الرئيسية » خبرة عمر

واشنطن - المغرب اليوم

قال الصحافي والكاتب الأميركي جوزيف براودي، إن الكثير من الإعلاميين الأميركيين لم ينجحوا في نقل صورة كاملة عن الثورات العربية ما أدى إلى خلق انطباعات غير صحيحة لدى الجمهور الأميركي. وقال براودي، الذي يتحدث العربية وكتب الكثير من التقارير والمقالات الموسعة عن قضايا الشرق الأوسط في عدد من كبريات الصحف والمجلات الأميركية، أن المشكلة تكمن في التحولات التي جعلت العمل الإعلامي أكثر سرعة ما أدى إلى غياب الرؤية الدقيقة الفاحصة. وجاء الحوار على النحو التالي: * هناك شكوى تتكرر من عدم فهم الساسة الأميركيين وعدد كبير من الإعلاميين لمنطقة الشرق الأوسط. في العامين الماضيين بدت مثل هذه الشكوى مصيبة. ما رأيك؟ - مع أنه من الصعب التعميم فيما يخص مجال الإعلام الأميركي الواسع، أو دائرة القرار الأميركي المتحولة، أوافق في أن الكثير من الإعلاميين لم ينقل الصورة الكاملة للثورات العربية. من جانب آخر، الدبلوماسي الأميركي أيضا يعيش محاصرا في العالم العربي ، وحينما يخرج من السفارة، التي باتت أشبه بالثكنة العسكرية، فإن حراسة مشددة ترافقه على الدوام. لذا فهو بالفعل منعزل عن المجتمع الذي يعيش فيه، وقد يستند إلى تغطية مواطنيه الإعلاميين لفهم ما يدور حوله. وبعض الباحثين الأميركيين يعتمدون على هؤلاء الدبلوماسيين في المعلومة والتحليل. وعلى ضوء ذلك يكتبون بحوثا قد تؤثر على كل من صانع القرار والإعلاميين أيضا، والدورة تبدأ من جديد وهكذا. من جانب آخر، عدد كبير من المتابعين للإعلام الأميركي ينقصهم الاهتمام بالشؤون الخارجية. من طبيعة البشر أن يهتم الشخص أكثر في الحدث الأقرب إليه. فلذا، ليس لصناعة الإعلام الأميركي عموما ما يبرر الاستثمار طويل الأمد في مراسلين ذوي خبرة خاصة في الشرق الأوسط. وبسبب العجز في الميزانية الذي أصاب المؤسسات الإعلامية الأميركية في السنوات الأخيرة، فهناك الكثير من مكاتب وسائل الإعلام الأميركية أغلقت أبوابها في العالم العربي وغيره من المناطق. إذن هناك مزيج من الأسباب أدت إلى هذا القراءة غير الصحيحة وليس سببا واحدا. * ما رأيك بتغطية الصحافة الأميركية لما يسمى «الربيع العربي». حسب متابعتي الشخصية قلة فقط من كتبت عن معرفة ودراية، وهذا ما أدى إلى خلق انطباعات غير صحيحة؟ - قد يكون الأمر منطلقا من حسن النية والتفاؤل، ولكن يبدو أن الكثير من الصحافيين تعاملوا مع التطورات التي حدثت في ذلك الوقت من خلال المعيار الديمقراطي على النمط الغربي. وبالفعل، عبر الكثير من الشباب المتظاهرين الناطقين بالإنجليزية عن رغبتهم في نشر الديمقراطية الليبرالية في بلدانهم، وقدمت آراءهم كأنها تمثل الاعتقاد السائد. وفي تلك الفترة التي شهدت اندلاع الثورات، الشخصيات التي كانت تظهر بالإعلام الأميركي وتتحدث عن مخاطر الإخوان المسلمين، وصفت من قبل الكثير من الإعلاميين أنفسهم بالتشاؤم وعدم القدرة على فهم التغيرات العميقة التي تجري في تلك اللحظة. والآن قد تغيرت النظرة تماما، ولكن لا يزال أمام من تبنى رأيا متفائلا جدا أن يتأمل أسباب عدم قراءته الواقع بشكل صحيح. * ولكن هناك الكثير من أميز الصحافيين والكتاب الذين يفهمون جيدا منطقة معقدة كالشرق الأوسط. ولكنهم غير حاضرين وأصواتهم لا تسمع كثيرا؟ - أظن أن الكثير من المسؤولين عن المحطات التلفزيونية يبحثون عن الصحافي الذي يرى الأشياء من خلال لونين فقط: الأبيض والأسود. تقديم مثل هذا الرأي يبدو أسهل لأنه يخلو من التحليل والتمحيص. الأشخاص الذين يرون المسائل المطروحة في العالم العربي من زوايا متعددة، غير مرغوب فيهم. في الحقيقة ليس هناك وقت لهم في جداول البرامج التلفزيونية التي تبحث عن آراء سريعة جاهزة، تعقبها مجموعة من النصائح. * يبدو أن عدم معرفة اللغة العربية تمثل أيضا عائقا أمام الصحافي الذي يأتي للمنطقة؟ - بكل تأكيد، فمن دون إتقان العربية، لا يمكن للزائر أن يتبادل آراء مباشرة إلا مع شريحة ضيقة من المجتمع، والمترجم المكلف بالتوسط بين المراسل ومصدره يضيف بعدا جديدا إلى المقابلة ولكنه لن يكون بديلا عن الاتصال المباشر. في الحقيقة أحيانا يتجاوز المترجم دوره المنوط به، ويقوم بدور المراسل أيضا. * في أحد مقالاتك ذكرت أن القرارات التي تصدرها الإدارات الأميركية بخصوص الشرق الأوسط، ليست بالضرورة نتيجة نقاش وفهم عميق للمنطقة، كما قد يتوهم المرء. - نعم هذا صحيح فيما يخص بعض القرارات. على سبيل المثال، قرار إجراء الانتخابات في العراق كان قرارا شبه عشوائي. حسبما عرفت من بعض الأصدقاء المطلعين، القرار تم في ظروف غاية في الفوضى، وهناك من اقترح فكرة إجراء انتخابات بغرض ملء فراغ فكري قبل أن يكون سياسيا، وتم الأخذ به. * كيف تنظر آنت شخصيا إلى طبيعة عملك بصفتك مواطن أميركي ينشر ويقدم برامج باللغتين، الإنجليزية والعربية؟ - أحب أن أخدم الجمهوريين. فتزويد المجتمع الأميركي بفهم أوسع العالم العربي هو أمر تجاوزت أهميته حدود الولايات المتحدة، مع أنني أشعر أحيانا باليأس من عدم اهتمام الكثير بما يجري في هذا الجزء من العالم. أما فيما يخص الجمهور العربي والذي أنتمي إليه كون والدتي عراقية، فأحب أن أسهم في الجدل الذي يشغله ويثير اهتمامه واهتمامي بذات الوقت.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

العثماني: الجزائر جندت إعلامها لنشر أخبار زائفة عن الصحراء…
الصين تحذف أكثر من 520 تطبيقا بسبب "المحتوى المبتذل"
عرض لأبرز عناوين الصحف الصادرة اليوم
كميل منسى تؤكد ان إعلامي لبناني ارتبط اسمه بإعلان…
مريم عبدو تستقيل من منصبها لعدم تغطية الاحتجاجات ضد…

اخر الاخبار

محافظ شمال سيناء يؤكد أن إدخال المساعدات إلى غزة…
الجيش اللبناني يُحبط مخططاً إرهابياً ويعتقل خلية مؤيدة لداعش…
بايتاس يعلن دخول قانون العقوبات البديلة حيز التنفيذ نهاية…
مجلسا النواب والمستشارين يجددان الولاء للملك محمد السادس ويشيدان…

فن وموسيقى

أنغام تنفي إصابتها بسرطان الثدي وتطمئن جمهورها قبل طرح…
لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…

أخبار النجوم

أنغام تخضع لجراحة استئصال ورم من البنكرياس وفحوصات لتحديد…
أنوشكا تهاجم مشاركة البلوغرز في الأعمال الفنية
أنغام تتألق في ظهورها الأول بعد شائعة إصابتها بالسرطان
حسين فهمي يشارك في الدورة الثانية من جوائز الباندا…

رياضة

ليفربول يضم موهبة مصرية جديدة كريم أحمد يوقع عقده…
قطر مرشحة لاستضافة النسخة الثانية من مونديال الأندية
والد لامين يامال يعلق على أزمة احتفال "عيد الميلاد"
أندية سعودية تبدي اهتمامها بضم يوسف النصيري

صحة وتغذية

معدل مشي يومي جديد يساعد في الوقاية من الأمراض…
وزير الصحة المغربي يكشف تفاصيل مرسوم جديد لخفض أسعار…
ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…

الأخبار الأكثر قراءة