الرئيسية » التحقيقات السياحية
قبائل السكان الأصليين حول العالم

نيودلهي - المغرب اليوم

يعيش أفراد قبيلة من السكان الأصليين في أرخبيل آندامان الهندي، منذ قرون، في عزلة طوعية تامة، على غرار نحو مائة قبيلة أخرى لا تتواصل مع أي حضارة أخرى في العالم.

وفي صيف عام 2014، وعلى بُعد آلاف الأميال من الهند، ظهرت على الحدود الفاصلة بين البرازيل والبيرو مجموعة من الرجال العراة على ضفة أحد الأنهر، وهم يحاولون التواصل بلغة غير مفهومة. لكن الإشارات التي كانوا يوجّهونها نحو فريق من الكشّافة والباحثين على الضفة المقابلة كانت واضحة جدًا، كانوا يضعون الأيدي على بطونهم، للدلالة على الجوع الذي اضطرهم للخروج من عزلتهم السحيقة، وطلب المساعدة من العالم الخارجي.

تلك اللحظة، التي سجلتها عدسة أحد الباحثين، كانت أول ظهور معروف لمجموعة السكان الأصليين من قبيلة "ساباناهوا" التي تعيش في عزلة عن العالم داخل غابة الأمازون، قبل أن تهاجمهم مجموعة من المسلحين القادمين من أراضي البيرو، واضطرتهم لمغادرة القرى التي كانوا يعيشون فيها.

وفي مطلع عام 2015، تعرضت إحدى القبائل المعروفة باسم "آوا - غواجا" التي كانت تعيش منعزلة في ولاية "ماراناو" شمال شرقي البرازيل، لهجوم مماثل، دفعها إلى مغادرة الأراضي التي كانت تسكنها منذ قرون.

ويقول فريق من الباحثين التابعين لمنظمة "اليونيسكو"، إنّ السنوات الأخيرة شهدت نزوح كثير من قبائل السكّان الأصليين، الذين دفعهم القطع الجائر لمساحات واسعة من غابة الأمازون إلى مغادرة قراهم، والتواصل مع بقيّة السكان في الولايات المجاورة، التي يعيش بقربها أكبر عدد من المجموعات الأصلية المنعزلة في العالم.

وتفيد المؤسسة الوطنية للهنود، التابعة للحكومة البرازيلية والمكلّفة حماية السكان الأصليين الذين يقدّر عددهم بنحو 800 ألف، بأنّها سجلت وجود 107 من هذه المجموعات، وأنّها تراقب عن بعد، ثلاثين منها. لكن بعض الخبراء يقولون إنّ هذه الأرقام ليست دقيقة، بسبب صعوبة تعقّب السكان الأصليين، وتحديد مناطق سكنهم وتوزعهم.

وتدعو الباحثة فيونا واتسون، الخبيرة في شؤون السكان الأصليين إلى تخصيص موارد أكثر لتوسيع دائرة البحث، وتحديد هويّات ومواصفات أدق للمجموعات القبلية، التي تقول إنّ وجودها ليس مقصورًا على البرازيل. ففي البيرو مثلًا نجد ما لا يقلّ عن عشرين من هذه المجموعات في القسم الاستوائي من غابة الأمازون، على أطراف إقليم تشاكو، كما توجد مجموعات أخرى أقل عددًا في بوليفيا والإكوادور وكولومبيا، وفي المناطق الغربية من جزيرة بابوا وغينيا الجديدة، لم يتمكن الباحثون بعد من تحديد مواطن عيشها بدقّة.

وتتحدث واتسون عن "خطورة الدخول إلى الأراضي التي تسكنها هذه المجموعات في بابوا، منذ أن اجتاحتها قوات من الجيش الإندونيسي وأعلنتها منطقة عسكرية"، وتضيف "نعرف منذ سنوات بوجود هذه المجموعات، ونتحدث إلى مواطنين تمكنوا من التواصل معها، لكننا عجزنا حتى الآن عن معرفة المزيد".

المنطقة الثالثة التي توجد فيها هذه القبائل المنعزلة هي الهند؛ حيث تعيش قبيلة "سنتينيلي" على جزيرة لم يتمكن أحد من الدخول إليها. وقد حاولت الحكومة الهندية منذ سنوات الاقتراب منها والتواصل مع بعض أفرادها؛ لكن باءت المحاولة بالفشل، مما يدلّ على أنّ هذه القبيلة مكتفية ذاتيًا، تعرف بوجود العالم الخارجي، وترفض بمحض إرادتها الاختلاط به. وتقول واتسون التي أمضت سنوات تراقب هذه القبيلة "يتبين من الصور الكثيرة التي تمكنا من التقاطها أنهم سعداء، وفي صحة جيدة كما يظهر من أسنانهم. ومن الواضح أنهم اتخذوا القرار الصائب عندما قرروا الحفاظ على عزلتهم؛ لأنهم ليسوا بحاجة إلى المجتمع الخارجي، ويكفيهم ما عندهم في الجزيرة".

وتجدر الإشارة إلى أن بعض هذه القبائل أُجبرت على التواصل مع العالم الخارجي في السابق، وكانت التجربة مريرة. فعندما وصل المستعمرون إلى مناطق البيرو الواقعة داخل غابة الأمازون، أواخر القرن التاسع عشر، أُجبر السكان الأصليون على العمل في ظروف من العبودية في مزارع الكاوتشوك، مما أدى إلى وفاة أعداد كبيرة منهم. وقد بقيت تلك التجربة محفورة في ذاكرتهم التاريخية، ومتصلة بصورة الغريب الشرير.

وفي البرازيل، تعاني هذه القبائل منذ سنوات من جشع تجار الخشب، والباحثين عن الذهب، وتجار المخدرات الذين ينشطون في المناطق الأمازونية، بعيدًا عن مراقبة الدولة الغائبة. فيما تخشى المنظمات التي تهتم بالحفاظ على هذه المجموعات الأصلية من تفاقم الوضع، مع مجيء الحكومة البرازيلية الجديدة، التي أعلن رئيسها أكثر من مرة معارضته لعزل المناطق التي تسكنها القبائل الأصلية، وتأييده لاستغلال أراضي هذه المناطق لأغراض تجارية.

وكان الرئيس البرازيلي المنتخب جايير بولسونارو قد أعلن مؤخرًا "أن الهنود لا يمكن أن يعيشوا في مناطق منعزلة مثل البهائم في حديقة للحيوانات؛ بل عليهم أن يندمجوا مع بقية المجتمع"، مما يذكّر بالسياسة التي اتبعتها الحكومة العسكرية من أواسط الستينات إلى أواسط الستينات من القرن الماضي، عندما تعرّضت بعض القبائل الأصلية في الأمازون إلى شبه إبادة قضت على كثير منها، إذ أصيب أفرادها بأمراض كثيرة لم تكن أجسامهم مهيّأة لمواجهتها.

وفي السنوات اللاحقة عمدت الحكومة البرازيلية إلى تغيير سياستها تجاه السكان الأصليين، فوضعت قوانين، واستحدثت مؤسسات لحمايتهم ومساعدتهم، نزولًا عند طلبهم. وحذت بلدان أخرى في أميركا اللاتينية حذو البرازيل، فسنّت قوانين لحماية المجموعات الأصلية، وتعاونت معها للحفاظ على البيئة التي تعيش فيها، وفي البيرو شكّلت الحكومة جهازًا أمنيًا خاصًا لحماية السكان الأصليين، ومراقبة حدود مناطق سكنهم، منعًا لتعرّضها للاعتداءات من جهات خارجية.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

وزارة السياحة ترد على دعوات المقاطعة وتؤكد إستمرار جاذبية…
إطلاق طيران مباشر بين الأردن والمغرب
وزارة الخارجية الأميركية تلزم بعض المسافرين بدفع كفالة مالية…
إيرادات السياحة في المغرب تسجل 54 مليار درهم بالنصف…
إضراب شامل في تونس يشلّ حركة النقل ويربك المسافرين

اخر الاخبار

المملكة المغربية تنجح في إختبار صاروخ موجه من طراز…
محكمة مغربية تصدر أول حكم يقضي بقانون العقوبات البديلة
الرئيس شي جينبينغ يُشيد بلقاءه مع ولي العهد مولاي…
محامون مغاربة وعرب يُطالبون برفض منح الرئيس الأميركي دونالد…

فن وموسيقى

إليسا ضحية عملية احتيال بملايين الدولارات ورجل أعمال يفر…
تدهور في الحالة الصحية للفنانة أنغام واستمرار معاناتها مع…
سعيدة شرف تؤكد أن حضورها في المهرجانات الغنائية داخل…
تامر حسني يؤكد إستمرار علاقته الفنية مع بسمة بوسيل…

أخبار النجوم

الفنان عاصي الحلاني يكشف رأيه في لجنة برنامج «The…
منى زكي تواصل الغياب عن دراما رمضان للعام الثالث…
سعد لمجرد يُعرب عن سعادته الدائمة بالغناء في مصر
مفاجأة هيفاء الكبرى ألبوم جديد بعشرين أغنية متنوعة

رياضة

كريستيانو رونالدو يدخل في حالة حزن بعد خسارة كأس…
رونالدو يتفوق تاريخيا على الأهلي قبل نصف نهائي السوبر…
نجم مغربي جديد ينضم إلى الدوري الإنجليزي الممتاز
فيفا يُحيي ذكرى 20 عامًا لميسي مع الأرجنتين قبل…

صحة وتغذية

سيرينا ويليامز تكشف تجربتها مع أدوية إنقاص الوزن بعد…
دراسة فلسطينية تكشف آثارًا مدمرة للمعاناة النفسية لدى الأطفال…
دراسات تكشف مخاطر السجائر الإلكترونية "النظيفة" على القلب وضغط…
عادة بسيطة تساهم في تقليل الكوليسترول وتعزيز صحة القلب

الأخبار الأكثر قراءة

متنزهات ايطاليا جوهرة مخفيه تجمع بين الطبيعه الخلابه والمذاق…
الصين تُوسّع نطاق الدخول من دون تأشيرة لأكثر من…
التأشيرة الخليجية الموحدة قريباً لتعزيز التنقل والسياحة
افتتاح خط جوي جديد بين برشلونة والصويرة يعزز جاذبية…
السفر الفاخر اليوم "موناكو" تجسيد للتجربة الراقية