفون أن كل ما يحتاجون إليه هو أن يتحدوا، ويشددوا سيطرتهم ويبحثون عن أدوات فك الحصار.

وسيؤدي التقليل من الأضرار التي لحقت بسلسلة التوريد الأميركية إلى اقتطاع هوامش ربح وول ستريت، ويؤدي إلى تصحيح في أسواق الأسهم الأميركية، وهنا يتفوق ترامب على سلسلة السجلات الجديدة في وول ستريت، ولكن الصين لن سترد بطريقة ما لإفشال ذلك، فقد توقع ويليام زاريت، رئيس غرفة التجارة الأميركية في الصين، أن تلتقي بكين "النار بالنار"، ليصطحب العالم إلى "دوامة للهجوم والهجوم المضاد" التي تجتاح الجميع.

وهدد ترامب بالانتقال فورا إلى "المرحلة الثالثة" وإعداد العقوبات على سلسلة الصادرات الصينية إذا ظهر أي نوع  من الانتقام، وبالتالي فإن القوتين العظميين في العالم هما على طريق تصادمي، وقد تم تعيين مسار التصعيد التلقائي الذي سيؤدي إلى إغلاق العلاقة التجارية الأساسية للنظام الدولي في غضون أشهر ما لم يتغاضى أحدهما.

وإن المخاطر هنا من نوع مختلف، لأن الاقتصاد العالمي يتباطأ بالفعل، ويرجع ذلك أساسا إلى زيادات في الأسعار والتضييق الكمي من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، وكذلك انخفاض السندات من قبل البنك المركزي الأوروبي، وقد أدى هذا إلى تجفيف السيولة بالدولار وتقليل الأسواق الناشئة، تظهر هذه الآثار في بيانات منطقة اليورو المتداعية.

وقول مؤسسة جيه بي مورجان إن مقياس "النمو" العالمي قد انخفض من معدل 3.4 % في الربع الثاني إلى 2.2% في الربع الثالث، قد تكون اليابان في حالة ركود، التجارة العالمية قد تنهار، ويكمن القلق من أن الضرر الأوسع نطاقا سيكون بين التجارة في المحيط الهادئ وتقليص النمو العالمي.

ترامب يخطأ التقدير
ويتباهى ترامب بأن "التعريفة الجمركية تعمل بشكل كبير"، وأنه من السهل الفوز بحرب تجارية ضد المنافسين التجاريين الذين يديرون فائضًا هيكليًا، والدليل على ذلك هو انهيار سوق "دب" 22% لمؤشر شانغهاي المركب منذ أواخر يناير /كانون الثاني، مقابل الصعود الهادئ لمؤشر راسل 2000 في نيويورك. ولكن ترامب مخطأ؛ لأن أسواق الأسهم الصينية ليست ذات صلة، فهي ليست مصدرا ذا مغزى للتمويل للشركات وهي منفصلة عن الاقتصاد الصيني.

وقال لاكشمان أشوتان من معهد أبحاث الدورة الاقتصادية في نيويورك، إن التفوق الأميركي هذا العام مجرد وهم، حيث أخطأ ترامب في التعبير عن تخفيضاته الضريبية. وسعت واشنطن لمعايرة العقوبات لتقليل "الانتفاضة" في الولايات المتحدة، وقد استثنت الساعات الذكية بعد نداء من شركة آبل، بالإضافة إلى أجهزة البلوتوث، والمضادات الحيوية، والمدخلات الكيميائية الرئيسية في السلع المصنعة والزراعة، فكلها تصنع في الصين.

وأكد بيل بيشوب من مجموعة سينكوم الاقتصادية، أن هذا النزاع في الحقيقة حول التنافس الاستراتيجي بدلا من التجارة، كما أن هدف واشنطن الحقيقي هو "إحباط صعود الصين" والحفاظ على الهيمنة الأميركية على أحدث التقنيات في القرن الواحد والعشرين.

الصين ستقلب الحرب لصالحها
وتستعد الصين لخوض معركة تجارية منذ إطلاق استراتيجية الأمن القومي الأميركية في ديسمبر/ كانون الأول 2017، وهي الآن على أتم استعداد أكثر مما يدركه البيت الأبيض أو الأسواق. وتتعامل الصين للمرة الأولى على أنها منافس استراتيجي يسعى إلى "تحدي السلطة والنفوذ والمصالح الأميركية، ومحاولة تقويض الأمن وازدهار الأميركيين، وقد أعلنت الحرب الباردة.

وتبع ذلك تقرير تجاري أميركي يتهم الصين بالتجسس الإلكتروني وسرقة الملكية الفكرية، ولكن عندما يكون ترامب مخطئا، فإنه يعتقد أنه يستطيع تحقيق أي شيء عن طريق الصخب، فسيتمكن الصينيون من استغلال هذه الفرصة لصالحهم.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

دونالد ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين التجارية دونالد ترامب أخطأ في تقدير قوة الصين التجارية



أنغام تتألق بفستان أنيق وتلهم عاشقات الأناقة في سهرات الخريف

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 16:24 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - أربع دول عربية ضمن 16 بؤرة جوع في العالم
المغرب اليوم - انقسامات الديمقراطيين تتضح بعد التصويت لإنهاء الإغلاق الحكومي

GMT 20:46 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس المصري يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد
المغرب اليوم - الرئيس المصري يصدق على قانون الإجراءات الجنائية الجديد

GMT 19:10 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى
المغرب اليوم - دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

GMT 19:30 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها "ورد وشوكولاتة"
المغرب اليوم - الفنانة زينة تعلّق على صعوبات مسلسلها

GMT 02:06 2025 الأربعاء ,12 تشرين الثاني / نوفمبر

الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع
المغرب اليوم - الرئيس الإيراني يؤكد لا يمكن الحكم والشعب جائع

GMT 13:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 18:39 2020 الثلاثاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

يبشّر هذا اليوم بفترة مليئة بالمستجدات

GMT 07:49 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج السرطان الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 14:51 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

صلاة التراويح في رمضان في المنازل في المغرب

GMT 02:52 2019 الثلاثاء ,02 تموز / يوليو

ابنة أصالة تُعطي دروسًا للفتيات لوضع المكياج

GMT 06:34 2018 الجمعة ,01 حزيران / يونيو

أودي تكشف عن سياراتها 2.0Q2 TFSIبخدمات مميزة

GMT 03:34 2016 الثلاثاء ,11 تشرين الأول / أكتوبر

العلماء يجدون نوعين من المخلوقات الغريبة التي تشبه الزواحف

GMT 09:28 2023 الإثنين ,31 تموز / يوليو

أداء الأسبوع يرتفع في بورصة البيضاء

GMT 06:57 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مكاسب أسبوعية لأسعار النفط في الأسواق العالمية

GMT 05:08 2022 الإثنين ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

مجمعات تكنوبارك تتوسع غي المغرب و تشمل ثلاث مدن جديدة

GMT 11:22 2020 الأربعاء ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

أداة جديدة تساعد في التنبؤ بنتائج فيروس "كورونا" تعرف عليها

GMT 00:15 2019 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

احتفال السفارة المغربية في هولندا بذكرى المسيرة الخضراء

GMT 17:28 2019 الجمعة ,18 تشرين الأول / أكتوبر

كيف تؤثر أسعار الفائدة على تداول العملات في سوق فوركس

GMT 22:44 2019 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

هشام الجخ يتحدث عن نشأته في برنامج "يسعد مساكم"

GMT 09:40 2019 السبت ,01 حزيران / يونيو

مضيان يتوقع فوز حزب الاستقلال بانتخابات 2021
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib