اسم الوردةالأدب الساخر يكسر المحظورات
آخر تحديث GMT 10:23:27
المغرب اليوم -
11 شهيدا وعشرات الجرحى في قصف إسرائيلي على مركز لتوزيع المساعدات الإنسانية غربي مدينة رفح محاولة اغتيال مرشح الرئاسة الكولومبية ميجيل أوريبي خلال فعالية انتخابية غرب العاصمة بوجوتا زلزال بقوة 6.2 درجة على مقياس ريختر يضرب المحيط الهندي الأونروا تصف منع دخول الصحفيين إلى غزة بأنه حظر على نقل الحقيقة البنك الدولي يُعلن تحديث خط الفقر الدولي ليصبح 3 دولارات للشخص الواحد يوميًا زلزال بقوة 5.3 درجة على مقياس ريختر يضرب منطقة جبل آثوس في شمال اليونان سرايا القدس تعلن استهداف قوة إسرائيلية في كمين محكم بتل الزعتر شرق مخيم جباليا شمال قطاع غزة إصابة أربعة عناصر من الأمن العام السوري جراء انفجار عبوة ناسفة أثناء محاولتهم تفكيكها في بلدة البغيلية بريف دير الزور الغربي الولايات المتحدة تُجدد دعمها الكامل لإسرائيل وتشترط إطلاق الرهائن قبل أي هدنة في غزة انفجار عبوة ناسفة بمركبة عسكرية إسرائيلية خلال اقتحام نفذته قوات الاحتلال ضمن حملة أمنية وسط مدينة جنين
أخر الأخبار

"اسم الوردة"الأدب الساخر يكسر المحظورات

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

القاهرة ـ وكالات

في روايته الشهيرة «اسم الوردة»، يروي أمبرتو إيكو قصة راهب يخفي مخطوطة لأرسطو يتحدث فيها عن الضحك، وحين يسأل الراهب عن السبب يجيب: «إذا بدأنا بالضحك سيأتي يوم نسخر فيه من كل شيء وحتى من المقدس». هذه اللقطة الذكية عند إيكو تقول الروائية اللبنانية نجوى بركات توضح ببلاغة فائقة خطورة الضحك وقدرته على كسر التابوهات. وتشرح قائلة: «لا سخرية في الأدب من دون كسر التابوهات، ومن دون مسافة كافية تفصلك عن الأشياء والأحداث التي تتناولها في كتابتك». نجوى بركات تعتقد أنه «لا يمكن للأديب أن يكون ساخرا، إن لم يشعر بأنه حر في الوصول إلى كل المناطق التي يريد». المحاذير باتت كثيرة إذن، والممنوعات تتزايد بدل أن تنقص. وهو ما يجعلنا أمة ذات «أدب متجهم». أدب ليس بالضرورة جديا بقدر ما هو مقطب الجبين، رغم أن أجدادنا مثل الجاحظ وابن الرومي، أجادوا وأبدعوا، وأضحكوا كما أفادوا وأمتعوا. في النصف الأول من القرن العشرين، مثلا، كانت السخرية اللاذعة والروح النقدية جزءا من الأدب الكبير الذي ألفه كبار من وزن طه حسين وتوفيق الحكيم، وبطبيعة الحال الساخر الكبير إبراهيم المازني. الكاتب ورئيس تحرير مجلة «الطريق» محمد دكروب يروي لنا أنه حضر محاضرتين لطه حسين، ولا تزال سخريات الرجل المريرة والذكية حاضرة في ذهنه، ويقول: «حين كان يكتب طه حسين عن أصدقائه أو كتبهم، ولا يعجبه أمر ما، كان يسخر سخريات قوية وصادقة، وكان المسخور منه يتقبل الأمر. اليوم، صار من يجرؤ ويكتب سخرية أدبية، يوضع في مصاف الأعداء». يأسف دكروب للمستوى الذي وصلت إليه الحال العربية ويقول: «حتى في حياتنا الخاصة، صارت سخرياتنا قليلة، ونسمح لأنفسنا بها، فقط مع أصدقائنا الخلص». الشاعر يحيي جابر يذكر بأن قامات كبيرة في الأدب العربي الحديث كانت ساخرة مثل محمد الماغوط ومارون عبود. «أما اليوم، فإن الكاتب العربي لا يضحك، ليس فقط حين يكتب ولكن أيضا حين يشارك في ندوة أو يجد نفسه أمام كاميرا». ويعيد يحيي جابر هذا التجهم عند الأدباء العرب إلى لوثة أدب النضال والأدب اليساري الذي ساد في خمسينات وستينات وسبعينات القرن الماضي، حتى «تحول الشاعر إلى نبي صاحب مهمة رسولية». لكن يعتقد يحيي جابر أنه «بعد ترجمة الكاتب التركي عزيز نيسين إلى العربية، تأثر به الأدباء السوريون به، بشكل خاص، وكتبوا بنقد لاذع وسخرية مريرة ومفارقات كبيرة، على طريقته». ويكمل جابر: «المثقف العربي يرى السخرية شعبوية وينظر إليها من دونية، مع أن السخرية موجودة في الزجل والأدب الشعبيين ولها قيمة فنية كبيرة. فأحمد فؤاد نجم يعتبر شاعرا ساخرا، ومع الشيخ إمام أطلقا أعمالا فنية على مستوى عال من النقدية والطرافة، رغم سوداويتها». لبنان، في رأي يحيي جابر، لم يكن بعيدا عن هذه الروح، «فإضافة إلى مارون عبود وسعيد فريحة، والزجل الشعبي، لم يخل مسرح عاصي ومنصور الرحباني من هذا النقد الساخر، ثم جاء مسرح الشونسونية والنقد السياسي المسطح ليهوي بالمستوى، ولتستخدم السخرية في مجالات النقد الحزبي، كما صار ينظر للكاريكاتير السياسي كأنه فن هابط». ويتساءل الشاعر يحيي جابر عن مفارقة أن تستعمل كلمة «مساخر» لترجمة كلمة «مسرحيات» في عصر النهضة، مما عكس تأثيرا تشويهيا سيئا. يشرح جابر: «كبار الأدباء العالميين عرفوا بسخرياتهم ومفارقاتهم، إلا أن الأديب العربي الجديد له معياره الذي لا علاقة له بالغرب والآداب العالمية. حتى شكسبير لا تخلو كتاباته من سخرية، إلا أن كتابنا يظنون، بمن في ذلك من يتمردون منهم، أنهم يسطرون الملاحم». تشدد الروائية نجوى بركات على قيمة «الحرية» وترى أن المحاذير عند الكتابة باتت كثيرة، فهناك محاذير النص الديني والنص السياسي وحتى النص الاجتماعي أو الفكري. هي لا تحب استخدام مفردات مثل «سخرية» أو اعتبار أن عكسها «الأدب المتجهم». قد لا تكون التسميات موفقة، لكنها لا تختلف مع بقية من سألناهم عن المضمون، معتبرة أن «الواقع العربي القاسي الذي نعيش لا يعطي الكتاب صك براءة، لأن لحظة الألم تكتب بعد أن يأخذ الكاتب مسافة فاصلة بينه وبينها، ولا شيء يبرر أن تتحول حياتنا كلها كما كتاباتنا إلى لحظة صراخ». تلفتنا نجوى بركات إلى أن «الكتاب الفلسطينيين لم يحلقوا في أدبهم إلا لحظة أخرجوا أنفسهم من دور الضحية، ليضعوا قضيتهم موضع نقد ومساءلة، عندها رأينا أدبا فلسطينيا مختلفا وفنا تشكيليا فلسطينيا خلاقا، وسينما فلسطينية بلغت العالمية. الضحية في العصر الحديث مادة للاحتقار، وعلينا أن نخرج من هذا الدور». تتساءل نجوى بركات عن ازدياد مساحة المقدس: «لماذا يجب أن تكون أم كلثوم مقدسة وغير قابلة للنقد؟ وكذلك أسمهان وصباح؟ رأينا ماذا حدث بعد كل مسلسل، وكأن فنانينا لا يمسون ولا يؤنسنون. الأمهات في أدبنا لا يخطئن، وعلاقة الأخوة لا تشوبها أي شائبة، بينما في أميركا اللاتينية أدب كامل عن معضلات الأخوة. كذلك لا توجد لدينا صحف ساخرة على غرار (كانار أنشينيه) أو (شارل إبدو) في فرنسا مثلا، ذلك لأننا إذا كتبنا عن أي أحد بشيء من الطرافة فكأنما نحط من قدره، علما بأن السخرية هي المحرك الوحيد للتطوير ولرؤية الأشياء من زاوية مغايرة». نجوى بركات لا يخلو أدبها من سخرية، ورغم اعتبارها أن الحرية منقوصة في العالم العربي، تقول: إنها تنعتق وتصبح حرة فقط حينما تكتب. وتضيف: «الأدب الساخر أو المقال الساخر ليس قفشة وإنما خفة ظاهرية تظلل الكثير من الوزن والثقل والثقافة». وتختم «الأدب الساخر، أدب مديني بطبيعته، وحين ينتعش معناه أننا نعيش في مدن حقيقية وفي إطار دولة تؤمن لمواطنيها الحق في الحماية والحرية». وهذا، ربما ما لا يتوفر لنا بعد.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

اسم الوردةالأدب الساخر يكسر المحظورات اسم الوردةالأدب الساخر يكسر المحظورات



أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 17:42 2023 السبت ,08 إبريل / نيسان

4.9 مليار دولار أرباح أدنوك للغاز في 2022

GMT 23:30 2023 السبت ,07 كانون الثاني / يناير

«تيك توك» تفرض قيودا على بعض المقاطع

GMT 15:08 2020 الجمعة ,29 أيار / مايو

حقائق تجهليها عن شهر العسل

GMT 10:29 2020 السبت ,25 إبريل / نيسان

إدارة السجون تكشف مستجدات الحالة الوبائية
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib