نيويورك - المغرب اليوم
أكد وزراء خارجية السعودية ومصر والأردن في اجتماع وزاري رفيع المستوى للتحالف الدولي لتنفيذ "حل الدولتين" على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، رفضهم القاطع لجميع الممارسات الإسرائيلية التي تهدف إلى تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة. وشددوا على أن إقامة دولة فلسطينية مستقلة هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة، مؤكدين أن الأراضي الفلسطينية، بما فيها غزة والضفة الغربية والقدس الشريف، أراضٍ فلسطينية غير قابلة للتجزئة.
ترأس وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان، الاجتماع الذي عُقد بالشراكة مع الاتحاد الأوروبي والنرويج، حيث شدد خلال كلمته على موقف المملكة الرافض لمحاولات إسرائيل ضم الضفة الغربية أو توسيع الاستيطان فيها، وأكد على ضرورة دعم الخطة العربية الإسلامية للتعافي والإعمار في الأراضي الفلسطينية. وأشار إلى أن الاجتماع جاء بعد قمة السلام التي استضافتها السعودية وفرنسا والتي أسفرت عن اعترافات واسعة بدولة فلسطين، ما يعكس إرادة دولية قوية لترسيخ حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإنهاء معاناته.
من جانبه، اعتبر وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن ممارسات التهجير القسري التي تمارسها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي الإنساني، معتبراً أن العمليات العسكرية البرية التي بدأت في غزة تمثل تحدياً خطيراً للقيم الإنسانية ومصداقية النظام الدولي. وأكد عبد العاطي على ضرورة اتخاذ خطوات عملية تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مشدداً على استمرار جهود مصر، بالتنسيق مع قطر والولايات المتحدة، للتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة، بما يسمح بإدخال المساعدات الإنسانية دون قيود.
وفي نفس السياق، أكد وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، أن جميع الأطراف تؤمن بأن "حل الدولتين" هو السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل الذي يضمن حقوق الفلسطينيين وحرية شعبهم. لكنه أشار إلى تعنت الحكومة الإسرائيلية الحالية، مشدداً على أن التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، والتي رفض فيها إقامة دولة فلسطينية، تعكس رغبة واضحة في إحباط جهود السلام، مما يهدد استقرار المنطقة ويزيد من تعقيد الحلول المستقبلية. ودعا الصفدي إلى مواجهة هذا التعنت والعمل على حماية أمن وسلام المنطقة من خلال دعم الحلول العادلة.
واختتم وزير الخارجية السعودي كلمته بالتأكيد على أن السعودية ستواصل قيادة جهودها الدبلوماسية والإنسانية بلا كلل من أجل تحقيق إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مع السعي نحو سلام عادل ودائم يعمّق الأمن والازدهار لشعوب المنطقة كافة. كما أكد على أهمية التنسيق المستمر ووضع آليات تنفيذية واضحة للمتابعة والمساءلة ضمن جداول زمنية محددة لضمان تحقيق الأهداف المرجوة.