من معقله الانتخابي في مدينة فاس، أعطى حميد شباط، الأمين العام لحزب الاستقلال، بعد عصر السبت، الانطلاقة الرسمية للحملة الانتخابية لحزبه، على إيقاع توقعات بتصدّر نتائج الانتخابات التشريعية ليوم 07 أكتوبر المقبل. وقال أمين عام حزب “الميزان”، بلهجة واثقة، قبل انطلاق الحملة، “إن شاء الله، سنتصدّر نتائج الانتخابات التشريعية”.

شباط اعتبر، في الكلمة التي ألقاها أمام أنصاره وسط فاس، أن البرنامج الانتخابي الذي سيدخل به حزبه الانتخابات التشريعية يعتبر “أملا للمغاربة”، ومضى يقول: “حزب الاستقلال هو ضمير الأمة، وهو البديل الحقيقي للإنقاذ من الاحتقان الاجتماعي والأزمة الخطيرة التي تتخبط فيها البلاد”.
 
وانطلقت الحملة الانتخابية لحزب الاستقلال على وقع انتقادات حادّة لحصيلة الحكومة الحالية، إذ رفع أنصاره في الساحة التي احتضنت المهرجان الخطابي شعارات انتقدوا فيها ما وصفوه بفشل الحكومة في تحقيق عدد من مطالب الشعب، سواء في قطاع التشغيل أو الصحة أو التعليم، بينما قال شباط إنّ حزبه هو “البديل الحقيقي لتحقيق ما عجزت الحكومة الحالية عن تحقيقه”.

الأمين العام لحزب “الميزان”، الذي حضر برفقة وكلاء لوائح الحزب في الدوائر الانتخابية بجهة فاس-مكناس، قال إنّ قيادة حزبه “قررت والتزمت أن تكون الحملة الانتخابية التي سنخوضها نظيفة ونقية، تبدأ بالمناضلة والمناضل وتنتهي بهما، من أجل التعاقد والكرامة”، معتبرا أن البرنامج الانتخابي الذي سيدخل به الحزب الانتخابات “هو ورش كبير يجيب عن كل الأسئلة المطروحة الآن”.
 
وركز شباط، بالخصوص، على القطاعات ذات العلاقة المباشرة بالمواطنين؛ فبعد أن قال إن الكرامة هي المواطنة الحقيقية، أضاف: “لا كرامة مع وجود البطالة في المجتمع، ولا كرامة مع وجود مرضى لا يجدون مستشفيات ليتعالجوا، وإدارة لا تستجيب لتطلعات المواطنات والمواطنين، ولمواصفات الإدارة الحديثة”.

ووجّه زعيم حزب الاستقلال انتقادات شديدة إلى الحكومة؛ فحين حديثه عن وضعية التشغيل، قال إن الموظفين والطبقة العاملة المغربية “تأثرت جدا في الخمس سنوات الأخيرة؛ لأنّ الحوار الاجتماعي لم يكن ممأسسا، ووقعت صراعات بين الحكومة والنقابات”.
 
وفي مقابل الانتقادات التي وجهها إلى حكومة عبد الإله بنكيران، دافع شباط عن الحكومة السابقة التي قادها حزب الاستقلال، قائلا: “حين كان حزبنا في الحكومة قمنا بإضافة زيادة خمسة وعشرين في المائة من الأجور، ودعمنا المؤسسات للحفاظ على مناصب الشغل وحققنا منجزات أخرى كثيرة”.

ولم يكتف الأمين العام لحزب الاستقلال بانتقاد الإجراءات التي اتخذتها الحكومة؛ بل وعد بمراجعة بعضها، خاصة قانون إصلاح صندوق التقاعد الخاص بموظفي القطاع العام. وفي هذا السياق، قال: “الموظف أصابته نكسة بسبب هذا الإصلاح؛ لأن الإصلاح الحقيقي يجب أن يكون في صالح الموظفين والشعب، وليس في صالح اللوبيات”، كما وعد بمراجعة إصلاح نظام المقاصة.
 
وخصص شباط حيزا من كلمته للشباب، بقوله: “حين نعطي الفرصة للشباب، نستطيع أن نحقق الشيء الكثير، ونحن نريد بعد سابع أكتوبر أن يأخذ الشباب المغربي حظه في التعليم والتشغيل، وبرنامجنا ركز على الشباب والتشغيل والتمدرس وكل ما يهم الشباب المغربي”.
 
من جهة أخرى، انتقد الأمين العام لحزب الاستقلال تركيز وسائل الإعلام الضوء على حزبي الأصالة والمعاصرة والعدالة والتنمية، قائلا: “نحن البديل الحقيقي، إن شاء الله. ولا يمكن أن تتحدث وسائل الإعلام عن قطبين اثنين فقط؛ فهناك أحزاب أخرى تنافس على المرتبة الأولى لإنقاذ الأوضاع الفاسدة”، مضيفا “سنربح المعركة لإنقاذ الأوضاع”.