يعول اسطورة الجاز سوني رولينز البالغ 85 عاما والذي لم يعزف منذ العام 2012، على تقدم الطب لكي يستأنف اللعب على الساكسوفون فيما يواصل اصدار مقطوعات موسيقية ينهلها من ارشيفه.
ويعتبر رولينز الملقب "ساكسوفون كولوسوس" جراء البومه الاشهر الصادر في العام 1956 ، من العمالقة القلائل الذين رسموا صورة هذه الالة مع تشارلي باركر وجون كولتراين وكولمان هوكينز.
وسوني رولينز معروف خصوصا باسلوبه الحيوي والقوي وميله الى التجريبي.
وخلال مسيرته التي امتدت على ثمانية عقود كانت لهذا الرجل المعطاء استراحات طويلة لا سيما في الستينات عندما سافر الى الهند واليابان سعيا الى بعد روحاني.
وهذه المرة لم يكن الصمت خياره الطوعي فقد اضطرته مشاكل في الجهاز التنفسي الى وقف العزف منذ العام 2012.
وهو يأمل ان تسمح له "علاجات جديدة متطورة" باستئناف العزف على آلته على ما يوضح في مقابلة مع وكالة فرانس برس.
ويقول الرجل الضخم القامة والبشوش "لم انته بعد مما اريد ان اعبر عنه موسيقيا. لذا اريد ان افعل اكثر وامل ان اكون قادرا على ذلك".
وبانتظار ذلك يستمر في النهل من ارشيفه ويصدر الجمعة البوما جديدا بعنوان "هولدينغ ذي ستيدج: رود شوز فوليوم 4" الذي يضم عشر مقطوعات مأخوذة من حفلات له في الولايات المتحدة واوروبا.
والمقطوعة الاخيرة مأخوذة من حفلة اشتهرت كثيرة في بوسطن في 15 ايلول/سبتمبر 2001 بعد اعتداءات الحادي عشر من ايلول/سبتمبر التي عاشها سوني رولينز المقيم قرب برجي التجارة العالمية عن كثب.
- "هذا العالم لن يتغير ابدا" -
وجسد سوني رولينز لفترة طويلة موسيقاه كتعليق على احداث الساعة. وخلال الستينات كان رولينز المولود في نيويورك والكثير من معاصريه من الموسيقيين يظنون ان "الموسيقى بامكانها تغيير العالم".
الا انه يقول اليوم انه يعطي موسيقاه "اطارا اوسع" مستوحى ليس "من هذا العالم بل العالم اللامتناهي".
وتابع يقول "في مرحلة من حياتي كنت اظن ان بامكان العالم ان يتغير ويصبح اكثر سلمية مع محبة اكبر بين الناس والامل. لكني تعلمت منذ ذلك الحين وكانت لي خبرة اكبر".
واضاف "ادركت ان هذا العالم لن يتغير ابدا. فمكتوب له ان يكون ساحة حرب وقتل ومرض وموت. هذا هو عالمنا".
الا انه لا يغرق بالمرارة ولا يزال يؤمن بان "هدف الحياة هو خدمة الاخرين". ومع حالته تمر مهمته عبر الموسيقى التي ينبغي ان توفر الفرح للاخرين..
ويؤكد "انا محظوظ جدا لاني تمكنت من تمضية حياتي وانا اعزف الموسيقى".
- علاقة معقدة مع كولتراين -
وقد ترعرع رولينغز في هارلم من ابوين اصلهما من جزر فيرجين الاميركية وقد انجذب الى امتهان الموسيقى خلال زيارة فرانك سيناترا لمدرسته.
وقادته مسيرته في سن مبكرة الى معاشرة كل الاسماء الكبيرة تقريبا في تاريخ الجاز من مايلز ديفيس الى تشارلي باركر مرور بماكس روتش وثيلونيوس مونك.
وقد اعتبر موهبة مبكرة وهو اقر بانه واجه صعوبة في ايجاد مكان له وسط هؤلاء النجوم ولا سيما مونك وجون كولتراين خصوصا.
ويقول "عندما افكر بعلاقتي بكولتراين ومونك اجد اني ارتكبت الكثير من الحماقات كان بامكاني تفاديها لو كنت اكثر نضجا".
ولم يعزف سوني رولينز وجون كولتراين اللذان يعتبران اكبر عازفي الساكسوفون في التاريخ، سوى اغنية واحدة معا هي "تينور مادنيس" في العام 1956.
ويقول الرجل الثمانيني صاحب الشعر الابيض الكثيف ان جون كولتراين الذي كان يقدم في غالب الاحيان على انه منافس له رغم الصداقة التي كانت تربط بينهما "كان انسانا رائعا".
وبات سوني رولينز بعد وفاة اورنيت كولمان وهوراس سيلفر في السنتين الاخيرتين، احد اخر عمالقة الجاز الذي لا يزال على قيد الحياة.
ويقول عن اصدقائه "نحن لا نعيش الى الابد لذا لا يمكننا ان ننظر الى الموت على انه شيء سيء. لقد اعطوا كثيرا الى اوساط الجاز الذي هو ظاهرة لا نهاية لها".
ويقول سوني رولينز ان سر عمره المديد عائد ربما الى ممارسة اليوغا التي ساعدته على التخلي عن الكحول والمخدرات بعد مرحلة شاب مضطربة فضلا عن اقباله على الابتكار.
ويختم قائلا "انا ازال على قيد الحياة لاني لا زلت اتعلم".
أرسل تعليقك
تعليقك كزائر