نافورة سيدي حسان فسيفساء من الحياة العاصمية لأحمد بن زليخة
آخر تحديث GMT 03:06:20
المغرب اليوم -

"نافورة سيدي حسان" فسيفساء من الحياة العاصمية لأحمد بن زليخة

المغرب اليوم -

المغرب اليوم -

"نافورة سيدي حسان"
الجزائر - واج

تطرق أحمد بن زليخة في كتابه "نافورة سيدي حسان" إلى حياة العاصميين داخل قلعتهم التي تحولت عشية شهر جويلية 1830 من مدينة "محصنة" إلى "مدينة سهلة المنال" بفعل الخيانات العديدة خلال العهد العثماني.
و عمل بن زليخة في كتابه على إعادة الأجواء المحمومة التي كانت سائدة بالجزائر العاصمة خلال الأشهر الأخيرة من الحكم العثماني من خلال حي سيدي حسان ونافورته المباركة. النافورة هي ذلك العنصر الرمزي و المحوري في القصة التي بناها سيدي حسان الولي الصالح الأندلسي في مدخل غابة بوزريعة في موقع قديم جدا يزينها شريط زركش عليه عبارة "و لا غالب إلا الله". و حول هذا المنبع المنعش (الإسلام) و في جزائر ربيعية ثم صيفية عشية الغزو كانت السماء صافية و الصباح مضيئا و طيور الحسون تزقزق في أقفاصها مرددة موسيقى الفتيات في الساحات المزهرة و المنعشة. "لقد كان النور يطل من كل ناحية و أشعته تسطع على باقولات الزيتون و الخضر مداعبة الجرات المختلفة الأشكال و الأحجام (...) و متلألئة على العود و القويطرة التي كانت تعزف عليهما حسنة بواسطة ريشة صقر".
و في هذه الجنة التي تكاد تكون أسطورية في مدينة تعيش عصرا ذهبيا قبل الغزو احتفلت حسنة بخطوبتها مع مراد صديق طفولتها رغم أصولهما حيث أن حسنة من القبائل و مراد من الصحراء. امحند والد حسنة نجار شم رائحة الغزو صنع في سرية تامة سلاحا ثوريا برضى الباي احمد لقسنطينة احد سلالة الانكشاريين و النساء الأصليين القلائل الذين استطاعوا الوصول إلى الطبقة المهيمنة. و يعد الزورق المصنوع من خشب الحضنة الصلب المزود ب "الطارق" القذيفة المنجزة استنادا للمعلومات المتضمنة في كتاب عالم سوري من القرن الثالث عشر نجم الدين حسن الرحمة سلاحا فتاكا للتصدي للجيش الفرنسي المدجج بالأسلحة. "كان الزورق رائعا و خشبه يلمع و كأن ضوئا ساطعا أو اشعاعا كان ينبعث منه".
لكن في الوقت الذي تظافرت فيه الطاقات النضالية و تنظمت فيه لالحاق الهزيمة مرة أخرى بجيش العدو ارتبك قادة ايالة الجزائر في استراتيجيات قديمة تسببت إلى جانب خساسة الخونة في انتصار العدو الفرنسي.
حينها اشتعل فتيل المقاومة الشعبية ممثلة في مقاومة الزوجين حسنة و مراد الذين قتلا والديهما. و تتجلى الروح الوطنية و الحنين في نص أحمد بن زليخة الذي يتميز بالبساطة و سلاسة الأفكار فضلا عن ثرائه بالمراجع التاريخية و العلمية.
و تراود دا محند أوهام "(...) يمتزج فيها الماء و التمر و العسل و الحليب و الخبز الطيب و بياض ناصع لقبب الأولياء الصالحين في البلاد". و جعل هذا السرد عن عالم "مغاير" نص بن زليخة يحاكي القصة العصرية الشبيهة بالحلم الشكسبيري المستمد من "جوهر الحياة". و لد أحمد بن زليخة سنة 1967 و هو كاتب مقالات و مختص في اللسانيات و المالية أهلته لأن يشغل عدة مناصب عليا في القطاعات المالية و الطاقة و الإتصال. و للكاتب عدة إصدرات من بينها "من أجل فكر جديد" (بيان 1989) و "الصحافة الجزائرية : افتتاحيات و ديمقراطية" (محاولة 2005) و "عمل الكرامة" (دراسة حول الإستعمار 2003" إضافة إلى "نافورة سيدي حسان" عن دار النشر القصبة 2014.

almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نافورة سيدي حسان فسيفساء من الحياة العاصمية لأحمد بن زليخة نافورة سيدي حسان فسيفساء من الحياة العاصمية لأحمد بن زليخة



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 22:48 2025 الخميس ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة
المغرب اليوم - إقبال تاريخي على المتحف الكبير في مصر مع زيارات غير مسبوقة

GMT 02:31 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً
المغرب اليوم - اليونيفيل تطالب إسرائيل بوقف الهجمات على لبنان فوراً

GMT 02:59 2025 الجمعة ,07 تشرين الثاني / نوفمبر

أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
المغرب اليوم - أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات

GMT 16:11 2020 الجمعة ,10 إبريل / نيسان

تثق بنفسك وتشرق بجاذبية شديدة

GMT 12:58 2019 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

الشمامي يتراجع عن الاستقالة من الجيش الملكي

GMT 15:14 2019 الثلاثاء ,15 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل مشروع قانون المالية المغربي لسنة 2020

GMT 17:38 2018 الأحد ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

حيوان المولوخ الأسترالي يشرب الماء عن طريق الرمال الرطبة

GMT 13:15 2018 الثلاثاء ,02 كانون الثاني / يناير

سعد الصغير يعلن عن قلقه من الغناء وراء الراقصات

GMT 12:18 2012 الأربعاء ,27 حزيران / يونيو

جهود دولية لمكافحة الجرائم الإلكترونية

GMT 13:15 2012 الأحد ,02 كانون الأول / ديسمبر

لكل زمن نسائه

GMT 15:54 2015 الإثنين ,06 تموز / يوليو

متأسلمون يستدرجون يستعملون وبعد ذلك يسحقون
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib