الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
توليد الكهرباء من الرياح

لندن ـ المغرب اليوم

تتطلب إقامة التوربينات البحرية الضخمة لتوليد الطاقة من الرياح مهارات هندسية استثنائية، لكن الطاقة التي تنتجها تعد نظيفة ورخيصة أيضا. وتستثمر المملكة المتحدة البريطانية أموالا طائلة في توليد الكهرباء من الرياح، وقد غدت الآن رائدة في هذا المجال، بحسب تقرير نشرته الـ"بي بي سي". ويقول التقرير إنه لا يوجد شيء على مرمى البصر يبرز مدى ضخامة هذه الآلات الشامخة التي بدت السماء الزرقاء من خلفها ملبدة بالغيوم. ويروي صحافي الـ"بي بي سي" قائلا: "وعلى بعد أربعة أميال من شاطئ ليفربول، أخذ القارب الذي كنا على متنه يعلو ويهبط مع أمواج البحر العالية. كنا في زيارة للمرحلة الثانية من حقل (بيربو بانك) لتوليد الطاقة الكهربائية من الرياح، لنرى أطول توربينات في العالم، والتي تمثل أعجوبة هندسية في حد ذاتها".

ويضيف، أنه عندما تصل إحدى أذرع التوربين - المكون من ثلاث أذرع طويلة - إلى أعلى نقطة له، يبلغ الارتفاع الكلي لهذا البناء العملاق نحو 195 مترا، أي نحو ضعف ارتفاع ساعة بيغ بن البريطانية. ويفوق قطر الأذرع الثلاث للتوربين قطر عجلة "لندن آي" (أو عين لندن) الشهيرة. وعندما تقطع هذه الأذرع الهواء، تسمع لها حفيفا هادئا. ورغم أن أول مزرعة بحرية للرياح أقيمت في الدنمارك، فإن بريطانيا تحتل الآن مركز الريادة في هذا المجال؛ إذ تمتلك المملكة المتحدة أكبر مزرعة رياح بحرية في العالم، وتسمى "لندن أراي"، وهي عبارة عن مساحة شاسعة تحوي 175 توربينا عند مصب نهر التايمز.

وتوفر التوربينات البحرية في بريطانيا ما يصل إلى 5.2 غيغاواط من الكهرباء، وهو ما يعادل تقريبا الطاقة الكهربائية التي توفرها مزارع الرياح البحرية في سائر البلدان الأوروبية مجتمعة، وتفوق الطاقة الإنتاجية لهذه التوربينات ثلثي الطاقة الإنتاجية لقارة أوروبا. أما خارج أوروبا، فلا يتعدى إجمالي إنتاج العالم من الكهرباء المولدة من مزارع الرياح البحرية القليل من الغيغاوات. ويقول العاملون في مجال مزارع الرياح إن الاستفادة من طاقة الرياح الساحلية لتوفير الكهرباء بأسعار أقل بكثير من أي وقت مضى يجب أن تكون محل اهتمام كبير.

وفي ديسمبر/كانون الأول عام 2016، ذكر المنتدى الاقتصادي العالمي، أن كلفة إنتاج توربينات الرياح انخفضت بما يزيد على 30 في المائة في السنوات الثلاث الأخيرة، وانخفض متوسط سعر الكهرباء المولدة من حقول طاقة الرياح ليصل إلى 50 جنيها إسترلينيا لكل ميغاواط في الساعة على مستوى العالم، من دون دعم حكومي، وهو ما يعادل نصف كلفة استخدام الفحم تقريبا.
ورغم ما تتطلبه مزارع الرياح البحرية من تصميمات هندسية معقدة وبنى قوية، فإن الطاقة التي تنتجها لا تزال أقل ثمنا من الطاقة المولدة من المفاعلات النووية لكل ميغاواط في الساعة.
ولهذا؛ تستثمر ألمانيا والدنمارك وهولندا وغيرها من الدول في طاقة الرياح، وبدأت دول أخرى مثل الصين وكوريا الجنوبية تبدي اهتماما ملحوظا أيضا بطاقة الرياح. يجسد حقل "بربو بانك" مدى سرعة تطور الحقول البحرية لتوليد الكهرباء من الرياح. فبينما كانت مزرعة الرياح الأولى التي أقيمت منذ عشر سنوات فقط تضم 25 توربينا، يولد كل منها 3.6 ميغاواط من الكهرباء، بطاقة تكفي لتوفير الكهرباء لنحو 80 ألف منزل، فإن المرحلة الثانية من حقل "بربو بانك" تضم 32 توربينا، يولد كل منها ثمانية ميغاواط من الكهرباء، بطاقة إنتاجية تفوق بثلاثة أضعاف تقريبا طاقة مزرعة الرياح القديمة.

ويقول بينغ سايكز، نائب الرئيس ورئيس قسم إدارة الأصول في مؤسسة "دونغ" الدنماركية للطاقة، التي تولت بناء المرحلة الثانية من حقل "بربو بانك": "شهدت مزارع الرياح تطورا كبيرا. وأرى أن هذا يعكس مدى التطور التكنولوجي على مدار الأعوام العشرة الماضية". ويضيف أن الدورة الواحدة لهذه الأذرع العملاقة للتوربينات كفيلة بتوفير الطاقة لمنزل عادي في بريطانيا لمدة 29 ساعة. وقد يصل عدد دورات تلك الأذرع إلى نحو 30 دورة في الدقيقة، عند أعلى سرعة لها.

لكن هناك حدودا لقوة الرياح التي تستطيع الأجزاء الدوارة من التوربينات أن تحولها لكهرباء، فإذا دارت بسرعة تتجاوز الحدّ الأقصى، قد تلحق تلك الحركة أضرارا بالتوربين. لهذا؛ فإن تلك الأذرع مصممة لتثبت في مكانها في وضع الإقفال إذا اشتدت العواصف.

تحتاج هذه التوربينات إلى عمليات صيانة دورية بعد البناء. لكن نظرا لبعدها عن الشاطئ، فإن هذه الصيانة ليست بالأمر اليسير.  وفي ليفربول، تتابع صيانة هذه التوربينات، التي تقع في عرض البحر بحقل "بربو بانك"، فرق من الفنيين الذين يعملون بنظام الدوريات.

ويروي جاستن موناغان، المشرف على فرق الصيانة أنه: "لا تختلف عمليات صيانة هذه التروبينات عن صيانة السيارات، فعندما تتعطل، تذهب بنفسك لتتحرى سبب العطل". وإذا كانت المشكلة ناتجة من عطل الترس الكهربائي، أو الأنظمة الهيدروليكية، أو الأجزاء المتحركة، يقوم موناغان وفريقه بإصلاح هذه الأجزاء أو استبدالها. ويوجد بداخل كل توربين بعض الطعام والشراب المعلب؛ تحسبا للتغيرات الجوية التي قد تجبر العامل الفني على البقاء بداخلها.
 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السدود المغربية تسجل تراجعا جديدا في مخزون المياه
إتفاق الصيد البحري بين المغرب وروسيا يعزز التعاون الاقتصادي…
انتظار أمطار أكتوبر في المغرب يضع الموسم الفلاحي بين…
السيسي يؤكد أن المياه قضية وجودية تمس حياة 100…
معرض الفرس في دورته السادسة عشرة يكرس مكانة الخيول…

اخر الاخبار

بري يدافع عن حزب الله ويؤكد عدم صحة اتهامات…
الملك محمد السادس يهنئ محمود عباس بالعيد الوطني لبلاده…
وزير الخارجية السوري يؤكد أن حكومته تسعى لتفادي التصعيد…
حزب التقدم والاشتراكية يعارض مشروع قانون المالية 2026 ويبرز…

فن وموسيقى

نانسي عجرم تكشف أسرار نجاحها والصعوبات التي واجهتها في…
يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…

أخبار النجوم

حلا شيحة تدافع عن صديقتها دينا الشربيني وتوجه رسالة…
بسمة بوسيل تكشف حقيقة ندمها على الزواج من تامر…
فجر السعيد توضح تفاصيل وضعها الصحي وتوجه رسالة مؤثرة…
وائل جسار يحسم الجدل حول انفصاله عن زوجته ويؤكد…

رياضة

ميسي وسالم الدوسرى يتفوقان على نجوم العالم فى الأداء…
مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا
رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…

صحة وتغذية

طريقة بسيطة تساعد في التغلب على الحزن والاكتئاب
دراسة تكشف أن الشاي الأخضر والجوز يساهمان في إبطاء…
الصحة العالمية تحذر من وفاة أكثر من مليون شخص…
دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى

الأخبار الأكثر قراءة

معرض الفرس في دورته السادسة عشرة يكرس مكانة الخيول…
طاقة هائلة من أعماق البحار تفوق التوقعات 100 مرة