الرئيسية » آخر الأخبار الطبية
الشيزوفرينيا

لندن - كاتيا حداد

"الفصام" أو ما يُعرف طبيًا بـ"الانفصام العقلي"، أو "الشيزوفرينيا"، هو اضطراب حاد في الدماغ يؤثّر على تصرفات الشخص المُصاب به وعلى طريقة رؤيته للعالم المحيط به وحتى طريقة التعبير عن مشاعره تجاه الآخرين؛ إذ يعتبر من أكثر الأمراض النفسية تعقيدًا من بين كل الأمراض النفسية المعروفة حتى الآن.

وكشفت دراسات حديثة أن دور الأسرة يؤثر على مَرضى الفصام؛ إذ أن المرضى الذين يَعيشون في أسرٍ فيها درجة عالية من التغير العاطفي والتفاعل المبالغ فيه والانتقاد والعدوانيّة هم الأكثر عرضةً للانتكاس، فهذه العوامل تزيد من احتمال الإصابة بهذا المرض وتُعيق تحسّنه، وأشارت دراسة أميركية إلى أنه في كل عام يتم اكتشاف مليوني حالة فصام في العالم، وقد ذكرت الدراسة أن نسبة الإصابة بهذا المرض تبلغ 1 بالمئة من البشر، كما يتراوح عمر الإصابة بين سنّ الـ15 والـ35، أي أن فترة العشرينات من العمر هي الفترة التي تشهد ذروة الإصابة بالمرض.
 
وتأتي خطورة الشيزوفرينيا من كونها أحد الأمراض النفسية التي تختلط فيها أعراض المرض النفسي بالسلوك الاجتماعي وبعض الأعراض الاجتماعية الأخرى مثل ازدواجية التفكير والسلوك، ويمكن أن تكون أعراض هذا الاضطراب مدمرة للغاية، حيث يكون لها تأثير شديد على قدرة الشخص على القيام بالمهام اليومية، مثل الذهاب إلى العمل، والحفاظ على علاقاته الأسرية والاجتماعية ورعاية نفسه أو الآخرين.
 
وأكد مختصون في علم النفس أن هذا الإضطراب يزداد لدى المراهقين، بداية من عمر 16 عامًأ فما فوق، وأكدوا أن شخصية المصاب بالانفصام تصبح خطرة على من حوله، وأشاروا إلى أن هذا المرض لا يعني بالضرورة أن الشخص المصاب به له في كل مرة شخصية كما هو شائع، فالصحيح أنه إنسان يعيش وحده بعيدا عن الحقيقة، وسط عالم من الهلوسات النظرية أو السمعية، حيث يسمع أصواتا غير موجودة، أو يعيش بعدة شخصيات متناقضة، كأن يتهيأ له أن أخاه سيقتله أو أمه ستقضي عليه.

ونبّه المختصون إلى أن زيادة مرض الانفصام ناجمة عن الظروف الحياتية الصعبة والضغوطات اليومية؛ إذ يظهر هذا المرض خاصة عند الشباب، بدءا من عمر 15 و16 عاما، وعند الفتيات من عمر 16 إلى 17 عامًا. كما أفادوا بأن لا الطبيب ولا أفراد أسرة المريض يعرفون أن هذا الداء سيؤدي بالمريض إلى الانتحار، عكس المكتئب الذي يُتَوَقّع أن ينتحر إذا لم تتم معالجته.

ويؤكد استشاري الطب النفسي -الدكتور أحمد إسماعيل بخاري- أن الفصام يعتبر من أشد وأخطر الأمراض العقلية أو الذهانية، مشيرا إلى أن هذا المرض يتصف بمجموعة من الاضطرابات التي تشمل التفكير واللغة والوجدان والإدراك والسلوك والإرادة، مما تنتج عنه توهمات أو معتقدات خاطئة، وهلوسات بصرية وسمعية، وتبلد أو تسطح وجداني، مع تصرفات غريبة أو شاذة، وفقدان للحماس والإرادة، وتؤدي هذه الاضطرابات في النهاية إلى تدهور شديد في العلاقات الاجتماعية والصلات الأسرية والمهارات المهنية.

وعن أسباب الإصابة بالمرض وأهم أعراضه يقول الدكتور أحمد إسماعيل “هناك العديد من الافتراضات التي تحوم حول أسباب ظهور الشيزوفرينيا التي يعتقد أنها مجموعة من الاضطرابات ذات الأعراض المشتركة، ولكن بصورة مبسطة يمكن القول إن هناك عوامل متداخلة تؤدي إلى الإصابة بالمرض… يشكل العامل الوراثي أهمها، إضافة إلى عوامل بيئية واجتماعية ونفسية، حيث تتفاعل جميع هذه العوامل مسببة الإصابة بالشيزوفرينيا، هذه العوامل الأخيرة قد تكون في شكل ضغوط، أكان ذلك في مجال العمل أم الدراسة أم الأسرة أم العلاقات الاجتماعية، أو في شكل صراعات نفسية.

أما الدكتور وليد سرحان، استشاري الطب النفسي، فيؤكد أن مرض الشيزوفرينيا نمط من أنماط اضطرابات الشخصية، فهو يُحدث للمريض انفصاما في العلاقات الاجتماعية وتقليصا في درجة التعبير العاطفي ورفضا للتعامل الحميم حتى داخل الأسرة، كما أن مثل هذا الشخص ليس لديه اهتمام بإنشاء علاقات شخصية أو عاطفية، ويفتقد إلى الأصدقاء كما يفتقد إلى من يسرّ له بهمومه كالأب والأم والأخ والأخت.
 
وتشمل الأعراض الإيجابية لمريض الشيزوفرينيا التوهمات أو الاعتقادات الخاطئة، ومنها توهمات في محتوى الأفكار تتمثل في قيام البعض بغرس أفكار غريبة عنه في عقله، أو إذاعة أفكاره ليستطيع الجميع قراءتها، أو سحب أفكاره بطريقة ما من دماغه مع تركه فارغًا، وكذلك التوهمات الاضطهادية وتوهمات العظمة والغيرة، كما تشمل هذه الأعراض أيضا الهذيان أو الهلوسات السمعية أو البصرية التي تدل على الإدراك بإحدى الحواس الخمس من دون أي مؤثر خارجي، كأن يرى أو يسمع أشياء لا وجود لها، وتشمل أيضا اضطراب التفكير الذي يتمثل في الأفكار التي تنتج عنها لغة مبهمة وغير مفهومة أو كلام غير مترابط، وظهور السلوك الشاذ والغريب.

أما الأعراض السلبية فتتمثل في التبلد أو التسطح الوجداني، وقلة أو عدم الكلام الذي قد يرقى إلى الصمت التام، وانعدام الإرادة والحماس، واللامبالاة، وانعدام النشاط والإحساس بالخمول الدائم، وانعدام الشعور باللذة، وفقدان الاهتمام الأسري والمهني والاجتماعي أو حتى فقدان الاهتمام بالمظهر الخارجي أو العناية بالنفس، في حين تتمثل الأعراض المعرفية في صعوبة التركيز والاستيعاب والتذكر، مع صعوبة التخطيط السليم وإيجاد الحلول للمشكلات، فالمريض لا يستطيع التركيز بدرجة كافية لمتابعة الاستماع أو المشاهدة، ولهذا لا يستطيع المريض متابعة دراسته أو القيام بعمل متواصل بصورة مستمرة، أو القيام بأعباء اجتماعية أو أسرية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

زرع خلايا بنكرياسية معدلة وراثياً يحقق اختراقا في علاج…
7 أطعمة ومشروبات غنية بفيتامين D يُنصح بتناولها بانتظام
استهداف المساعدات وتصاعد أعداد الضحايا في غزة وسط تحذيرات…
الهيل والقرفة كنز صحي لتحسين الهضم وضبط السكر وحماية…
العلماء يكتشفون نقاط مراقبة جديدة في الجهاز المناعي

اخر الاخبار

الانسحاب الأميركي من العراق مستمر وسط قلق أمني وتحذيرات…
الاحتلال يقصف فريق تأمين المساعدات في دير البلح ويستهدف…
إتهامات إيرانية لإسرائيل بالوقوف وراء اغتيال الرئيس الراحل إبراهيم…
الجيش الأميركي يعلن المشاركة في مناورات النجم الساطع بمصر

فن وموسيقى

الكشف عن حقيقة الوضع الصحي لأنغام وتطوراتها الأخيرة
إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…
تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…

أخبار النجوم

فيفي عبده تعلن وفاة الفنانة المعتزلة سهير مجدي
بسمة بوسيل ترد على الانتقادات برسالة غامضة ووالدتها تدافع…
مي عز الدين تحيي ذكرى خالد صالح برسالة مؤثرة
الفنان عاصي الحلاني يكشف رأيه في لجنة برنامج «The…

رياضة

كريستيانو رونالدو يدخل في حالة حزن بعد خسارة كأس…
رونالدو يتفوق تاريخيا على الأهلي قبل نصف نهائي السوبر…
نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…

صحة وتغذية

عقاقير السمنة تكشف عن دور مفاجئ في الوقاية من…
أمل جديد في علاج تلف الكبد الناتج عن الإفراط…
سيرينا ويليامز تكشف تجربتها مع أدوية إنقاص الوزن بعد…
دراسة فلسطينية تكشف آثارًا مدمرة للمعاناة النفسية لدى الأطفال…

الأخبار الأكثر قراءة

دراسة جديدة تكشف أن المشي لأكثر من 78 دقيقة…
علاج مبتكر يمكن أن يخفف ألم الركبة الناتج عن…
الإفراط في القهوة خلال الطقس الحار خطر خفي على…
تجربة هوغو فارياس تؤكد أن الرياضة المنتظمة تدعم صحة…
تعرفي على الكمية المناسبة من الشمس لتلبية احتياجك من…