القدس المحتلة - ناصر الأسعد
ألقى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، اليوم الاثنين، خطاباً تاريخياً أمام الكنيست الإسرائيلي في القدس، أكد فيه أن إسرائيل "حققت كل ما يمكن تحقيقه من خلال الحرب"، واصفاً اللحظة الحالية بأنها "الوقت المناسب لتحقيق الجائزة الكبرى المتمثلة في السلام والازدهار في الشرق الأوسط بأسره"، في إشارة إلى انتهاء الحرب في قطاع غزة واستعداد الأطراف الإقليمية لبدء مرحلة جديدة من الاستقرار.
وقال ترمب في كلمته التي وُزعت مقتطفات منها مسبقاً على الصحفيين، إن "يد الصداقة والتعاون ممدودة دائماً لإيران، رغم ما سببه نظامها من موت في الشرق الأوسط"، مشدداً على أن "الفرصة الآن سانحة لمرحلة جديدة تقوم على المصالح المشتركة، وليست الخصومات القديمة".
وتابع ترمب قائلاً: "سكان غزة يجب أن ينصب تركيزهم بالكامل على استعادة الاستقرار، والأمن، والكرامة، والتنمية الاقتصادية"، مضيفاً أن الانتصارات العسكرية لا تكفي، بل يجب ترجمتها إلى مكاسب دائمة تتمثل في السلام الحقيقي.
وفي نفس الجلسة، عبّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن التزامه الكامل بـ"خطة ترمب للسلام"، قائلاً: "لا يوجد رئيس أميركي قدّم لإسرائيل أكثر مما قدمه دونالد ترمب". وأضاف: "أنت ملتزم بهذا السلام، وأنا أيضاً، ومعاً سننجح". وأشاد بنتنياهو بدور ترمب في الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، وذكّره بمواقفه السابقة المؤيدة لإسرائيل، كاعترافه بالجولان أرضاً إسرائيلية، وموقفه من الأمم المتحدة، وتأكيده في 2020 على أن الضفة الغربية أرض للشعب اليهودي.
وعند وصوله إلى الكنيست، قال ترمب للصحفيين إن ما يحدث هو "بداية جديدة كلياً"، مؤكداً أن حركة حماس "ستلتزم بوقف إطلاق النار". كما كتب في سجل الزوار: "هذا شرف عظيم لي. يوم عظيم وبداية جديدة".
ويُعد هذا الخطاب هو الرابع لرئيس أميركي أمام البرلمان الإسرائيلي، وقد سبقه اجتماع مغلق جمع ترمب بنتنياهو في مقر الكنيست بحضور المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ومستشار ترمب وصهره جاريد كوشنر، تركز على ترتيبات قمة شرم الشيخ المرتقبة.
وفي سياق متصل، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي لاحقاً أن نتنياهو لن يتمكن من حضور قمة شرم الشيخ للسلام، بسبب تزامن موعدها مع عيد ديني. وكان قد تم الاتفاق سابقاً خلال اتصال هاتفي بين الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والرئيس ترمب، أثناء وجود الأخير في إسرائيل، على مشاركة نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس في القمة.
من جهة أخرى، أعلنت الرئاسة المصرية أن قمة شرم الشيخ ستعقد برئاسة مشتركة بين السيسي وترمب، وبمشاركة عباس، وتهدف إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتحضير للمرحلة السياسية والإدارية التالية.
كما أكدت فرنسا، على لسان رئيسها إيمانويل ماكرون من شرم الشيخ، أن باريس "ستلعب دوراً خاصاً جداً في حكم غزة بعد الحرب"، إلى جانب السلطة الفلسطينية. وشدد ماكرون على ضرورة إجراء إصلاحات داخلية في السلطة، معتبراً مشاركة عباس في القمة "إشارة جيدة جداً".
وكان من المقرر أن يشارك نتنياهو في هذه القمة، غير أن غيابه لن يؤثر، بحسب مراقبين، على سير المحادثات التي ستركز على خطة أميركية جديدة لإدارة القطاع، تقضي بانسحاب تدريجي للجيش الإسرائيلي، وانتشار قوة متعددة الجنسيات، مع استبعاد حركة حماس من الحكم ونزع سلاحها.
وفي لفتة رمزية، قرر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إهداء قلادة النيل – أرفع وسام مصري – إلى الرئيس دونالد ترمب، تقديراً لإسهاماته في دعم جهود السلام، ودوره المحوري في وقف الحرب في غزة.
قد يهمك أيضــــــــــــــا
شرم الشيخ تستضيف قمة حاسمة للسلام ترامب والسيسي يقودان مبادرة دولية لإنهاء الحرب في غزة
اتصال هاتفي بين السيسي وترمب بمشاركة نتنياهو في قمة شرم الشيخ