كورونا تحرم الآلاف من مصدر رزقهم قرب المعابر بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية
آخر تحديث GMT 15:31:21
المغرب اليوم -

كورونا تحرم الآلاف من مصدر رزقهم قرب المعابر بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية

المغرب اليوم -

المغرب اليوم - كورونا تحرم الآلاف من مصدر رزقهم قرب المعابر بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية

فيروس كورونا
الرباط -المغرب اليوم

أغلقت جائحة كوفيد-19 الحدود البرية الوحيدة بين إفريقيا وأوروبا ومعها أبواب الرزق بالنسبة لآلاف المغاربة العاملين في جيبي سبتة ومليلية الإسبانيين، والذين ينتظرون بفارغ الصبر إعادة فتحها بعدما صار يتهددهم “التشرد” أو “التسول”، وفق قولهم.

طيلة 18 عاما، اعتادت فدوى (43 عاما) يوميا عبور الممر الحدودي من مدينة الفنيدق في شمال المغرب نحو سبتة حيث تعمل مسيّرة منزل، لتعيل أسرة من ستة أفراد بمن فيهم زوجها العاطل عن العمل، لكنها فقدت دخلها فجأة بسبب إغلاق الحدود في منتصف  مارس للتصدي لانتشار وباء كوفيد-19.

وتقول يائسة “لم يبق أمامي سوى التسوّل في الشارع إذا لم تفتح الحدود لأعود إلى عملي. الكل يتعايش الآن مع كورونا ويعود لعمله إلا نحن. لا يمكن أن تكون السلطات أكثر قسوة من الوباء”.

وتضيف يائسة “بالنسبة إلي كورونا أرحم من الفقر”.

ويكفي الحصول على بطاقة عمل في سبتة أو مليلية للتنقل إليهما من المدن والقرى المغربية المجاورة، عبر ممرات حدودية تملؤها عادة حركة دؤوبة. وكان آلاف الأشخاص يتنقلون بموجب هذه البطاقة.

ويبدو المعبر الحدودي اليوم خاليا تماما إلا من رجال الأمن الذين يحرسون مدخله المغلق بحاجز حديدي.

ويمتد الهدوء على طول الشارع الرئيسي للمدينة وشواطئها الجذابة، والتي تشهد عادة إقبالا كثيفا للسياح في فصل الصيف.

على أبواب التشرد 

ويقدّر الكاتب العام لنقابة العاملات والعمال المغاربة بسبتة شكيب مروان عدد المتوقفين عن العمل بسبب إغلاق الحدود بأكثر من ثلاثة آلاف، بينما يقارب العدد خمسة آلاف بالنسبة للعاملين في جيب مليلية باتجاه الشرق، وفق مسؤول نقابي بمدينة الناظور المجاورة.

ويعمل هؤلاء على الخصوص في السياحة أو الخدمة في البيوت، فضلا عن الحرفيين وعمال المصانع أو المحلات التجارية، بحسب مروان الذي يشير إلى مساهمة هؤلاء في جلب العملة الصعبة إلى المغرب حيث ينفقون أجورهم.

وفي حين تفيد تقديرات رسمية أن التداعيات الاقتصادية لأزمة كوفيد-19 تهدّد نحو مليون مغربي بالوقوع في الفقر، يقارب معدّل الأشخاص المعرضين للفقر نحو 20 بالمئة من سكان البلد البالغ عددهم 35 مليونا.

وبينما استفادت قرابة ستة ملايين أسرة توقف معيلوها عن العمل بسبب الحجر الصحي، من دعم مالي مؤقت خلال ثلاثة أشهر، لم يتلق معظم المنقطعين عن العمل في جيبي سبتة ومليلية أي مساعدة من المغرب ولا من إسبانيا.

ويوضح مروان (49 عاما) الذي يعمل في مطعم بسبتة منذ 20 عاما “لم أستفد من أي دعم، عشت على الاقتراض طيلة ستة أشهر ولا أجد الآن من يقرضني. أنا في طور التشرّد، ما لم تفتح الحدود لنعيل أبناءنا”.

وإذا كان مشغّلي البعض أبدوا “تفهما” للوضع الاستثنائي، فإن عددا كبيرا من هؤلاء العمال والعاملات “سُرّحوا أو هم مهددون بالتسريح”، بحسب شهادات أعضاء في النقابة التي تحاول إقناع السلطات المغربية بفتح الحدود في وجههم من جديد.

وبين العالقين أيضا متقاعدون حرموا من صرف معاشاتهم في سبتة منذ إغلاق الحدود، وآخرون حرموا من متابعة العلاج أو عاجزون عن دفع تكاليفه في المغرب.

 “العودة سباحة”

ووصلت تداعيات الأزمة بالبعض إلى “الطلاق أو الاكتئاب” كما يؤكد مروان، مشيرا إلى أن آخرين “فضلوا البقاء عالقين في سبتة بعيدا عن أهلهم كي يحافظوا على عملهم. ما فائدة أن أكون قريبا من أبنائي بينما لا أستطيع أن أوفر لهم أي شيء؟”.

