الرباط - المغرب اليوم
سجلت السدود المغربية نسبة ملء إجمالية تفوق 38% مع حلول منتصف أبريل الجاري، مستفيدة من التساقطات المطرية المتتالية التي شهدتها المملكة خلال الأسابيع الأخيرة، مما يعكس تحسناً ملموساً في الوضع المائي مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي.
وأظهرت البيانات الرسمية الصادرة عن المديرية العامة لهندسة المياه التابعة لوزارة التجهيز والماء أن نسبة الملء الإجمالي للسدود بلغت 38.3% يوم السبت 12 أبريل 2025، بزيادة قدرها 6% عن نفس اليوم من السنة الماضية، حيث كانت النسبة آنذاك لا تتجاوز 32.6%.
وبحسب هذه المعطيات، تختزن السدود المغربية حالياً ما يزيد عن 6 مليارات و417 مليون متر مكعب من المياه، موزعة على مختلف الأحواض المائية التسعة بالمملكة.
يظهر توزيع نسب الملء تبايناً كبيراً بين مختلف السدود والأحواض المائية في المملكة. ففي الوقت الذي تحتفظ فيه بعض سدود الشمال بكامل طاقتها الاستيعابية بنسبة ملء تصل إلى 100%، مثل سدود "وادي المخازن" و"النخلة" و"شفشاون" و"الشريف الإدريسي" في جهة طنجة – تطوان – الحسيمة، لا تزال سدود أخرى تعاني من شح واضح في الموارد المائية.
من بين السدود التي تعاني من انخفاض حاد في مستويات المياه، سد "المسيرة" الذي لم تتجاوز نسبة ملئه 5%، وسدّا "عبد المومن" و"المختار السوسي" اللذان بقيا عند نسبة تقل عن 10% رغم التساقطات المطرية الأخيرة.
وبالنظر إلى الأحواض المائية التسعة، يلاحظ أن معظمها يتمتع بنسبة ملء إجمالية تتجاوز 50%، حيث تراوحت نسب ملء أحواض اللوكوس وسبو وزيز كير غريس وتانسيفت بين 50% و60%.
في المقابل، سجلت أحواض أخرى نسب ملء أقل، مثل حوض ملوية في الشرق، وحوض أم الربيع الذي بقي في حدود 10%، إضافة إلى حوض درعة واد نون الذي سجل نسبة ملء تقارب 30%.
ويعزى هذا التباين الكبير في نسب الملء بين مختلف الأحواض المائية إلى الطبيعة المتفاوتة للتساقطات المطرية التي شهدتها المناطق المغربية خلال الأشهر الماضية، بالإضافة إلى الاختلافات الطبوغرافية والمناخية بين مختلف جهات المملكة.
رغم التحسن النسبي الذي شهدته نسب امتلاء السدود مقارنة بالعام الماضي، إلا أن الوضع المائي في المغرب لا يزال يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل التغيرات المناخية وتوالي سنوات الجفاف التي عرفتها البلاد خلال السنوات الأخيرة.
ويبقى الرهان قائماً على استمرار التساقطات المطرية خلال الأسابيع المقبلة لتعزيز مخزون السدود، خاصة في المناطق التي لا تزال تعاني من نقص في الموارد المائية، مما سيساهم في تحسين الوضع المائي بشكل عام وتأمين احتياجات مختلف القطاعات من المياه.
قد يهمك أيضــــــــــــــا


أرسل تعليقك
تعليقك كزائر