واشنطن - يوسف مكي
في تصاعد دراماتيكي للأزمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب والملياردير إيلون ماسك، عبّر الأخير عن ندمه على منشورات سابقة هاجم فيها الرئيس، قائلاً: "لقد تجاوزت الحدود". التصريحات جاءت بعد أيام من سجال علني محتدم بين الطرفين، بلغ ذروته بتهديدات مباشرة وتحذيرات من "عواقب وخيمة" صادرة عن البيت الأبيض.
وقال ماسك عبر منصته "إكس" الأربعاء: "أشعر بالندم على بعض منشوراتي عن الرئيس دونالد ترمب الأسبوع الماضي"، في ما بدا خطوة أولى نحو خفض التصعيد. ورغم ذلك، لم تُبدِ الإدارة الأميركية أي مؤشرات على المصالحة القريبة.
من جهته، وصف ترمب ماسك بأنه "فقد صوابه"، وأكد في أكثر من مناسبة أنه لا ينوي التحدث إليه، مشيراً إلى إمكانية مراجعة العقود الحكومية الممنوحة لشركاته، وفي مقدمتها "سبيس إكس" و"تسلا"، التي تلقت مجتمعة أكثر من 38 مليار دولار من التمويل الحكومي.
الرئيس لمّح إلى احتمال فتح تحقيقات بشأن دور ماسك في وزارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، التي قادها الأخير لـ136 يوماً، وانتهت فجأة الشهر الماضي وسط ما وصفته تقارير إعلامية بـ"مغادرة جماعية" لفريقه.
وفي تصعيد لافت، هدّد ترمب ماسك بعواقب "قاسية للغاية" إن دعم مرشحين ديمقراطيين في الانتخابات المقبلة، ما دفع ماسك للإعلان عن نيته تأسيس "حزب أميركا"، في تحدٍّ ضمني لاحتكار الحزبين الجمهوري والديمقراطي للمشهد السياسي الأميركي.
وفيما اعتبر بعض الديمقراطيين ماسك "غير موثوق ومجنوناً سياسياً"، رأى نائب الرئيس جي دي فانس أنه "رجل أعمال مذهل" معرباً عن أمله في "عودته إلى الصف"، لكنه شدد على أن ولاءه سيبقى للرئيس ترمب.
من جهته، قال والد ماسك إن ابنه "أخطأ تحت ضغط هائل"، واصفاً الخلاف بأنه "عابر"، بينما رأى مقربون من الرجلين أن الصراع يُجسّد صداماً بين "اليمين التكنولوجي" وحركة MAGA المحافظة.
وزاد التوتر حين هدّد ماسك، في منشور لاحقاً حذفه، بتعطيل مركبة "دراجون" الفضائية المستخدمة في مهمات وكالة "ناسا"، قبل أن يتراجع عن ذلك. الخبر أثار قلقاً داخل مجتمع الفضاء، نظراً لاعتماد برنامج "أرتيميس" الأميركي على شراكة استراتيجية مع "سبيس إكس".
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر