الرئيسية » ناس في الأخبار
إدريس ناجح

برلين - المغرب اليوم

أكمل إدريس ناجح عقده السادس من العمر، ممضيا نصفه في المغرب والبقية فوق أراضي ألمانيا، ما يجعل قلبه مستمرا في النبض للوطن الأم بينما عقله يسير وفق إيقاع "بلاد المَاكينَات".

على دروب الفيزياء وكهرباء الآلات والسلامة الطرقية سار ناجح من شمال إفريقيا إلى وسط أوروبا، مستجمعا تجربة قيمية وأخرى واقعية تدفعه إلى إعلان التنمية قابلة للنقل إلى المغرب عبر أبنائه في المهجر.

في محيط محافظ

ولد إدريس ناجح في قرية "أهل الشعبة" بجماعة مسكورة، ضواحي بلدية البروج في إقليم سطات، في آخر سنة من عقد خمسينيات القرن العشرين، في بيئة مشتهرة بنشاطها الفلاحي، خاصة تربية خراف "الصردي" وغرس نبتة النعناع.

ترعرع إدريس، كغالبية أفراد جيله، وسط أسرة محافظة جعلته يستهل التعلّم من فضاء "المسيد"، ومن أجل استيفاء الأطوار اللاحقة من الدراسية اضطر إلى الاستقرار مع أفراد من عائلته وسط مدينة البروج.

ويقول ناجح إن الإمكانيات المتاحة خلال تلك الفترة من حياته لم تكن رفيعة مثلما هو الحال خلال العقود الأخيرة، لكن ذلك لم يكن مبررا من أجل التخلي عن الدراسة أو حتى التحجج لبذل جهود متدنية في التحصيل.

الخيار الألماني

تحصّل إدريس ناجح على شهادة الباكالوريا في شعبة العلوم الرياضية، ثم توجه صوب التعليم العالي من أجل الظفر بمستوى تكويني جامعي في العلوم، مختارا التخصص ضمن الفيزياء المادّية على وجه التحديد.

عاشق العلوم ربط أحلامه بالاستمرار في ميدان البحث بمؤسسة خارج التراب الوطني، متجنبا قصد فرنسا ومحاولا قصد الولايات المتحدة الأمريكية، لكن الأقدار شاءت أن يحقق مبتغاه في جمهورية ألمانيا الفيدرالية.

"نصحني أحد أساتذتي في الجامعة بالاستفادة من الإمكانيات المتاحة بألمانيا، وحفزني على تعلم لسان هذا البلد الأوروبي المشجّع للعلوم، فكان ذلك بمثابة منعطف حوّل مسار حياتي ناحية الأفضل"، يكشف ناجح.

الانضباط والهندسة

عند وصوله إلى الديار الألمانية، قبل ثلاثة عقود من الحين، وجد إدريس ناجح ذاته في حاجة إلى انضباط جديد؛ فاعتياده على "المواسم الجامعية" تطلب منه وقتا للتكيف مع "التدريس بالوحدات".

يستحضر المولود في "أهل الشعبة" ما عرفته المرحلة قائلا: "جئت بعقلية بدوية اندمجت ببطء مع عقلية المجتمع، وزاد من حدّة ذلك جهل الألمان بحقيقة بلدي الذي كان أفضل تعليميا في الثمانينيات".

التكوين الأكاديمي لإدريس ناجح ارتبط بجامعة "فوبرتال" التي تخرج مهندسا في كهرباء الآليات، وعمل خلال هذه الفترة، أيضا، على خوض تجارب استثمارية جعلته طالبا ورجل أعمال، مركزا على المطاعم والفندقة.

التطوير والخبرة

قرر إدريس ناجح إفراد جهوده العملية للمجال الهندسي الذي نقله من المغرب إلى ألمانيا، بادئا التجربة ضمن البحث العلمي في صناعة السيارات، ومتعاطيا مع مشاكل تصادف أداء كبريات المؤسسات العاملة في القطاع.

ويقدّر المنتمي إلى صف الجالية الخبرة العملية الوازنة التي اكتسبها خلال سنوات من البحث التطويري، خاصة أنها ارتبطت بتقوية أجزاء سيارات تلوح عيوبها بعد الاستعمال في أجواء قاسية أو بين تضاريس وعرة.

ارتأى ناجح، عند اختمار الوعي بمتطلبات المجال ذاته، تغيير أدائه نحو السلامة الطرقية، منخرطا في تكوين مدّته 18 شهرا، ليغدو خبيرا دوليا في هذا التخصص، مستثمرا في مركز للفحص التقني وعاملا مع المشرّع الألماني على تطوير القوانين ذات الصلة.

السلامة أوّلا

يتوفر إدريس ناجح على مكتب دراسات متخصص في السلامة الطرقية، وعند محاكم ألمانية متعددة يعدّ خبيرا قضائيا في ملفات التعويض عن الخسائر؛ يساهم في تقدير القيمة المالية التي يستحقها الطرف المتضرر.

ويقدم ناجح من خلال مكتبه في محافظة "دوسلدورف"، إضافة إلى الدراسات التقنية للمشاريع، توجيهات للراغبين في اقتناء سيارات حتى تكون ملبية لغالبية احتياجاتهم، كما يعطي المشورة تحت الطلب للمؤسسات الحكومية.

"أتوفر على شركة خبرة في مدينة الدار البيضاء، بعد أن خضت تحديات كبرى لإخراجها إلى حيز الوجود في وطني الأمّ، لكن الاشتغال قائم على وجود حزمة من العراقيل التي تغيب عن ألمانيا"، يضيف خبير السلامة الطرقية.

في خدمة المغرب

إدريس ناجح يحرص على ربط الكفاءات المغربية المقيمة في الخارج بخدمة بلدها الأصلي، سواء طال الزمن أو قصر، مؤكدا أن اختمار التجارب عبر العالم يبعث ضرورة إعطائها التسهيلات اللازمة للقيام بدورها التنموي الوازن.

ويفسر المستقر في ألمانيا فكرته حين يزيد: "يمكن أن نساهم في مغربة تجارب للحد من حوادث السير القاتلة، وبمقدورنا الحيلولة دون إغلاق المصانع وضياع فرص العمل نتيجة المد الكبير لاستعمال السيارات الكهربائية".

ناجح يقرن النجاعة في خدمة مصالح المملكة بوجوب عدم إضاعة الوقت في تردد الماسكين بزمام اتخاذ القرار، ويشدد على أن الإسراع في الحسم يتيح تحديد المطلوب صناعيا، بينما مواصلة الاعتماد على الأجانب لا تفضي إلى نقل المعرفة.

ترحيب بالشباب

يهنّئ إدريس ناجح الجيل الحالي من المغاربة بما هو متاح من إمكانيات للوصول إلى الأهداف التي يحددونها، مذكّرا بأن أبناء جيله لم يكونوا أمام أي ممّا هو متوفر الحين؛ خاصة ما تعطيه شبكة الأنترنيت من معطيات دقيقة.

وبعد تذكيره بالتنمية التي حققتها الدول المستفيدة من التجربة الألمانية واليابانية، عبر إيمانها الصادق بالاستثمار في البشر، يوصي ناجح شابات وشباب المغرب الراغبين في الهجرة بالإقبال على التنوع الألماني، رغم أن هذا البلد ليس مثاليا تماما.

"من قرر الهجرة متوفرا على الإرادة الشديدة فهو مرحّب به ضمن التجربة الألمانية، فهذه البلاد قوية بتعليمها وأنساقها التشريعية، وتشجّع عموم الخيارات التكوينية مثلما ترعى الانخراط المهني"، يختم إدريس ناجح.

 

قد يهمك ايضا
المغرب يبرم صفقات عسكرية أميركية بقيمة 10 مليارات دولار خلال 2019
إطلاق النسخة الثالثة من مسَرِّعة "مسك 500" لتمكين المشاريع الواعدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

الملك محمد السادس يُهنئ ملوك ورؤساء وأمراء الدول الإسلامية…
عبد اللطيف الجواهري ضمن أفضل محافظي البنوك المركزية في…
حموشي يزور أسرة الشرطي شهيد الواجب الذي توفي بمدينة…
جورجينا رودريغيز تستعرض خاتمها الماسي الفريد والجمهور يتفاعل
تركي آل الشيخ يعلق على حملة مقاطعة سلسة مطاعم…

اخر الاخبار

39 شهيدا منذ الفجر وتجدد القصف الجوي والمدفعي على…
حماس ترد على ترامب بخصوص الأسرى الإسرائيليين
روبيو يتوجه إلى قطر بعد تل أبيب لبحث تداعيات…
مصر تسقط الجنسية عن 3 من عناصر الإخوان بسبب…

فن وموسيقى

تامر حسني يخفي إصابته بكسر في قدمه ويواصل نشاطه…
شيرين عبد الوهاب تعود بقوة بألبوم ضخم ستطرحه خلال…
نيللي كريم سعيدة بترشيح فيلمها "هابي بيرث داي" لتمثيل…
رنا رئيس تخضع لجراحة عاجلة بعد تعرضها لإجهاض ونزيف…

أخبار النجوم

زوجة مينا مسعود تظهر على كرسي متحرك وتساؤلات حول…
نضال الأحمدية تكشف أسراراً صادمة عن فيروز وتوضح حقيقة…
ريهام سعيد تعاني أزمة نفسية جراء التنمر
لجين عمران تشارك أول صورة لابنها مع جمهورها

رياضة

سفيان البقالي فضية طوكيو انتصار للتضحية والروح الرياضية
كريستيانو رونالدو يقود النصر في مغامرة قارية جديدة بدوري…
لقجع يؤكد جاهزية المغرب لتنظيم أفضل نسخة من كأس…
فهد المولد بين الغيبوبة والجدل حول الحادث اللغز عام…

صحة وتغذية

منظمة الصحة العالمية تدرس دعم أدوية إنقاص الوزن لعلاج…
ابتكار غراء عظمي يثبت الكسور في ثلاث دقائق ويذوب…
اليونيسف تؤكد أن السمنة أصبحت الشكل الأكثر شيوعا لسوء…
تحذيرات صحية في مصر من حقنة هتلر ومخاطر الخلطة…

الأخبار الأكثر قراءة

ولي العهد الأردني يوجه لابنته إيمان دعاء ورسالة محبة…
ترقية ولي العهد الأمير مولاي الحسن إلى رتبة كولونيل…
كامالا هاريس تعلن عدم ترشحها لمنصب حاكمة كاليفورنيا في…
رئيس الفيفا يحل في الرباط لتفقد استعدادات المغرب لكأس…
تقرير جديد يكشف مخاوف الأمير هاري بشأن مستقبله في…