الرئيسية » إختراعات علوم وتكنولوجيا
فيروس جديد أكبر حجماً وأكثر جينًا

 باريس ـ مارينا منصف

 باريس ـ مارينا منصف منذ زمن ليس ببعيد عندما كان من السهل معرفة الفرق بين الفيروسات وبقية الحياة الأكثر وضوحاً، كانت الفيروسات صغيرة حجماً وبسيطة وراثياً. على سبيل المثال فيروس الانفلونز والذي قطره حوالي 100 نانومتر عبر، ومحتواه الجيني 13 جيناً . على مدار السنوات الماضية اكتشف العلماء المزيد من الفيروسات ذات أحجام كبيرة وتحمل جينات متعددة هذا ما أكده العلماء الفرنسيون بأكتشافهم لأكبر الفيروسات حجما على الاطلاق وهو فيروس ( الباندورا) والذى قدروا حجمه بنحو أكبر ألف مرة من فيروس الانفلونزا كما أنه يحمل ما يماثل مائتي ضعف عدد الجينات بحوالي 2556 جيناً .
  هذا الاكتشاف جعل بعد ذلك التأكد بأن حوالي 6% من الجينات التي يحملها فيروس الباندورا تشابه باقي الجينات المتعارف عليها حتى الأن .
  تعتبر الفيروسات العملاقة ذات الحجم الكبير ذات أهمية كبرى وذلك لما تمثله من نقطة اتصال بين باقي الفيروسات وباقي الكائنات الأخرى، هذا لم يكن السبب الوحيد لكن سبب أخر أثار اهتمام العلماء وهو التنوع والانتشار الواسع للفيروسات في كل مكان حتى في أجسامنا، تجعل كل منا يسأل نفسه الأن ما هو تأثير هذه الكائنات على النظام البيئي العالمي وعلى الصحه العامة للإنسان .
وأخذت دراسة الفيروسات العملاقة وقتاً طويلاً من العلماء فى دراستها والتعرف عليها، ويرجع اكتشاف الفيروسات إلى أواخر القرن الثامن عشر عندما اكتشفوها على هيئة أمراض إصابة نباتات الطباق، وذلك عن طريق أنهم قاموا بوضع أوراق الطباق الذابلة في الماء لفترة وقاموا بترشيحها خلال مرشحات من البروسالين التي لها القدرة على حبس البكتريا والفطريات ألى أن حصلوا على سائل مصفى له القدرة على إصابة أوراق نبات الطباق السليمة هذا ما أكده عالم النبات الألماني "مارتنيس بيجرنيك" عندما وصف السائل الذي حصلنا عليه بالسائل الحي .
في عام 1930 كان لاختراع الميكروسكوب أهمية كبيرة، ومكن العلماء من رؤية وملاحظة الفيروسات، ووجدوا أن تلك الفيروسات عبارة عن كائنات منفردة ومستقلة بذاتها لا تستطيع أن تصنع غذائها بنفسها كما أنها لا تنمو ولا تنقسم ولكن عندما تهاجم تلك الفيروسات خلايا الجسم فإنها تحفز عمليات الأيض بداخلها لإنتاج نسخ جديدة منها، وتبدأ دورة حياتها وتكاثرها وتضاعف أعدادها .
فى عام 2003 قام فريق من الباحثين الفرنسيين باكتشاف أكبر الفيروسات العملاقة، والذي وجد على هيئة أشكال دائرية لها نفس الحجم مثل البكتريا ولكنها لاتحتوى على الحامض النووي (الدى أن أى)، إلى أن أدركوا أنهم بصدد اكتشافهم لآكبر الفيروسات حجماً وذات محتوى جيني يقدر بنحو 979 جيناً .
تم عزل الفيروسات لأول مرة من كائنات الأميبا التي تعيش في الماء في برج تبريد، من هنا أدرك العلماء انتشار الفيروسات في أماكن عديدة كما أنها تغير من طبيعتها على حسب البيئة التي تتواجد فيها سواء كانت بيئة مائية كالأنهار أو المستنقعات .
وعلى نفس الطريقة في عام 2011 حقق الدكتور(كلافري) ومعاونية سبقاً علمياً أخر يضاف بأكتشافه لنوع من الفيروسات يسمى (ميجافيروس) وهو أحد الفيروسات العملاقة، التي تم اكتشافها في مياه البحر قبالة سواحل شيلي لآحتوائه على 1120 جيناً، وذلك باكتشافهم أيضا لفيروسات ( البندورا ) في الرواسب الموجودة أسفل مياه البحر والذي يحتوي على ضعف عدد الجينات .
خمن الدكتور "كلافري " أن فيروسات البندورا وباقي الفيروسات العملاقة الأخرى نشأت من ميكروبات حية أخرى هي نفسها نشأت من ملايين السنين، وقال في ذلك أن نوع الخلايا التي نشأت وجدت في الأساس من حيث اختفت تلك الخلايا التي نشأت منها .
فكرة أن الفيروسات العملاقة تمثل فروع منفصلة على شجرة الحياة هو شىء مثير للجدل، العديد من الخبراء الآخرين ليسوا على استعداد لتقبل تلك الفكرة، لا توجد أدلة على هذه الفكرة ، وقال "مارتن أمبلي " أستاذ البيولوجيا الجزيئية التطورية في جامعة نيو كاسل "إنني غير مقتنع بهذه الفكرة وتسبب ألهاء لي عن أبحاثي "
وعلى الرغم من تلك التحفظات اعتبر دكتور ( أمبلي) وباحثين أخرين أن فيروسات البندورا أنه اكتشاف مهم، كما عبر دكتور ( توم ويليام ) وهو تلميذ دكتور ( أمبلي) عن ذلك بقوله " إنه من الرائع أن يكتشف أنماط جديدة من الحياة والكائنات الحية."
الدراسات الحديثة أكدت أن الفيروسات العملاقة لاتزال نادرة الوجود ولكن بعد فترة قصيرة من اكتشاف فيروسات البندورا في رواسب قاع البحر، قام دكتور (كلافري) ومعاونية من أكتشافهم في مياه بحيرة استرالية على عمق 10.000 ميل، وهذا ما أكده دكتور ( كلافري) على أن هذه الفيروسات منتشره وغير نادرة على الإطلاق .
   في الواقع قد تكون الفيروسات العملاقة شائعة جداً، أنهم قد يكونون مختبئين داخلنا أيضا. في ورقة بحثية
نشرت 2 يوليو/تموز في مجلة الأمراض المعدية والباحثين الفرنسية عرضت أدلة على أن الفيروسات العملاقة توجد في الأشخاص الأصحاء. حيث قاموا بعزل الفيروس الجديد العملاق من دم متبرع من قبل المتطوعين الأصحاء، وبعد ذلك وجدت الأجسام المضادة وغيرها من علامات الفيروس في أربع جهات مانحة أخرى.
الفيروسات العملاقة قد تكون كامنة في أجسامنا، لكن هل تسبب لنا أمراضاً هذا سؤال مفتوح. وهنا قال الدكتور( كلافري) "لا أعتقد أن لدينا دليل في الوقت الراهن أن هذه الفيروسات يمكن أن تصيب البشر" وأضاف بعد ذلك قوله أبداً أبداً أنها نصيحة حكيمة عندما يتعلق الأمر الفيروسات العملاقة"

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

غوغل في مأزق بعد تسريب بيانات 2 5 مليار…
الأمم المتحدة تحذر من لجوء داعش إلى الذكاء الاصطناعي
بصمة مغربية في الفضاء اكتشاف قمر جديد يدور حول…
الذكاء الاصطناعي يسهل دبلجة الأفلام والمسلسلات التلفزيونية
GPT-5 قفزة نوعية من OpenAI نحو ذكاء اصطناعي أكثر…

اخر الاخبار

وزير الدفاع الأميركي يبلغ نظيره الصيني أن واشنطن لا…
بولندا تتهم روسيا بخرق متعمد لأجوائها وموسكو ترد باتهام…
كندا تعيد النظر في علاقاتها مع إسرائيل بعد هجومها…
قصف إسرائيلي يستهدف مواقع حوثية في صنعاء والجوف

فن وموسيقى

رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…

أخبار النجوم

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
محمد منير يشعل الحنين بصوته في أغنية فيلم ضي…
أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في العاصمة البريطانية لندن
ياسر جلال يكشف عن إنتهائه من تصوير مسلسله الجديد…

رياضة

المغرب وتونس يضمنان التأهل في تصفيات كأس العالم الإفريقية…
رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…
إنفانتينو يصف تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم…

صحة وتغذية

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…
الكبد الدهني التهديد الصامت الذي قد يقود إلى تليف…

الأخبار الأكثر قراءة

مايكروسوفت تكتشف حملة تجسس روسية ضد السفارات الغربية بموسكو
اليابان تبتكر ألواحاً شمسية تعادل قوة 20 مفاعلاً نووياً
دراسة تكشف عن اصطدام «كويكب كبير» بالقمر عام 2032
بريطانيا تسعى لتخفيف التوتر مع واشنطن بعد أزمة "باب…
الصين تكشف عن أول روبوت بشري في العالم يغير…