تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب
آخر تحديث GMT 00:24:41
المغرب اليوم -

تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب

تعبيرية
الرباط - المغرب اليوم

يعاني العديد من خريجي كليات ومعاهد الطب المغاربة بعدد من البلدان الأجنبية من تعقيدات وعراقيل، تحول دون معادلة شهاداتهم، بعدما قرروا الرجوع إلى بلدهم الأم والاشتغال فيه كأطباء، في الوقت الذي يعرف فيه المغرب، ويهاجر فيه إلى الخارج مئات الأطباء سنويا.

وفي الوقت الذي يجابه فيه عدد من الأطباء المغاربة هذه العراقيل الإدارية، المتمثلة أساسا في ترجمة عدد كبير من الوثائق، يضطر أطباء آخرون إلى التوجه نحو بلدان أخرى للاشتغال فيها، وهو ما يعمق نزيف الأطر وهجرة الأدمغة.

وفي هذا الصدد، قال عبد القادر بريهما وهو والد خريج إحدى الكليات بالصين، إن ابنه عاش بالمغرب سنة من البطالة بعد عودته بشهادة جامعية في الطب من الجامعات الصينية، حيث ظل عالقا منذ شهور في متاهات جملة من الإجراءات الإدارية لمعادلة شهادته.

وتشترط وزارة التعليم العالي، من أجل معادلة الشهادات، تكوين ملف يضم 11 وثيقة، تتشكل جميعها من حوالي 100 ورقة في أغلب الأحيان، بحيث تضم نسختان من الدبلوم المطلوب معادلته، بالإضافة إلى وثائق رسمية من مؤسسة التعليم العالي التي تخرج منها، وكشف النقط، ونسختان من الأطروحة، وغيرها من الوثائق.

هذه الإجراءات تزداد صعوبة عندما يطلب من طالب معادلة الشهادة ترجمتها إلى العربية أو الفرنسية، وهو الإجراء الذي اشتكى منه عبد القادر بريهما، قائلا إن ترجمة الوثائق تكلف تقريبا ما بين 400 و450 درهما للورقة، في الوقت الذي يطلب من ابنه ترجمة قرابة 100 ورقة.

وتابع المتحدث أن ابنه طلب منه ترجمة جملة من الوثائق إلى اللغة العربية أو الفرنسية، رغم أن هذه الوثائق مكتوبة باللغة الإنجليزية، مشيرا إلى أن هذه العراقيل دفعت ابنه إلى التفكير في الهجرة إلى الخارج، منبها إلى أن هذا الوضع يفاقم النقص في عدد الأطباء بالمغرب.

وأضاف المتحدث أن المغرب يعيش “مفارقة مؤلمة”، حيث يعاني من خصاص مهول في الأطباء والممرضين داخل مستشفياته ومراكزه الصحية، وفي المقابل نجد المئات من شبابنا الأطباء الذين أنهوا دراساتهم الجامعية العليا في كبريات الجامعات العالمية، سواء في روسيا أو الصين أو أوروبا أو بعض الدول الإفريقية والآسيوية.

وتابع أن هؤلاء الأطباء الشباب يعودون إلى وطنهم محملين بالمعرفة والكفاءات، لكنهم يصطدمون بواقع إداري معقد وإجراءات بيروقراطية مرهقة تجعلهم في حيرة من أمرهم، وكأنهم غير مرغوب فيهم داخل المنظومة الصحية التي هي في أمس الحاجة إليهم.

وتساءل بريهما، في مقال نشره على “فيسبوك”: هل يُعقل أن تُنفق الأسر المغربية مبالغ طائلة وتضحيات جسام لتعليم أبنائها في كبريات الجامعات بالخارج، ليعودوا حاملين خبرات طبية ثمينة، ثم تُغلق في وجوههم أبواب الإدماج بسبب ركام من الوثائق والشروط المعقدة؟ بل إن الأمر يصل أحيانا إلى إلزامهم بترجمة مئات الوثائق من الإنجليزية إلى الفرنسية أو العربية.

وانتقد وجود مساطر مرهقة وكلفة مالية إضافية تثقل كاهلهم، وكأن الهدف هو تثبيط عزيمتهم لا الاستفادة من كفاءاتهم. فهل من المنصف أن يظل المغرب، وهو في أمس الحاجة إلى أطره الطبية، يضيع هذه الطاقات البشرية ويتركها عالقة بين التعطيل والهجرة، بدل أن تكون سندا في إنقاذ منظومتنا الصحية المتأزمة؟

واعتبر أن التعامل البيروقراطي مع هذه الفئة يفتح الباب على مصراعيه أمام نزيف الأدمغة، حيث يهاجر الأطباء الشباب نحو بلدان أخرى تستقبلهم بالترحيب وتوفر لهم البيئة المهنية للتخصص والعمل، فتستفيد تلك الدول من خبراتهم بينما يخسر المغرب أبناءه الذين كان يعول عليهم لسد الخصاص الكبير في قطاع الصحة، بحسب تعبيره.

وسبق للنائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، فاتن الغالي، أن نبهت وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، في جلسة عمومية للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، إلى العراقيل والتعقيدات التي تواجه العديد من خريجي الجامعات الأجنبية.

وقالت البرلمانية إن هناك 4000 طلب فقط يقدم للمعادلة سنويا، وهذا رقم بسيط بالمقارنة مع عدد الطلبة الذين يسجلون بمختلف الجامعات بالخارج، متسائلة: أين يذهب باقي حاملي الشهادات من طلبتنا؟

وخلصت إلى أن عددا من الطلبة المغاربة الذين يدرسون بالخارج يصطدمون بجبال من التعقيدات وطول المساطر البيروقراطية عند عودتهم إلى بلدهم لاستثمار رصيدهم العلمي، منبهة إلى أن هناك حالات تتوقف سنتين للحصول على المعادلة، ومنها ما تقابل بالرفض دون مبرر مقنع. 

قد يهمك أيضــــــــــــــا

برلمانيون يُطالبون بإجراءات قانونية لمنع هجرة الأطباء المغاربة إلى الخارج

الجامعات الصينية تفرض على الطلبة المغاربة أداء 4 ملايين لمواصلة دراستهم عن بعد

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب تأخير معادلة الشهادات الأجنبية يفاقم نقص الأطباء بالمغرب



درّة تتألق بالأحمر بإطلالات خريفية تمزج بين الفخامة والأنوثة

تونس - المغرب اليوم

GMT 19:06 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ترامب يهاجم رئيس بلدية شيكاغو وحاكم إيلينوي ويطالب بسجنهما
المغرب اليوم - ترامب يهاجم رئيس بلدية شيكاغو وحاكم إيلينوي ويطالب بسجنهما

GMT 19:22 2025 الأربعاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين
المغرب اليوم - حمزة نمرة يترشح رسميا لجوائز غرامي وينافس على فئتين

GMT 02:10 2019 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

أفضل النشاطات السياحية في جزيرة "بورنيو"

GMT 04:11 2018 الثلاثاء ,16 تشرين الأول / أكتوبر

خدمات جديدة ومجانية تقترحها "التعاضدية" على أعضائها

GMT 09:12 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

تحرير زوجة بعد تهديد زوجها بذبحها بواسطة سكين

GMT 19:37 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

سيد رجب ينضم إلى "نسر الصعيد" بطولة محمد رمضان

GMT 11:13 2018 الأحد ,14 كانون الثاني / يناير

سعر الريال القطري مقابل دينار كويتي الأحد
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib