إبراهيم الصافي يؤكد الأناشيد تُدمِّر التوازن المجتمعي
آخر تحديث GMT 09:18:13
المغرب اليوم -

كشف لـ"المغرب اليوم" أسباب تزايد الأفكار المتطرفة

إبراهيم الصافي يؤكد "الأناشيد" تُدمِّر التوازن المجتمعي

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - إبراهيم الصافي يؤكد

الباحث إبراهيم الصافي
الدار البيضاء - فاطمة زهراء ضورات

أعلن الباحث في العلوم السياسية والمتخصص في قضايا الجماعات المتطرفة إبراهيم الصافي، أن شبكات التواصل الإجتماعي شهدت مؤخرَا انتشارًا لمئات من الأشرطة الصوتية للأناشيد الحماسية أو ما تسميها التنظيمات المتطرفة بـ"الجهادية"، معتبرًا أن تنظيم "داعش" برع في تكثيف هذه الآلية الدعائية، لتجنيد "الذئاب المنفردة" خارج البنية التنظيمية للجماعة، والرفع من معنويات المقاتلين في ساحات القتال في سورية، العراق، ليبيا.

وأوضح إبراهيم الصافي في حواره مع "المغرب اليوم"، أنه  بعد الاستماع إلى العشرات من الأناشيد المنتشرة، عبر مواقع التواصل الاجتماعي وعبر منصات تنزيل أشرطة "الفيديو"، والتي تجاوز بعضها 6 ملايين مشاهدة، تبدو أنها تركز على رسائل مزدوجة في استهداف الاتباع المفترضين، أولهما رسالة المظلومية، وثانيهما رسالة النصر القريب، الهدف من الأولى، هو خلق حالة من الانفعال النفسي وإثارة التعاطف، إلى درجة دفع "المقاتلين" إلى التخلي عن غريزة البقاء، من أجل الإنتصار للهدف المبتغى من المعنى المحدد، وهو إقامة الخلافة الإسلامية تحت راية الإسلام، وهذا هو وجه الرسالة الثانية لطبيعة هذه الأناشيد الحماسية، لاستقطاب ذوي الأحاسيس المرهفة.

وأضاف الصحافي وصاحب كتاب "الذكاء الجهادي" وتفكيك آليات هندسة الارهاب، "أن قادة التنظيمات المتطرفة في عملية تجسير وربط بين سياقين زمنيين مختلفين، لكن متناغمين فكريًا في معناهما، حيث يتم تعبئة أتباع هده التنظيمات والمتعاطفين معها على أساس مُعطى أصبح ثابتًا الآن لدى فئات واسعة من العالم الإسلامي، هو أن المسلمين يتعرضون للإضطهاد من قبل أعداء الإسلام، وأن القرآن يدعو المسلمين في كل بقاع العالم لجهادهم وقتالهم، بناءً على تأويل خاص وتجزيئي للنصوص الفقهية والدينية".

و أبرز المتحدث ذاته ، أن "الأناشيد الجهادية" تهدف إلى محاصرة الفرد المستهدف بشكل كامل، والعمل باستمرار على ترسيخ وتدعيم الأفكار الموجودة بالفعل في ذهنه، ومن ثم بناء حالة من التعايش بين الفرد والقائمين على هذه الدعاية الجهادية، من أجل إلهام العواطف والمشاعر المعبئة في عمليات التجنيذ والحشد وإضفاء المشروعية على الأنشطة والأعمال الإرهابية التي يقوم بها مقاتلي هذه التنظيمات.

كما تركز الجماعات المتطرف على "إنتاج هذه الأناشيد من أجل التحكم التام في عواطف المتلقين والمنصيتين لها، عبر كلمات رنانة تسيل المآقي وتغرق الفرد المستهدف أحيانا في جو من الألم العميق، والشعور الموهم بأنه أنت، أنت يا من تصغي من يجب عليك إنقاذ الأمة الإسلامية من هوانها، وأحيانًا أخرى بقدرتك التي لا تراه في خلق التغيير والنصر القريب، إذا ما ساهمت و أنخرطت في مخططاتهم".

ويسعى الواقفون وراء "الأناشيد الجهادية"، والتي في أغلبها أهازيج بلكنة خليجية ومشرقية، إلى تكريس واقع مشهدي جمعي في اللاوعي للأفراد، خاصة استهداف مشاعر وعواطف الشباب، الذي يشعرون بالتذمر النفسي والخوف والانعزال، والبحث في جماعته الأخوية في أغلبها “الخلايا” وفي قائدها الذي يدين له بالطاعة التامة والأمان وتنفيذ الأوامر بالقيام بعمليات إرهابية خلال مرحلة الذوبان في الجماعة المتطرفة

وأوضح أيضًا أن إثارة النقاش حول "الأناشيد الجهادية"، يأتي في ظل غياب دراسات وأبحاث لأساليب الدعاية، لدى التنظيمات الإرهابي وكيفية توظيفها في عمليات التجنيد والتعبئة، من أجل بلورة استراتيجيات مجتمعية، تسهل طرق مقاومة هذه الأساليب والتحذير، من مخاطرها على عقول الشباب والناشئة.

وخلص إلى أنه، إذا نظرنا في تقارير الأجهزة الأمنية للعديد من الدول التي قامت بتفكيك عدد من الخلايا المتطرفة، نجد الحجز بحوزتها على أشرطة صوتية أغلبها عبارة عن "أناشيد جهادية"، إلى جانب محجوزات مادية تستعمل في الأعمال المتطرفة، لكن الأشرطة الصوتية لا تقل خطورة عن المتفجرات والرشاشات، فإذا كانت هذه الأخيرة تقتل فردًا أو مجموعة أفراد، فتلك الأناشيد قد تدمر التوازن الفكري والروحي لمجتمع بكامله.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إبراهيم الصافي يؤكد الأناشيد تُدمِّر التوازن المجتمعي إبراهيم الصافي يؤكد الأناشيد تُدمِّر التوازن المجتمعي



رحمة رياض تتألق بإطلالات صباحية أنيقة وعصرية تناسب أجواء الخريف

بغداد - المغرب اليوم

GMT 11:39 2019 الأربعاء ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل انقطاع دواء حيوي خاص بمرضى الغدة الدرقية

GMT 10:25 2019 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

إدين هازارد يُؤكّد أنّ محمد صلاح أحقّ بالكرة الذهبية من ميسي

GMT 18:58 2019 الثلاثاء ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تأجيل الدوري المصري وتحديد موعد لقاء الأهلي والزمالك

GMT 09:05 2019 الأربعاء ,17 تموز / يوليو

فيصل يُعلن رفض "حصانة" المجلس العسكري السوداني

GMT 05:09 2019 الثلاثاء ,01 كانون الثاني / يناير

إليكِ حقائب رائعة عصرية استقبلي بها عام 2019

GMT 11:24 2018 السبت ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

ورشة "كتاب الخيوط" لأطفال معرض الشارقة الدولي للكتاب

GMT 11:32 2018 الجمعة ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"أياكس" يحدد سعر ماتياس دي ليجت لكبار أوروبا

GMT 17:08 2018 الإثنين ,08 تشرين الأول / أكتوبر

"المغرب اليوم" يكشف عن أجر "جون سينا" في" التجربة المكسيكية"

GMT 05:06 2018 الأربعاء ,25 تموز / يوليو

إشعاعات "الهواتف الذكية" وتأثيرها على الذاكرة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib