الرئيسية » حوارات وتقارير
صورة تعبيرية

الرباط - كمال العلمي

تستمر أسعار المحروقات في المغرب في الارتفاع دون أن ينعكس أثر السوق العالمية عليها، وهو ما فسرته وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، بكون أسعار المحروقات تحدد بالقياس على مثيلاتها في السوق الدولية، أي على أسعار المواد المكررة، وليس على سعر برميل النفط. وبالتالي، فكل تغيير في سعر النفط الخام لا يمكن عكسه مباشرة على أسعار المواد النفطية الأخرى.خبراء الاقتصاد، وبالإضافة إلى المسوغات التي قدمت الوزيرة، يرون في العودة إلى تجربة التكرير، بالإضافة إلى تنظيم أسعار السوق وضمان التنافسية، حلا لمشكل ارتفاع أسعار المحروقات في المغرب.

محمد جدري، باحث اقتصادي، قال في تصريح، إن أسعار المحروقات في المغرب مرتبطة بأسعار المواد البترولية المكررة منذ 2021، ذلك أن تكلفة التكرير تصل أحيانا إلى درهمين للتر الواحد من الغازوال، إلا أن هذا لا يمنع من أن هناك عوامل أخرى تحول دون انخفاض أسعار المحروقات على المستوى المحلي، من بينها الضغط الضريبي، الذي يتراوح ما بين 35% و45% من السعر النهائي للغازوال والبنزين، بالإضافة إلى ضعف القدرات التخزينية المحلية، إذ لا تتجاوز 29 يوما في حين إن القانون ينص على 60 يوما كحد أدنى، ناهيك عن إبطال المنافسة بين الفاعلين الكبار في القطاع، حيث إن هذا الأخير يعرف تركيزا كبيرا، خصوصا من طرف أربع شركات كبرى، مشيرا أن الاستثمار في هذا القطاع مربح جدا، إذ تصل المردودية أحيانا إلى أكثر من 60%.

وأفاد جدري بأن رأي مجلس المنافسة حول الارتفاع الكبير لأسعار المحروقات خلال سنة 2022 أتى بحلول من شأنها معالجة مشكل الأسعار، من بينها إعادة النظر في تقنين الأسواق، وإخراج النصوص التنظيمية لقانون 2015 الخاص بمنظومة المحروقات، وتخفيف شروط الولوج إلى أسواق الغازوال والبنزين، مع إقرار ضريبة استثنائية على الأرباح المفروضة على الأرباح المفرطة لشركات استيراد وتخزين وتوزيع الغازوال والبنزين، ثم دراسة سبل عودة مصفاة المحمدية للاشتغال، وكذا تمكين المستثمرين من توزيع الغازوال والبنزين وفق محطات مستقلة على عكس المعمول به اليوم الذي يفرض على محطة التوزيع أن تكون تابعة لشركة نفط معينة.

من جانبه، أكد الحسين اليماني، الكاتب العام للنقابة الوطنية لصناعات البترول والغاز الطبيعي، أنه بالرغم من تراجع سعر برميل النفط الخام على المستوى الدولي، إلا أن ذلك لا يصاحبه تراجع المواد الصافية التي يتم استخراجها من البترول الخام، وهي ظاهرة برزت في بداية سنة 2022، قبل اندلاع الحرب الأوكرانية الروسية، حيث ابتعدت أسعار المواد الصافية كثيرا عن أسعار النفط الخام.

وأوضح اليماني أن الفرق بين اللتر الخام ولتر الغازوال، الذي يتم استهلاكه بالدرجة الأولى، كان لا يتعدى 50 سنتيما، لكن في يوليوز 2022 وصل إلى 4 دراهم، وهو ما يسمى بارتفاع هوامش التكرير الناجم عن ضعف المصفاة والقدرات التكريرية في العالم، مما أدى إلى نقص في المواد الصافية رغم وجود النفط الخام.

وقال المتحدث إن “المغرب فوت فرصة لتكرير البترول كانت ستربحه هذا الفرق، وبالتالي تخفيف الأسعار، وكنا سنسلك اتجاها يؤدي إلى انخفاض سعر النفط المصفى كلما انخفض سعر النفط الخام”.

وبالإضافة إلى غياب فرص التكرير، أفاد المسؤول النقابي ذاته بأن تحديد الأسعار كان يتم في السابق عن طريق السلطة العمومية التي كانت تتابع السوق الدولية بشكل دقيق، بينما “اليوم يعد تحديد الأسعار من صلاحية الفاعلين والموزعين، الذين انتقلت أرباحهم من 60 سنتيما للتر قبل التحرير إلى ما يقارب درهمين، وبالتالي لم يعد يبدو للمواطنين أثر التراجع على مستوى السوق الدولية، ناهيك عن أن بعض الماركات، وبالخصوص الرأسمال الأجنبي، تطبق أسعارا جد مرتفعة”.ودعا اليماني إلى العودة إلى التكرير للحماية من المضاربات وهوامش التكرير، ثم العودة إلى تنظيم السوق وأسعار المحروقات، مشددا على أن “التنافس الحقيقي مازال غائبا، والتفاهم حول الأسعار قائم”.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا :

وزيرة الاقتصاد المغربي تكشف أسباب استمرار إرتفاع أسعار المحروقات رغم تراجع الثمن عالمياً

نادية فتاح العلوي تكشف أسباب إرتفاع المواد النفطية العالمية التي أثرت على سوق المحروقات في المغرب

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فون دير لاين تدعُو إلى فرض رسوم على الحبوب…
وزير الطاقة السعودي يؤكد استعداد بلاده لزيادة أو خفض…
نائبة مديرة صندوق النقد الدولي تُشيد بصلابة الاقتصاد المغربي
الأمين العام لـ"أوبك" يؤكد أن وقف استثمارات النفط خطر…
والي بنك المغرب يؤكد أن المديونية الخارجية للمملكة تحت…

اخر الاخبار

نتنياهو يؤكد أن قطاع غزة لن يشكل تهديدا لإسرائيل
رئيس الوزراء الفلسطيني يحذر من فوضى في غزة بعد…
الجيش الإسرائيلي يقصف مخزناً للأسلحة في شمال غزة بعد…
الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن الأوضاع الإنسانية في…

فن وموسيقى

أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في…
وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…
أزمة جديدة تضرب الفنان محمد فؤاد بعد تسريب أغنية…

أخبار النجوم

بحضور النجوم إليسا تحتفل بعيد ميلادها
ياسر جلال يدخل الدراما الكوميدية لأول مرة في كلهم…
ظافر العابدين يكشف تفاصيل مشاركته في بطولة فيلم "السلّم…
محمد رمضان يكشف عن معيار إختياره لأعماله الفنية

رياضة

مدرب موناكو يؤكد اقتراب عودة بول بوغبا إلى الملاعب…
لامين يامال يشعل التوتر قبل الكلاسيكو بتصريحات مثيرة
رونالدو يحتفل بهدفه رقم 950 ويؤكد استمراره في تحطيم…
مشجعون من 135 دولة يشترون تذاكر نهائيات كأس إفريقيا…

صحة وتغذية

الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء على منع السكري قبل ظهوره
وزير الصحة المغربي يرفض ترويج المغالطات حول الصفقات التفاوضية…
منظمة الصحة العالمية تندد بهجوم على المستشفى الوحيد في…
المغنيسيوم المعدن المعجزة بين الدعاية والفائدة الحقيقية في تحسين…

الأخبار الأكثر قراءة

أبو المعاطي يشيد بريادة مكتب الفوسفاط المغربي ويؤكد أن…