الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم
آخر تحديث GMT 15:11:19
المغرب اليوم -

الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم

ضفتا نهر جاكاري في بيراكايا في فترة جفاف
بيراكايا- أ.ف.ب

لم يعد البرازيلي ارناني دا سيلفا يرى في المكان الذي دأب على ممارسة هواية الصيد فيه لثلاثين عاما سوى

: اذ ان هذا الصياد المتحدر من ساو باولو لم ير يوما الوادي بهذه الحالة.وتشهد هذه المنطقة في جنوب شرق البرازيل اسوأ مرحلة جفاف في السنوات الثمانين الاخيرة. وهذا الوضع يثير قلقا كبيرا في مدن عدة اخرى: اذ ان التصحر وارتفاع درجات الحرارة وتمدد الاوساط الحضرية تعيد انتاج هذه الكارثة البيئية في كل اصقاع الارض.

وقال دا سيلفا البالغ 60 عاما في وسط سد في جاكاري بمنطقة بيراكايا الواقعة على بعد 110 كلم من ساو باولو "كنت من اوائل الصيادين الذين وصلوا الى هنا واليوم انا من اخر الناس المتبقين في هذا المكان".وتساءل بكثير من الاستغراب وعدم التصديق الممزوج بالحزن "امارس الصيد هنا منذ ثلاثين عاما، كيف كان لي ان اتصور ان يأتي يوم لن يعود فيه مياه؟".وهذه المشكلة لا تلحق بدا سيلفا لوحده بل بالملايين من سكان هذه المنطقة التي تعد الاكثر تعدادا للسكان وتقدما.

واشار دا سيلفا مرتديا قبعته لاتقاء اشعة الشمس الحارقة، الى انه تخلى عن منزله القريب من السد. فقد تمكن هذا العام من الاصطياد في مناطق اعلى حيث لا يزال هناك مياه. لكنه يجهل ما اذا كان الوضع سيبقى على حاله في السنة المقبلة.ويعتبر سد جاكاري المشيد في نهاية السبعينات، أحد السدود الخمسة التي يتشكل منها نظام كانتاريرا الضخم الذي يزود 45 % من سكان ساو باولو وضواحيها البالغ عددهم 20 مليونا بالمياه.

فقد تراجع مستوى المياه في المنطقة الى مستويات متدنية قياسية.كما ان المتساقطات التي هطلت خلال فترة الامطار (بين تشرين الاول/اكتوبر واذار/مارس) لم تكن كافية. وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تراجع مستوى المياه في سدود كانتاريرا الى 90 ميليمتر مقابل معدل اعتيادي عند 161,2 ميليمتر.وأوضح خبير الارصاد الجوية مارسيلو شنيدر لوكالة فرانس برس ان "شح الامطار كان قاسيا هذا العام مصحوبا بدرجات حرارة مرتفعة كما في كل شتاء، ما يسرع في تبخر مياه السدود".

واضاف "عدد السكان والطلب على المياه اكبر مما كان عليه خلال موسم الجفاف السابقة".وقد شهدت ساو باولو، الرئة الاقتصادية للبرازيل، موجة جفاف قوية سنة 2001 وأخرى خطيرة جدا في مطلع ستينات القرن الماضي.ولم يتم تقدير التبعات الاقتصادية للازمة الحالية الا ان خبراء يحذرون من خلل في المنظومة العامة في البلاد.

وقالت ماريا اسونساو سيلفا من قسم علوم الغلاف الجوي في جامعة ساو باولو لوكالة فرانس برس ان الجفاف ليس فقط مسألة مرتبطة بالمناخ "فمن المهم معرفة ان كنا مستعدين لمواجهته ام لا".كما ان عوامل اخرى لها دور في هذه الازمة منها نقص الاستثمارات والبنى التحتية لتخزين المياه في السنوات التي تشهد متساقطات كثيرة اضافة الى الاستنزاف الكبير للموارد المتاحة ضمن نظام كانتاريرا والادارة السيئة، وفق الخبراء.

وقد استمعت وكالة فرانس برس الى روايات عدة عن انقطاع للمياه في قلب المدينة وضواحيها.وتؤكد شركة "سابيسب"، كبرى شركات المياه في ساو باولو، انه من غير الضروري اجراء تقنين في المياه، شأنها في ذلك شأن حاكم ساو باولو جيرالدو ألكمين الذي اعيد انتخابه في تشرين الاول/اكتوبر. وأعلن جيرالدو بناء مصنع لاعادة استخدام المياه ومستوعبات جديدة للتخزين.

وفي مدن اخرى في ولاية ساو باولو -- حيث يعيش 40 مليون شخص -- والتي لا يشملها نطاق عمل "سابيسب"، تشهد عمليات توزيع المياه تقنينا.ويرى بعض الخبراء في قطع اشجار الغابات عاملا رئيسيا في الجفاف.وقال الباحث انطونيو دوناتو نوبري من المعهد الوطني للبحوث الفضائية لوكالة فرانس برس ان "الجفاف الاستثنائي الذي تشهده منطقة جنوب شرق البرازيل، خصوصا ساو باولو، يمكن ان يكون ناجما عن تدمير غابات الامازون".

وأوضح نوبري ان "الامازون تصدر الرطوبة وتجلب الامطار الى جنوب شرق البرازيل ووسط غربها وجنوبها لكن ايضا الى مناطق اخرى في بوليفيا وباراغواي والارجنتين على مساحة الاف الكيلومترات".كذلك بحسب العلماء فإن الامطار الغزيرة في دول منطقة اسيا - المحيط الهادئ وزيادة درجة الحرارة للمحيطات والجفاف في كاليفورنيا مترابطة وهي جزء من اختلال التوازن الحاصل على المستوى العالمي.كما ان التوسع السكاني في المدن والنقص في المساحات المزروعة وتمدد مساحات الاسمنت تساهم في هذا الوضع.

 

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم الجفاف يضرب ساو باولو وينذر بخطر بيئي يطال العالم



نانسي عجرم تتألق بالأسود اللامع من جديد

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 21:09 2015 الأحد ,13 كانون الأول / ديسمبر

تحذير من اختفاء الأنهار الجليدية في النمسا

GMT 03:57 2022 الثلاثاء ,11 كانون الثاني / يناير

هزتان أرضيتان تضربان محافظة السليمانية في العراق

GMT 16:19 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

انتبه لمصالحك المهنية جيداً

GMT 08:06 2019 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

سحر طنجة يجذب رسامي الاستشراق في القرن التاسع عشر

GMT 21:05 2019 الجمعة ,06 أيلول / سبتمبر

تنتظرك أجواء هادئة خلال هذا الشهر

GMT 09:53 2019 الجمعة ,08 آذار/ مارس

مطاعم في دبي تطير بك إلى بلدان مختلفة

GMT 19:47 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

"عسكري" سابق يقتل شاب دفاعًا عن بن عمه في إقليم "خنيفرة"

GMT 00:40 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

جيهان خليل تُؤكِّد مُشاركتها في"رأس السنة"و"كازابانكا"

GMT 08:41 2018 الجمعة ,17 آب / أغسطس

تعرفي على فوائد الذرة للوقاية من الأمراض
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib