الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
قوات الدعم السريع

الخرطوم - المغرب اليوم

أعلنت قوات الدعم السريع في السودان سيطرتها على منطقة هجليج في ولاية جنوب كردفان، بعد أيام من بسطها السيطرة على منطقة بابنوسة في ولاية غرب كردفان، وذلك عقب معارك طاحنة مع قوات الجيش في قاعدته الرئيسية من جهة، وعلى أثر حصار طويل لبابنوسة من جهة أخرى.

وعلى عكس ما حدث في بابنوسة، وبحسب ما أفادت به مصادر عسكرية وبيان صادر عن "الدعم السريع" ، تمكنت هذه القوات شبه العسكرية، من السيطرة على هجليج بسهولة ودون خوض قتال، بعد انسحاب الجيش من مقر اللواء 90، وتوجه عناصره نحو دولة جنوب السودان.

ولم يعلق الجيش على الفور رسمياً على إعلان "الدعم السريع" السيطرة على هجليج، بينما أفاد بيان قوات الدعم، بأن عناصرها تسلمت تلك المنطقة بعد "هروب الجيش". وقالت مصادر من "الدعم السريع" كذلك، إنها شكلت قوة خاصة لحماية المنشآت النفطية فور السيطرة على حقول النفط، وإنها ستحافظ على هذه المنشآت والحقول النفطية.

وأضافت هذه المصادر بالقول: "سنقوم بالتنسيق والتعاون مع السلطات في دولة جنوب السودان، من أجل حماية المنشآت النفطية، والمحافظة عليها، وضمان استمرار الإنتاج في المستقبل".

تقع منطقة هجليج على بعد نحو 250 كيلومتراً جنوبي بابنوسة، وكذلك إلى الشمال من منطقة أبيي المتنازع عليها بين السودان وجنوب السودان، وإلى الشمال الشرقي من مدينة كادقلي عاصمة ولاية جنوب كردفان، فضلاً عن كونها منطقة حدودية مع دولة جنوب السودان.

وتمثل سيطرة قوات الدعم السريع على هجليج، في حال تأكيد ذلك، "انتصاراً عسكرياً كبيراً" و"قفزة ميدانية هائلة"، طبقاً لتعبير الخبير العسكري السوداني اللواء المتقاعد عبد الله أبو قرون، الذي قال إن هذه الخطوة تعطي لقوات الدعم السريع، فرصة كبيرة لقلب الموازين العسكرية، في محاور القتال في إقليم كردفان.

ومضى قائلا: "بعد سيطرتها على هجليج وقبلها بابنوسة، ستتمكن قوات الدعم السريع من التواصل بأريحية مع حليفتها الحركة الشعبية في جنوب كردفان، للقيام بعمليات عسكرية يمكن أن تستهدف عاصمة الولاية مدينة كادقلي، وخاصة إذا تمكنت من الحصول على المزيد من الإمداد العسكري من جنوب السودان".

وأضاف بالقول: "بالنظر إلى الصورة العسكرية الكاملة، فإن قوات الدعم السريع باتت الآن في وضع ميداني أفضل، وربما يهدد وجود الجيش في مناطق شمال كردفان. ومع ذلك لا أعتقد أن الدعم السريع سيفكر في مهاجمة مدينة الأبُيِّض في الوقت الحالي، نظراً لوجود عدد كبير من قوات الجيش والقوات المشتركة في المدينة وما حولها".

أكثر ما يميز منطقة هجليج، كونها تحتوي على عدد كبير من حقول النفط وعددها 75 حقلاً، وأهمها حقل "مربع 6"، وهو الأكبر من حيث إنتاج النفط في الوقت الحالي.

وطبقاً لمعلومات رسمية ، فإن هذه المنطقة كانت تنتج أكثر من 65 ألف برميل يومياً، قبل أن يتقلص الإنتاج إلى 20 ألفاً فحسب، بسبب الحرب التي اندلعت في السودان قبل أكثر من عامين ونصف العام.

ورغم أن إنتاج النفط ظل مستمراً بالتوازي مع تواصل المعارك، فإنه توقف نهائياً قبل يوم واحد من إعلان قوات الدعم السريع السيطرة على المنطقة.

وقال أحد المهندسين الذين كانوا يعملون بالحقل، إنهم تلقوا توجيهات بالخروج الآمن حفاظاً على سلامتهم.

وأضاف قائلا "كنا نحو 150 فرداً من المهندسين والعاملين والفنيين في هجليج، نعمل في ظروف صعبة. الجيش كان داخل المدينة، وقوات الدعم السريع كانت في الخارج، وكان هناك تفاهم على استمرار العمل. لكننا تلقينا أوامر بالخروج، فخرجنا جميعاً بعد أن أوقفنا جميع الأجهزة والآبار عن العمل، وتوجهنا إلى منطقة بانتيو في دولة جنوب السودان".

ولا تعد حقول النفط مهمة بالنسبة للحكومة السودانية وحدها، بل إن الأمر يتعدى ذلك إلى حكومة جنوب السودان أيضا، التي تملك وحدة لمعالجة النفط الخام تبلغ سعتها 130 ألف برميل يومياً، ويُجرى تصدير النفط إلى الخارج عبر خط أنابيب يمتد من هجليج إلى ميناء بشائر في مدينة بورتسودان في أقصى شرقي البلاد بطول 1506 كيلومترات.

وعلى ضوء تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة، طلبت شركة النفط الوطنية الصينية التي تدير حقول النفط في هجليج، من الحكومة السودانية عقد اجتماع طارئ لإنهاء شراكتها النفطية مع السودان.

وقالت في خطاب معنْون إلى وزارة النفط السودانية، وتم تسريبه إلى وسائل الإعلام، إن السبب في ذلك هو حالة "القوة القاهرة" الناجمة عن تدهور الأوضاع الأمنية.

وفصّلت في خطابها الأسباب لذلك، وأشارت إلى تدهور الوضع الأمني منذ اندلاع الحرب في إبريل/نيسان 2023، وانهيار سلاسل الإمداد، والخسائر المالية الناتجة عن قلة الإيرادات وزيادة المصروفات.

وطلبت أن يُعقد الاجتماع الطارئ، الذي دعت لأن يلتئم، في مدينة جوبا عاصمة جنوب السودان منتصف ديسمبر/كانون الأول الحالي، حتى تتمكن الأطراف المعنية، من إنهاء الشراكة القائمة بينها في هذا الصدد، قبل نهاية العام الجاري.

ووقعت الحكومة السودانية في عهد الرئيس المعزول عمر البشير، اتفاقية مع الشركة الصينية قبل ثلاثة عقود، تنص على أن تتولى هذه الشركة عمليات الاستكشاف والإنتاج، وبناء أنابيب النقل مقابل تقاسم عائدات النفط.

وكانت حقول النفط في هجليج، هي الأكثر إنتاجاً للنفط في عموم السودان، في حقبة ما قبل إعلان استقلال دولة جنوب السودان عام 2011، وذلك بطاقة كانت تصل آنذاك إلى نصف مليون برميل يومياً. وفي الفترة التالية لذلك، باتت الدولة الجديدة تتلقى 75 في المئة من الإنتاج النفطي الذي يخرج من هذه المنطقة.

قد يهمك أيضــــــــــــــا

قوات الدعم السريع تعلن مقتل 45 مدنيا في هجوم بطائرة مسيرة على كمو بجبال النوبة

قائد الجيش الوطني الليبي يقرر إعادة فتح المنشآت النفطية إثر مفاوضات مع نائب رئيس "الوفاق"

 

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

سيطرة الدعم السريع على منطقة هجليج النفطية وأبعادها في…
نتنياهو يعلن قرب انطلاق المرحلة الثانية من خطة السلام…
الشرع يؤكد قطيعة تاريخية مع موروث الأسد واتحاد العلويين…
تحركات داخل الكونغرس لإلغاء عقوبات قيصر عن سوريا دون…
الشرع يشهد الاحتفال بذكرى التحرير في دمشق ويظهر بالزي…

اخر الاخبار

اليونيفيل تؤكد تعرّض دوريتها لإطلاق نار إسرائيلي في جنوب…
الإمام الأكبر يستقبل أعضاء لجنة تحكيم جائزة زايد للأخوّة…
وزير خارجية لبنان يرفض دعوة عراقجي لزيارة طهران ويقدّم…
مصادر مصرية تكشف أن جماعات فلسطينية موالية لإسرائيل تتوسع…

فن وموسيقى

يسرا تكشف فلسفتها المهنية وتستعد للعودة إلى الدراما والسينما…
مي عمر تتحدث عن علاقتها بالنقد وتؤكد اعتمادها على…
منى زكي تؤكد أن تجسيد أم كلثوم كان الأصعب…
زينة تتحدث عن بداياتها الفنية وتكشف أسرار حياتها ونجاحاتها…

أخبار النجوم

هاني سلامة يعود إلى السينما بعمل جديد بعد غياب…
منة شلبي تقود موسم 2026 بعملين ضخمين
أحمد العوضي ينافس بـ «علي كلاي» رمضان 2026
ريهام عبد الغفور تفاجئ جمهورها بعمل سينمائي جديد

رياضة

تدابير الفيفا لمواجهة الحرارة في المونديال
بى بى سى تنصف محمد صلاح ضد ليفربول وترشحه…
مغردون يعلقون على أزمة محمد صلاح مع ليفربول بين…
ميسي يعتلي قمة التاريخ ويكرس نفسه الأكثر تتويجاً في…

صحة وتغذية

إدارة الأغذية الأميركية تحقق في وفيات محتملة بسبب لقاحات…
دراسة تؤكد أن انتظام مواعيد النوم يخفض ضغط الدم…
اكتشاف مسار جديد لعلاج سرطان الكبد العدواني
الذكاء الاصطناعي يتنبأ بهشاشة العظام في مراحلها المبكرة

الأخبار الأكثر قراءة

العاهل المغربي يدعو الرئيس الجزائري إلى حوار صادق وبناء
مجلس الأمن يؤيد مقترح المغرب للحكم الذاتي في الصحراء
الولايات المتحدة تلغي قمة بودابست بعد إصرار روسيا على…
غارات إسرائيلية توقع قتلى وجرحى في خان يونس ومدينة…
تصريحات الشرع في الرياض تثير غضب المصريين على مواقع…