الرئيسية » أخبار محلية وعربية وعالمية
سكان غزة مهددون بالمجاعة

غزة ـ المغرب اليوم

قُتل 43 فلسطينيًا، بينهم نساء وأطفال، وأُصيب أكثر من 100 آخرين، جراء قصف وإطلاق نار إسرائيلي استهدف مناطق توزيع المساعدات الإنسانية في جنوب قطاع غزة، في مجزرة جديدة تعكس تدهور الوضع الإنساني المتفاقم في القطاع المحاصر. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) بأن 32 من الضحايا كانوا ضمن حشود مدنيين تجمعوا منذ الفجر قرب مركزين لتوزيع الإغاثة في غرب خان يونس ورفح، على أمل الحصول على الغذاء والماء وسط حصار خانق وتجويع ممنهج.

وأكد المتحدث باسم الدفاع المدني الفلسطيني في غزة، محمود بصل، أن القتلى سقطوا خلال انتظارهم مساعدات إنسانية في "منطقة الطينة"، حيث فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيرانها تجاه الجموع. وأوضح أن بين الضحايا سيدة وعدد من الأطفال، مشيرًا إلى أن العشرات من الجرحى ما زالوا في حالة حرجة. شهود عيان أكدوا أن إطلاق النار تم بشكل مباشر على المدنيين قرب أحد مراكز التوزيع التابعة لمؤسسة "غزة الإنسانية"، وهي جهة مدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، ما أثار غضبًا واسعًا في الشارع الفلسطيني.

وبينما أعلنت إسرائيل أنها "تتحقق" من هذه التقارير، اتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية الجيش الإسرائيلي بارتكاب "جريمة قتل جماعي" جديدة بحق المدنيين. وجاء في بيان رسمي أن استهداف نقاط توزيع المساعدات يأتي ضمن "سلسلة متواصلة من الانتهاكات التي تشمل القصف والتجويع والتعطيش والحرمان من العلاج، في محاولة لفرض التهجير القسري على أكثر من مليوني إنسان في غزة".

وقال عبد العزيز عابد، أحد الناجين من المجزرة، إنه قصد الموقع مع أفراد عائلته قبيل شروق الشمس للحصول على المساعدات، لكنه فوجئ بإطلاق نار عشوائي تجاه الجموع. وأضاف: "كل يوم أذهب هناك ولا أعود إلا بالرصاص والخوف والتعب، بدلاً من لقمة العيش. ارحموا أهل غزة"، في تعبير مؤلم يعكس اليأس المتصاعد في صفوف السكان المنهكين.

الحدث جاء بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين حماس وإسرائيل في العاصمة القطرية الدوحة منذ 6 يوليو، بشأن مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار لمدة 60 يوماً. وتشير تقارير إلى أن الصفقة المطروحة تشمل إطلاق سراح عشرة رهائن إسرائيليين، وتسليم رفات 18 آخرين، مقابل إطلاق مئات الأسرى الفلسطينيين وزيادة ضخمة في حجم المساعدات الإنسانية. ويأمل البيت الأبيض أن تسفر هذه المفاوضات عن تسوية أوسع تستبعد حركة حماس من حكم غزة، في خطوة يرى مراقبون أنها تعكس محاولة أمريكية لرسم خارطة سياسية جديدة للقطاع.

وفي سياق متصل، أعربت الأمم المتحدة عن قلقها من تضييق الخناق على عمل وكالاتها في غزة. وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، إيري كانيكو، إن إسرائيل رفضت تجديد تأشيرة دخول رئيس المكتب جوناثان ويتال، كما خفّضت فترات تأشيرات دخول باقي موظفي الوكالة، وحجبت تصاريح دخول موظفين فلسطينيين إلى القدس الشرقية. وأشارت إلى أن القرار جاء مباشرة بعد تصريحات لويتال اتهم فيها إسرائيل بالتسبب في مقتل مدنيين يتضورون جوعًا أثناء محاولتهم الوصول إلى الطعام.

في غضون ذلك، دخل بطريرك القدس للاتين، بييرباتيستا بيتسابالا، إلى قطاع غزة يوم الجمعة لتقديم مساعدات إنسانية للمصابين في القصف الإسرائيلي على الكنيسة الكاثوليكية الوحيدة في غزة. وفي مقابلة مع صحيفة كورييري ديلا سيرا الإيطالية، قال بيتسابالا إن "الوجود الكاثوليكي سيبقى في غزة مهما حدث"، معبّرًا عن شكوكه في الرواية الإسرائيلية التي تقول إن قصف الكنيسة كان "خطأ غير مقصود". وأضاف: "الكل هنا مقتنع بأن الأمر لم يكن كذلك".

الانتقادات للجيش الإسرائيلي امتدت إلى الفاتيكان، حيث كتب أندريا تورنييلي، مدير التحرير في دائرة الاتصالات، أن وعود إسرائيل بالتحقيق في قصف الكنائس والمدارس والمساجد "لا تحمل أي مصداقية"، مؤكدًا أنه "بعد عام ونصف على مقتل امرأتين مسيحيتين برصاص قناص في الكنيسة، لم تظهر أي نتائج فعلية".

الحرب المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والتي بدأت بهجوم مفاجئ لحركة حماس أسفر عن مقتل 1219 شخصاً في جنوب إسرائيل، دخلت شهرها العاشر، وسط تصعيد غير مسبوق في الضربات الإسرائيلية. وتشير آخر حصيلة لوزارة الصحة التي تديرها حماس في غزة إلى أن عدد الضحايا الفلسطينيين بلغ حتى اليوم 58,667 قتيلاً، معظمهم من المدنيين، بينهم آلاف النساء والأطفال، إضافة إلى دمار واسع طال البنى التحتية والمرافق الطبية والتعليمية.

ومع تفاقم الكارثة الإنسانية وعجز المجتمع الدولي عن وقف النزيف، تتزايد الدعوات لفرض هدنة إنسانية شاملة، تتيح تدفق المساعدات وإخلاء الجرحى، في ظل مشاهد يومية من الفقر والمجاعة والموت، باتت تمثل الوجه القاسي للمعاناة الفلسطينية تحت الحصار والنار.

قد يهمك أيضـــــــــــا

أبو عبيدة يؤكد أن معركة الاستنزاف دخلت مرحلة جديدة والمقاومة تعد بمفاجآت ميدانية ضد الاحتلال

 

إسرائيل تمنع مسؤولًا أمميًا من البقاء بعد انتقاده لسقوط ضحايا في غزة

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

إيران تؤكد استعدادها للحرب رغم عدم رغبتها فيها وعراقجي…
عبدي يُناقش الخطوات العملية للاندماج في سوريا من أجل…
الاشتباكات تتواصل في السويداء وسط حديث عن انسحابات عشائرية
أخنوش يدعو لتسريع تفعيل قانون العقوبات البديلة بالمغرب
وقف هش لإطلاق النار في السويداء وسط اشتباكات متقطعة…

اخر الاخبار

قلق إسرائيلي بعد توقيع آلاف الدروز على وثيقة للقتال…
إسكتلندا تحث رئيس الوزراء البريطاني على التعاون لإنقاذ أطفال…
زيلينسكي يقترح إجتماعاً مع موسكو ويؤكد استعداده للقاء بوتين…
روسيا تؤكد عدم تحديد موعد الجولة الجديدة من المفاوضات…

فن وموسيقى

لطيفة تؤكد أن ألبوم "قلبي ارتاح" يعكس روحها وأعادت…
جيهان الشماشرجي سعيدة بتجسيد دور مركب ومعقد في فيلم…
نانسي عجرم تكشف لمحة أولى من ألبومها المنتظر "Nancy11"…
باسم ياخور يعتذر للسوريين ويؤكد أنه لم يكن جزءاً…

أخبار النجوم

آمال ماهر تطرح ألبومها الجديد "حاجة غير" بعد غياب…
حسام حبيب يصل إلى حفله بجدة على كرسي متحرك
منة شلبي تروي موقفًا طريفًا جمعها بأحمد زويل بسبب…
إلزام الفنانة منى زكي بسداد 3.63 مليون جنيه بسبب…

رياضة

المغربي يوسف العربي ينضم لنانت الفرنسي
أنس جابر تُعلن التوقف المؤقت عن التنس لأنها لم…
الجيش الملكي يعزز هجومه بمحسن بوريكة في صفقة صيفية…
الجماهير تختار كريستيانو رونالدو لاعب الموسم في الدوري السعودي

صحة وتغذية

ابتكار طبي يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشخيص أمراض القلب بشكل…
التمارين الرياضية تفتح باب الأمل للتخلص من الأرق وتحسين…
مناطق منسية تقلل فاعلية الواقي الشمسي رغم اهميته الكبيره…
تناول ثمرتين من الكيوي يومياً يعزز صحة الأمعاء ويكافح…

الأخبار الأكثر قراءة

"تقدم بلا اختراق" في مفاوضات غزة ومسؤولان يكشفان صعوبة…
طهران تؤكد أن المفاوضات النووية مع واشنطن لم تصل…
إسرائيل تشنّ أول هجوم بحري على الحوثيين في الحديدة…
الولايات المتحدة تُعلن اتساع الاحتجاجات ضد حملات الهجرة وترمب…
مقتل العشرات قرب مركز للمساعدات وإسرائيل تخلي شمال غزة…