عندما أغلقت الحدود في آذار/مارس، بقي مئات المغاربة عالقين في الجيبين الإسبانيين في ظروف صعبة، قبل أن يبدأ إجلاؤهم أواخر ماي بعد العديد من المناشدات والاحتجاجات.

لكن العالقين اليوم في الجهة الأخرى من الحدود لا يرون مانعا في مواصلة أعمالهم وتحمّل البعد عن ذويهم حتى “يرفع عنا الله هذا الوباء”، كما يقول مروان.

وتستطرد سميرة (33 عاما) مغالبة دموعها “أفكر جديا في العودة سباحة إلى سبتة، لم يعد أمامي أي حل آخر”، بعد أن فقدت كل مصدر دخل منذ انقطاعها الاضطراري عن العمل كمساعدة لأشخاص مسنين في سبتة، علما أنها كانت براتبها، تعيل أسرتها إضافة إلى والديها في مدينة الفنيدق.

وجاء إغلاق الحدود بسبب الوباء ليفاقم الركود التجاري والسياحي في المنطقة بعد ثلاثة أشهر من الحجر الصحي، علما أن المنطقة عانت أيضا منذ أواخر العام الماضي، من تبعات وقف تجارة بضائع مهربة كان يقوم بها حمّالون عبر معبر تمّ غض الطرف عنه لوقت طويل.

ووعدت السلطات حينها بإنشاء منطقة تجارية توفر بدائل لذلك في الفنيدق، لكن الأشغال فيها متوقفة.

ورغم استئناف السياحة الداخلية، “ما نزال بعيدين عن تغطية خسائرنا”، يقول مدير فندق يتيح رؤية بانورامية على معظم مباني سبتة ومياه المتوسط الزرقاء.

ويتوقع أن يعاني المغرب عموما ركودا اقتصاديا بمعدل 5,2 بالمئة هو الأشد منذ 24 عاماً، بسبب الأزمة الصحية وآثار الجفاف على الموسم الزراعي. بينما أعلن عن خطة طموحة للإنعاش الاقتصادي بما يقارب 12 مليار دولار.

ولم يعلن بعد عن أي موعد رسمي لإعادة فتح الحدود. في حين ينجح المهاجرون غير النظاميين أحيانا في تسلق الأسلاك الشائكة المحيطة بسبتة ومليلية، حيث أوقف الحرس المدني الاسباني منتصف  300 مهاجر حاولوا اختراق هذا السياج في عملية خلفت قتيلاً بينهم وعدة جرحى.

ودعا مجلس أوروبا الخميس اسبانيا إلى تحسين شروط التكفل بمئات المهاجرين المكدسين داخل ملاعب مصارعة الثيران “المزدحمة” بمليلية في ظل أزمة كوفيد-19.

قد يهمك ايضا:

ترتيب الجهات حسب النسب المئوية للإصابات المؤكدة بكورونا في المغرب

30 وفاة جديدة في المغرب بسبب "كورونا" موزعة على 14 مدينة

   
almaghribtoday
almaghribtoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

كورونا تحرم الآلاف من مصدر رزقهم قرب المعابر بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية كورونا تحرم الآلاف من مصدر رزقهم قرب المعابر بين المغرب ومدينتي سبتة ومليلية



إستوحي إطلالتك الرسمية من أناقة النجمات بأجمل ألوان البدلات الكلاسيكية الراقية

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 20:23 2025 الإثنين ,04 آب / أغسطس

عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله
المغرب اليوم - عمرو دياب يثير الجدل بما فعله في حفله

GMT 09:34 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

الرجاء يخاطب منخرطيه قبل الجمع العام

GMT 05:15 2018 الأحد ,08 إبريل / نيسان

"قميص الدنيم" لإطلالة أنيقة ومريحة في آن واحد

GMT 07:07 2021 الأربعاء ,13 كانون الثاني / يناير

ناصر بوريطة يناقش قضايا متعددة مع وزيرة خارجية السويد

GMT 15:36 2020 الإثنين ,01 حزيران / يونيو

تنفرج السماء لتظهر الحلول والتسويات

GMT 20:46 2019 الثلاثاء ,14 أيار / مايو

اعتقال رجل يقود سيارته برفقة زوجته "المتوفاة"

GMT 21:49 2019 الثلاثاء ,05 آذار/ مارس

وفاة والد خالد بوطيب مهاجم الزمالك

GMT 09:29 2018 الثلاثاء ,04 كانون الأول / ديسمبر

وجهات مشمسة لقضاء عطلة صيفية في قلب الشتاء

GMT 17:46 2014 السبت ,14 حزيران / يونيو

"سابك" تنتج يوريا تزيد كفاءة محركات الديزل

GMT 11:48 2017 السبت ,18 شباط / فبراير

لن أستحيي أن أضرب مثلا في حبكم .. عجزي ….

GMT 20:50 2017 الأحد ,08 تشرين الأول / أكتوبر

ماركة "LIODADO" التركية تصدر ملابس سبور رائعة

GMT 17:50 2017 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الاختلاف والتميز عنوان ديكور منزل الممثل جون هام
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib