قصة ملهمة لمغربية حاربت الأمية فتحولت إلى كاتبة
آخر تحديث GMT 21:02:50
المغرب اليوم -
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

قصة ملهمة لمغربية حاربت الأمية فتحولت إلى كاتبة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - قصة ملهمة لمغربية حاربت الأمية فتحولت إلى كاتبة

فصول محو الأمية
الرباط-المغرب اليوم

بينما كان الأطفال يسلكون طريقهم نحو المدرسة، في إحدى قرى جبال الأطلس الصغير، جنوبي المغرب، حاملين حقائبهم الصغيرة، كانت الطفلة فاطمة تراقبهم من بعيد وهي مثقلة بحزمة كبيرة من الحطب، وتتحسر على عدم قدرتها على الظفر بفرصة للتعلم بسبب ظروفها الاجتماعية.وتقول فاطمة لعظام لموقع "سكاي نيوز عربية" وهي تستحضر ذلك المشهد الذي لم يفارقها قط: " كلما عاد بي الزمن للوراء وتذكرت أقراني من الأطفال بلباسهم المدرسي، والذي طالما تمنيت ارتداءه، ينتابني ذات الإحساس من جديد، إنه الإحساس بالظلم والحرمان، وتتملكني غصة موجعة في القلب، لا يمكن أن يشعر بها سوى من عاش نفس الظروف".بعد مرور سنوات عن ذلك المشهد، ومواقف أخرى مشابهة لا تقل قساوة على فاطمة، تمكنت بعد جهد ومثابرة من تحقيق حلمها وتصبح قادرة على الكتابة والقراءة، بل وجدت نفسها تقف في يوم من الأيام أمام العاهل المغربي، لتحصل على جائزة نظير تفوقها في البرنامج الوطني المخصص لمحاربة الأمية، وهي تستعد اليوم لإصدار أول رواية لها تحمل عنوان "معاناتي مع أميتي".

طفولة قاسية

عانت فاطمة في طفولتها من التفكك الأسري، وعاشت وهي بعيدة عن والديها ظروفا اجتماعية قاسية منعتها من ارتياد المدرسة، لتكبر وهي تحمل في قلبها غصة الحرمان من التعلم.
وتحكي السيدة الأمازيغية، كيف كانت تقوم بأشغال منزلية تفوق سنها بكثير في الوقت الذي كان فيه أقرانها من الأطفال يتلقون تعليمهم في المدرسة، مكانهم الطبيعي، لتعلم القراءة والكتابة، ورسم ملامح مستقبلهم المشرق.وقد شكل زواج فاطمة، فرصة لها للانتقال إلى المدينة، والهرب من الظروف الاجتماعية الصعبة التي كانت تعيشها في قريتها، ومنحتها تلك الخطوة بصيص أمل لتحقيق حلم التعلم الذي ظل يرادوها، قبل أن تصطدم بواقع اخر، ومسؤولية وأعباء الحياة الزوجية التي حملتها على عاتقها رغم صغر سنها.

وتروي فاطمة أيضا كيف استسلمت مع توالي السنين لقدرها المحتوم واهتمت بالسهر على تربية أبنائها، وكيف أيقظ حديث مع إحدى مدرسات ابنها الحلم القديم بداخلها، عندما طلبت منها مراجعة الدروس مع طفلها في المنزل، قبل أن تخبرها فاطمة أنها لا تعرف القراءة والكتابة، لتقوم المدرسة بعدها بتوجيهها نحو أحد المساجد الذي تقصده النساء لمحو الأمية.وبعد ذلك الحديث العابر، وفي سن الخامسة والعشرين من عمرها، أدركت فاطمة أن الأوان لم يفتها بعد للتعلم، فسارعت لتسجيل اسمها ضمن المستفيدات من برنامج محو الأمية، بعد أن حصلت على الدعم والتشجيع من أسرتها الصغيرة، لتنطلق في مسارها الجديد وتستدرك ما فاتها في سني الدراسة.

تفوق وتكريم

رغبة فاطمة الجامحة في التعلم، وطموحها الكبير لتحقيق حلم الطفولة الذي سافر معها من قريتها الصغيرة، مكنها من القدرة على القراءة والكتابة في وقت وجيز، وتمكنت بفضل جهدها ومثابرتها من تصدر لائحة النساء المتفوقات في برنامج محو الأمية على المستوى الوطني.وقد تسلمت فاطمة من يدي العاهل المغربي، جائزة محمد السادس للنساء المتفوقات في برنامج محاربة الأمية بالمساجد في الموسم الدراسي 2017-2018 إلى جانب أربع نساء أخريات.تقول فاطمة وهي تصف لحظة لقائها بالملك محمد السادش لـ"سكاي نيوز عربية": "إنني أعجز عن وصف الشعور الذي انتابني لحظة وقوفي أمام جلالة الملك، كانت بالنسبة لي جائزة عوضتني عن كل المعاناة التي عشتها، و شجعتني لبذل المزيد من الجهد من أجل مواصلة التفوق والتميز".ويشرف العاهل المغربي، على تكريم وتوزيع الجوائز على المتفوقين في برنامج محو الأمية داخل المساجد، حيث كان أعطى توجيهاته سنة 2000 لفتح المساجد لتقديم دروس محو الأمية الأبجدية والدينية والوطنية والصحية مع وضع برنامج مضبوط لتنفيذ ذلك.

معاناتي مع أمنيتي

وبعدما تمكنت من رفع تحدي القدرة على القراءة والكتابة بجدارة، كانت الحاجة ملحة لدى فاطمة للتعبير عما يخالجها من مشاعر اختلطت بين الفرح والحزن وما عاشته من معاناة، فقررت تدوين تلك الأحاسيس والمشاعر والإفصاح عنها عبر الكتابة والسرد.تقول فاطمة: " أجد نفسي عند حلولي ضيفة على أي مناسبة كانت، وقبل أن أتحدث أمام الحاضرين، أكتب صفحة أو صفحتين عن تجربتي المريرة مع الأمية، وكيف استطعت اللحاق بقطار التعلم والتفوق، وكنت ألقى تشجيعا كبيرا، حفزني على الاستمرار في الكتابة".وأتممت فاطمة اليوم كتابة أول رواية تتناول قصصا من حياتها ومعاناتها مع الأمية، واختارت أن توجه من خلالها رسائل نابعة من واقع تجربتها الخاصة، حيث تروي تارة عن أهمية التماسك الأسري وتارة أخرى عن تربية الأطفال وأهمية توفير ظروف ملائمة لتعليمهم ومنحهم المجال للاستمتاع بطفولة متوازنة.ولم تكتف فاطمة بكتابة روايتها التي استكملت جميع مراحلها في انتظار صدورها، بل اقتحمت عالم "اليوتيوب" الذي ولجته كسفيرة لمحو الأمية في المغرب، واختارت أن تشارك أبرز محطات حياتها مع متابعيها، وتقدم العبرة والإلهام للنساء اللواتي عشن ذات ظروفها الاجتماعية وسلب منهن حقهن في التعلم.

قد يهمك أيضا:

حكومة الفجيرة تعلن عن إنشاء متحف التاريخ الدولي الأول من نوعه في الشرق الأوسط

الشاعر المغربي عمر الراجي في المركز الخامس ضمن مسابقة " أمير الشعراء" في دورتها التاسعة

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصة ملهمة لمغربية حاربت الأمية فتحولت إلى كاتبة قصة ملهمة لمغربية حاربت الأمية فتحولت إلى كاتبة



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018

GMT 01:51 2018 الخميس ,04 كانون الثاني / يناير

الفنانة بشرى تفصح عن سبب ابتعادها عن الفن أخيرًا

GMT 12:22 2017 السبت ,30 كانون الأول / ديسمبر

عموتة يفوز بجائزة أفضل مُدرِّب في أفريقيا

GMT 02:40 2017 السبت ,02 كانون الأول / ديسمبر

راغب علامة يعلن صعوبة انتقاء الأغنية الأفضل

GMT 14:17 2016 السبت ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

قصيدة عشّاق

GMT 06:19 2016 الإثنين ,12 كانون الأول / ديسمبر

لجين عمران تتألّق خلال افتتاح فندق الحبتور في دبي

GMT 14:15 2016 الأربعاء ,30 آذار/ مارس

هجمات بروكسيل و سؤال العنف
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib