شاب سوري يمنح الحياة للصور القديمة لتنبُض بالضوء واللون
آخر تحديث GMT 16:09:46
المغرب اليوم -

على الرغم من دراسته كاختصاصي في ميكانيك المركبات

شاب سوري يمنح الحياة للصور القديمة لتنبُض بالضوء واللون

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - شاب سوري يمنح الحياة للصور القديمة لتنبُض بالضوء واللون

تلوين الصور القديمة
دمشق - المغرب اليوم

يمتلك الشاب السوري علي رمضان موهبة منح الحياة للصور القديمة وتلوينها وترميمها، لتبدو كما لو أنها التقطت في التاريخ الحديث، وجعلها تنبض بالضوء واللون.

وعلى الرغم من دراسته كاختصاصي في ميكانيك المركبات، لم يمنعه ذلك من محبة التصميم واحترافه، ليصبح  مهنته الرئيسية ومصدر دخله في الحياة بعمله في إحدى وكالات الدعاية والإعلان في المملكة العربية السعودية.

وتحدث الشاب السوري لـ"سبوتنيك" عن الهواية الفريدة بتجديد الصور القديمة، وعن ظهورها لديه وتعلقه بها، ويقول: أحببت ذات مرة أن أرى صور الأبيض والأسود بالألوان، فلونت صورة لسيدة أجنبية لا أملك عنها أي معلومات، فأعجبتني الفكرة كثيرا، بعد بدأت بتلوين صورة قديمة لأحد الشوارع في مدينة ليفربول الإنجليزية، ومن هناك بدأت.

اقرأ أيضًا:

شراكة دولية لمؤسسة البابطين الثقافية في المنتدى العالمي لثقافة السلام

ويتابع علي، "كنت مشتركا في مجموعة على موقع الفيسبوك اسمها دمشق بالأبيض والأسود، حيث تنشر صور قديمة لدمشق مع معلومات وتواريخ، فبدأت بأخذ هذه الصور والعمل على تلوينها، وهنا كانت بدايتي في هذا المشروع، لأسس بعد ذلك صفحة خاصة بي على الفيس بوك تحمل اسم "تلوين الصور القديمة"، وبدأت بنشر أعمالي فيها".

ويتحدث الشاب السوري عن صعوبة ترميم الصور وعن التقنيات التي يمتلكها، فيقول: هو ليس بالأمر الصعب لكن في الوقت ذاته ليس سهلا، فليس أي شخص قادر على ترميم الصورة بشكل صحيح، ويجب أن يمتلك الصبر والشغف، فإذا كانت الصورة منقوصة من بعض أجزائها، فاعتمد قليلا على  خبرتي وعلى الأجزاء الموجودة من الصورة، وأحاول أن أعمل تناظر أو إكمال ما ينقصها.

ويضيف رمضان، "الموضوع طويل ويحتاج إلى الصبر، وأن يمتلك الإنسان نظرة في موضوع الصور، وأن يكون لديه اطلاع كبير على ملامح الأشخاص، وهو ما يسمى بالتغذية البصرية، وهو يتطلب رؤية صور وتصاميم كثيرة".

ويتابع، "ترميم الصور يعتمد بشكل كبير على جنسية الأشخاص في حالة الصور الشخصية، حيث يجب معرفة نوعية الأزياء والملابس الموجودة في هذا البلد خلال الفترة التي التقطت فيها الصورة، والألوان التي كانت دارجة خلال تلك الحقبة، وهذا الموضوع يحتاج إلى بحث طويل وليس سهلا أبدا".

ويرى الفنان السوري، "أن العمل على ترميم الصور وتلوينها يحتاج إلى أساسات عديدة، ويضرب مثالا على ذلك، ويوضح: هناك أسس يجب السير عليها، فعلى سبيل المثال إذا كانت صورة لمدينة أبحث عن صور حديثة لنفس الأماكن، وإذا كانت الأماكن مهدمة فأبحث عن صور قديمة وأحاول استخلاص التفاصيل منها، لتكون الصورة على أكبر قدر من المصداقية".

ويؤكد رمضان على أن الصورة يجب أن تنقل بكل صدق وبأدق التفاصيل لأنها عبارة عن تاريخ وليس من المسموح تغييره، خصوصا أن مواقع التواصل الإجتماعي تنقل المعلومات حاليا بسرعة وبالاعتماد على النسخ، دون التأكد من المصداقية أو الرجوع إلى المصادر الموثوقة، وهو ما يدفع الفنان إلى التحلي بالأمانة لنقل هذا التاريخ.

ويضيف، "تلوين الصور يظهر الكثير من التفاصيل، أكثر من الأبيض والأسود، وهناك بعض الصور تحتاج إلى أكثر من 30 ساعة عمل، بسبب كثرة التفاصيل".

ويكمل الحديث الفنان السوري الذي انتقل إلى المملكة العربية السعودية قبل 5 سنوات، ويتحدث عن تطوير موهبته، والانتقال من تلوين الصور إلى تلوين مقاطع الفيديو القديمة، ويقول، "اقترح علي أحد الأصدقاء فكرة تلوين فيديو، وقد علمت أن هذا الأمر قد تم فقط في هوليود، ولا أملك معلومات كافية إذا كانت شركات أخرى في أماكن أخرى قد قامت بالموضوع، كون ذلك يحتاج أجهزة عديدة وحديثة، تعطي الإمكانيات اللازمة لمعاجة الفيديو، كون التعامل مع فيديو أصعب بكثير من التعامل مع صورة، وأنا لا أملك إلا كمبيوتر بسيط".

ويتابع رمضان، "جربت واستطعت إيجاد طريقة لتلوين مقطع فيديو مدته 7 ثواني، واستهلك مني حوالي أكثر من 4 ساعات عمل، وهو لقطة من مسلسل غوار، والفيديو الثاني الذي لونته كان للتكية السليمانية في دمشق يعود لعام 1930، وبعد نجحت بتلوين عدة لقطات لمناظر في دمشق آخرها كان للمسجد الأموي".

ويضيف، "وجدت الطريقة لتلوين الأفلام الطويلة، لكن الإمكانات محدودة فلا أملك جهاز كمبيوتر متطور يمكن أن يساعد على تلوين هكذا أفلام".

وعن وتطلعاته من عمله وموهبته، "يتمنى الشاب علي أن تقام معارض لهكذا أعمال، ويضيف: هناك الكثير من الأشياء عن تاريخ سوريا لا نعرفه للأسف ولم ندرسها في المدارس، وقد لونت صورة عمرها 150 سنة، وهي للمسجد الأموي في دمشق عام 1843، وهي التقطت بعد اختراع الكاميرا بعشرين عاما".

ويكمل، "هناك إهمال إعلامي للموضوع ولا أعلم ما سببه، بالإضافة إلي هناك العديد من الأشخاص الذين يعملون بجد لإيجاد المعلومات التاريخية الصحيحة، لذلك أتمنى أن يكون هناك اهتمام ليس بموضوع تلوين الصور فقط، بل بالكثير من الموهوبين الذين ينشطون في العديد من المجالات".

ويواصل، "أنشأت صفحتي على الفيس بوك منذ 3 سنوات، وأحاول توثيق التاريخ بشكل صحيح قدر الإمكان، وهدفي من هذه الصفحة أن يتعرف الناس على تاريخ سوريا، كونه تاريخ عريق وحضارة تمتد لأكثر من 10 آلاف عاما، وأرغب في أن يرى الناس كيف كانت سوريا من قبل".

ويتابع الفنان السوري عن طموحه في هذا المجال: أرغب بالوصول إلى العالمية، وأن يرى العالم كله عملي، وأطمح بأن أكون قادرا على تلوين كل الفيديوهات القديمة إذا توافرت الإمكانيات، لكن قلة الوقت والدعم تمنع إنجاز هذا الشيء للأسف، كون تلوين الفيديو يحتاج إلى وقت وجهد ودعم كبير جدا".

قد يهمك ايضا:

أطلال مدينة تدمر القديمة تثير الخوف العالمي

القوات الحكومية السورية تستعيد تدمر للمرة الثانية

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

شاب سوري يمنح الحياة للصور القديمة لتنبُض بالضوء واللون شاب سوري يمنح الحياة للصور القديمة لتنبُض بالضوء واللون



هيفاء وهبي تتألق بتنسيق اللون الزهري والأسود مع لمسة الذهبي

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 18:28 2025 الثلاثاء ,17 حزيران / يونيو

لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025
المغرب اليوم - لمحة عن أبرز صيحات ديكور المنزل لصيف 2025

GMT 14:07 2025 الأربعاء ,18 حزيران / يونيو

توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته
المغرب اليوم - توم كروز يحصل على أول جائزة أوسكار فخرية في مسيرته

GMT 02:17 2020 السبت ,06 حزيران / يونيو

القبعات القش تتصدر قائمة أحدث صيحات الموضة

GMT 05:46 2020 الإثنين ,27 كانون الثاني / يناير

شركة "لفيت" تنافس بأقوى سيارات الدفع الرباعي في العالم

GMT 10:29 2019 الأحد ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

أجمل ألوان احمر الشفاه لشتاء 2020

GMT 15:59 2018 الأربعاء ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

شركة "هوندا" تكشف عن سيارة تعتمد على الذكاء الاصطناعي

GMT 17:56 2017 الأربعاء ,04 كانون الثاني / يناير

اللاعب محمد الناهيري يعود إلى الفتح الرباطي
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib