الرئيسية » تحقيقات وأخبار بيئية
سد الآلفية الإثيوبي

الخرطوم - عبد القيوم عاشميق

حذر باحث سوداني متخصص في شؤون مياه حوض النيل من تدمير مدن سودانية بالكامل وتدمير السد العالي في مصر إذا ما تعرض سد الآلفية الإثيوبي المقام على النيل الأزرق لضربة عسكرية أو إنهيار مفاجىء او لزلزال مدمر. وأبلغ  الخبير السوداني في مجال  مياه حوض النيل محمد   المنتصر "المغرب اليوم" أنه في حالة تعرض السدّ المذكور لضربة عسكرية أو انهيار مفاجئ فإن ذلك يعني تدميرا شاملا للمدن السودانية والسدّ العالي في إسوان في صعيد مصر بل أن إمتداد حزام الزلازل لحوض النيل لثقل وزن المياه على طبقات التربة الضعيفة والصخورالهشة المتشققة سيزيد من هذا الإحتمال علاوة على مهددات الأمن المائي لكل من السودان ومصر.   
وأضاف أن أثيوبيا شرعت في تنفيذ عدد من المشروعات المائية أهمها سد تيكيزي الذي تم إفتتاحه عام 2009م،ثم  نفق تانا بلس الواقع على حوض النيل الأزرق الذي تم افتتاحه عام 2010م. ثم  سدّ الألفية ،الواقع على النيل الأزرق قرب الحدود السودانية الذي بدأ التنفيذ فيه ، في شهر نيسان /إبريل عام  2011م.  
وتطرق الخبير محمد المنتصر إلى توصيات هيئة الإستصلاح الأميركية بشأن حوض النيل الأزرق خلال الفترة من 1953 – 1963م التى  تحدثت عن رغبة إثيوبيا إقامة  26 مشروعاً مائياً متعدد الأغراض منها، سدّ شارا على حوض النيل الأزرق، الذي بدأ في إنشائه عام 1984م واكتمل في أيار /مايو 1996م ،أما سدّ الألفية  "النهضة" الذي عرف سابقا من قبل هيئة الإستصلاح الأمريكية باسم سدّ "بوردر" كما عُرف بسدّ هيداسي ، ومشروع إكس ،  وتغير الأسم لسدّ الألفية الكبير ، ثم أصبح سدّ النهضة الأثيوبي الكبير  وهو أحد السدود الأربعة الرئيسية التي جاءت بالدراسة الأميركية عام 1964م .
ويقع المشروع في نهاية النيل الأزرق داخل الحدود الأثيوبية  على بعد حوالي 20ر40 كيلومتر من الحدود السودانية  وعلى إرتفاع 600 متر فوق سطح البحر في منطقة متوسطة الأمطار يتراوح الهطولفيها  800 ملمتر سنوياً.
وردا على سؤال بشان الجدل الكثيف حاليا حول السد، أجاب محمد المنتصر بالقول،  "إثيوبيا  كانت قد أعلنت في 2/4/2011م إنشاء السدّ لتوليد الطاقة الكهرومائية البالغة 5250 ميغاوات  بتكلفة كلية 4,8 مليار دولار أما ما جعل من هذا السدّ أزمة إعلامية ومهددا إستراتيجيا فالحقائق العلمية تتعارض مع كمية المياه المقرر حجزها "بحسب تصريحات المسؤولين الأثيوبيين ما بين 62 و67 مليار مترمكعب سنويا"  لكن الدراسات العلمية تراوحت ما بين "11,1 و 24,3" مليار متر مكعب سنوياً."
 كما أن الدراسات  توضح إرتفاع السدّ 84,5متر بسعة تخزينية 11,1 مليار متر مكعب عند مستوى 575مترا للبحيرة ويزداد ارتفاع السدّ ليصبح 90مترا بسعة 13,3 مليار متر مكعب عند مستوى  580مترا للبحيرة وآخر السيناريوهات تصل سعته التخزينية إلى 24,3 مليار متر مكعب عند مستوى 600متر للبحيرة.
وأضاف أما تصريح وزير الري الإثيوبي بأن إرتفاع السدّ 145متر بسعة تخزينية 62 إلى 67 مليار متر مكعب سنوياً هو تكرار لما صرح به رئيس الوزراء الأثيوبي الراحل مليس زناوي وهو ما يشكل علامة إستفهام لدى المحليين الإستراتيجيين ومهدداً للأمن المائي السوداني المصري .
وأوضح أنه بالرجوع لخرائط الإرتفاعات ثلاثية الأبعاد DEM يمكن الإستنتاج أنه يصل طول البحيرة 100كيلومتر بمتوسط عرض 10 كيلومتر وأن تصميم السدّ على يحتوي على وحدات توربينية قدرة كل منهما 350 ميغاوات وهي عبارة عن 10 توربينات بالجانب الأيسر وخمس توربينات بالجانب الأيمن يفصل بينهما قناة التصريف الرئيسية لإنتاج إجمالي 5250 ميغاوات وهو ما يجعل سدّ النهضة الأول إفريقياً والعاشر عالمياً ،ومن المقرر بدء تشغيل التوليد الكهرومائي فيه في سبتمبر 2014م  .
وعن دافع اثيوبيا وتمسكها بالمشروع يجيب محمد المنتصر بالقول الدوافع عدة، فهو مشروع مهم  لإنتاج طاقة كهرومائية رخيصة ونظيفة تصل إلي 5250 ميغاوات وتعادل ثلاثة أضعاف الإنتاج الإجمالي الحالي في إثيوبيا وتوفير المياه للزراعة المروية وتحقيق الأمن الغذائي الأثيوبي وتخزين 430 مليار متر مكعب من الطمي عالي الخصوبة في الأراضي الأثيوبية، مما يعود بالنفع عليها.
لكن هناك مهددات  للأمن المائي السوداني والمصري  ففي حالة تعرض السدّ لضربة عسكرية أو إنهيار مفاجئ يعني تدمير شامل للمدن السودانية والسدّ العالي ثم عند إمتداد حزام الزلازل لحوض النيل وزيادة حدوثه لثقل وزن المياه على طبقات تربة ضعيفة وصخور هشة متشققة تزيد الخطورة .
وقال إنه في ضوء زيادة التوترات السياسية والإرهاب المائي والتخوف من حرب شاملة يمكن التهديد باستخدامه من قبل قوى دولية وإقليمية ضد السودان ومصر،علاوة على إغراق المناطق التعدينية في منطقة البحيرة المتوفر فيها الذهب والبلاتين والنحاس والحديد بكثرة ، كما تؤدي الحرب إن حدثت إغراق نصف مليون فدان من أراضي الغابات وأجود الأراضي الزراعية الأثيوبية والسودانية.
من ناحيته وصف سفير السودان في القاهرة السفير كمال حسن قرار إثيوبيا  بتحويل مجري النيل الازرق لبناء سد النهضة ب"الصادم" ، مشيرا إلى أن السودان ومصر قد يلجان إلى الجامعة العربية  للتدخل  في هذا الأمر.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

السدود المغربية تفقد ملايين الامتار المكعبة بسبب الحرارة والطلب…
العاصفة الاستوائية فرناند تتكون قرب سواحل برمودا
مئات القتلى في باكستان جراء فيضانات مفاجئة واستمرار هطول…
الوجهات المهددة بالاختفاء سباق البشر لرؤيتها بين الأثر الإيجابي…
السعودية تطلق مشروع رقمنة الأشجار لتعزيز الغطاء النباتي

اخر الاخبار

عائلات الأسرى في غزة تعبر عن قلقها بعد ضربات…
مصر تتوجه إلى مجلس الأمن بسبب تطورات ملف حوض…
هجمات روسية جديدة تطال مناطق متعددة في أوكرانيا
مسيّرات الدعم السريع تستأنف قصف الخرطوم بعد هدوء مؤقت

فن وموسيقى

رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…
الممثلة الفرنسية أديل إينيل تُبحر ضمن "أسطول الصمود العالمي"…
داليا البحيري تكشف معاناتها في صيف الساحل بين المرض…
منى واصف تتوج بلقب سفيرة السلام في العالم تقديراً…

أخبار النجوم

سيلينا غوميز تحتفل بمرور عشر سنوات على ألبوم Revival
محمد منير يشعل الحنين بصوته في أغنية فيلم ضي…
أنغام تكشف موعد حفلها المقبل في العاصمة البريطانية لندن
ياسر جلال يكشف عن إنتهائه من تصوير مسلسله الجديد…

رياضة

رونالدو يبعث رسالة ود لجماهيره بصورة مع صبي الملاعب…
مفاجأة في الميركاتو ناد سعودي يضع محمد الشناوي ضمن…
إنفانتينو يصف تأهل المنتخب المغربي إلى نهائيات كأس العالم…
ميسي يكشف أسباب تفكيره في إعتزال اللعب الدولي قبل…

صحة وتغذية

سبع إشارات يومية قد تكون مؤشرا مبكرا لنوبة قلبية
دواء تجريبي جديد يحقق إستجابات واعدة ضد سرطان الرئة…
دراسة امريكية مكملات الكالسيوم وفيتامين D لا تقلل من…
الكبد الدهني التهديد الصامت الذي قد يقود إلى تليف…

الأخبار الأكثر قراءة

هزة أرضية جديدة بقوة 6 درجات تضرب جزر الكوريل…
موجات تسونامي تضرب هاواي وسواحل اليابان بعد زلزال عنيف…
واحات المغرب تشهد موسما واعدا للتمور بفضل الظروف المناخية…
حرائق الغابات في تركيا تواصل انتشارها والنيران تقترب من…
فلاحو المغرب يواجهون حرارة "الصمايم" بحفر الآبار والسقي بالتنقيط