الرئيسية » تحقيقات
المصالح الخاصة تبقي بعض الحروب في العالم محور اهتمام أميركي أكبر من غيرها

واشنطن ـ يوسف مكي

تحظى بعض الحروب مثل الحرب السورية باهتمام كبير مما يمكن أن يساعد على الضغط من أجل اتخاذ قرارات لحل الأزمة، ولكن يتم تجاهل حروب أخرى كثيرة مثل الصراع في اليمن.

هناك بعض الأسباب الواضحة ومنها أن نطاق الحرب في سورية كارثي وأسوأ بكثير مما هو الموجود في اليمن، ومع ذلك لايزال الاهتمام أيضاً غير معتمد على الأرقام. على سبيل المثال، الصراع في شرق الكونغو قتل وشرَّد الملايين من الناس ولكنه لم يتلقَّ الا اهتمامًا دوليًا قليلًا.

وتعد الولايات المتحدة هي القوة العظمى الوحيدة الباقية في العالم، ومع ذلك يكون الاهتمام الأكبر للأميركيين خاصًا بشؤونهم الداخلية، ولهذا يتعجب كثير من الناس بسبب قيام القنوات الأميركية بتغطية المواضيع الخاصة بدول العالم بشكل أقل مما تفعله قنوات الدول الاخرى في تغطية الأخبار الخاصة بأميركا. ولذلك، يبدو أن الاهتمام الأميركي في غاية الاهمية وفي نفس الوقت صعب المنال بشكل محبط.

ولكن عندما يتساءل العالم لماذا تنسى أميركا الحرب في اليمن والصراعات الأخرى؟ تكون الإجابة هي أن هذا التجاهل هو الأمر الطبيعي وليس استثناء بسبب أن الولايات المتحدة لا تهتم بأي صراع الا اذا كان يتعلق بمصالحها الخاصة. ولذلك، فإن تجاهل الحروب الموجودة في جنوب السودان وسريلانكا واليمن هو أمر طبيعي للغاية، اما الحرب السورية فهي استثناء نادر بسبب عدة عوامل، لأنها تضع مصالح الولايات المتحدة في خطر، بما في ذلك حياة مواطنيها حيث أن تنظيم "داعش" قد قام بقتل رهائن أميركيين وارتكبوا هجمات إرهابية ضد الغرب.

وكانت إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما قد رفضت القيام بقصف سورية في عام 2013، وهذا ما أدى إلى حدوث نزاع سياسي داخلي قام فيه السياسيون والعامة بالتركيز على الأزمة السورية والتأكيد على أهمية الحرب. وعلى الرغم من اشتراك تنظيم "القاعدة" في الحرب اليمنية، لم يكن لهذا الأمر أي دور في التأثير على المصالح الأميركية والأوروبية. كما انه ليس هناك قصة واضحة في اليمن تحكي محاربة الخير ضد الشر، حيث أن البلاد قد تم تمزيقها من قبل مجموعة متنوعة من الفصائل المتحاربة على الأرض وضربات جوية تقوم بها المقاتلات السعودية التي تُعتبر حليفاً للولايات المتحدة.

وتعد الحرب اليمنية أقل جاذبية للمصالح السياسية الأميركية، فالمتمردون الحوثيون في اليمن لا يشكلون تهديداً مباشراً يمكنه جعل السياسيين الأميركيين يحشدون ضده. وعلى الجانب الآخر من الصراع تقتل الغارات الجوية السعودية المدنيين وتستهدف المستشفيات وعمال الإغاثة، وفي بعض الأحيان تكون هذه التصرفات مدعومة من الولايات المتحدة.

وعلى الرغم من ذلك، ليس مستحيلًا لحروب اخرى أن تستحوذ على الاهتمام الأميركي. على سبيل المثال، كانت الأزمة في دارفور، السودان قضية شهيرة في الولايات المتحدة في بداية الألفية الجديدة على الرغم من أنها لم يكن لها أثر مباشر على المصالح الأميركية. ولكن الأزمة في دارفور كانت قد قامت بتقديم قصة بسيطة ومقنعة، حيث أن الرئيس السوداني عمر البشير وأعوانه كانوا يرتكبون الإبادة الجماعية ضد المدنيين الأبرياء وأنه يمكن لأميركا وقفها. وعلى ما يبدو كان هذا الأمر وسيلة أميركية لتصحيح فشلهم في ايقاف الإبادة الجماعية في رواندا قبل عشر سنوات وإثبات أنهم قد تعلموا الدرس جيداً.

كما كان الصراع في دارفور مناسباً للحالة السياسية الداخلية في ذلك الوقت، حيث كان شعار "الخروج من العراق، إلى دارفور" قد قدم فكرة التدخل في دارفور كبديل لحرب جورج دبليو بوش الاستباقية على العراق. ولكن دارفور كانت مثل سورية استثناء وليست قاعدة.

وبالنظر إلى الصراع في الجزء الشرقي من جمهورية الكونغو الديمقراطية، يمكن أن نجد حالة مماثلة للوضع في دارفور وسورية. فقد ادت الحرب في الكونغو إلى مقتل ملايين من الناس بسبب العنف والجوع والمرض، كما شُرد الملايين ايضاً. ويستخدم المتمردون الاغتصاب كسلاح في الحرب ويقومون بتجنيد الأطفال.

وعلى عكس الصراع في دارفور، لم يكن هناك وجود لشخص سيء في حرب الكونغو. ولكن بدلاً من ذلك، كان هناك العديد من الجماعات المقاتلة التي ارتكبت جميعها جرائم فظيعة. وكانت الحرب في الكونغو لها علاقة بالمصالح الأميركية حيث أن شرق البلاد يعد مصدراً مهماً للمعادن المستخدمة في الأجهزة الإلكترونية مثل الهواتف الذكية، ولكن معظم الناس في الولايات المتحدة لا يعرفوت "التانتالوم."

وعلى الرغم من الحملات التي قامت بها بعض الصحف الأميركية، لم يتلقَّ شرق الكونغو أبداً اهتماماً من صناع السياسة الأميركية أو الرأي العام الأميركي.

هناك حروب أخرى دخلت دائرة الضوء للحظات ولكنها بعد ذلك تلاشت. عندما اختطفت جماعة "بوكو حرام" مئات الطالبات في شمال نيجيريا في أبريل/نيسان من عام 2014، اهتم الأميركيون بالواقعة وطالبوا بفعل أي شيء من أجل انقاذهن. ولكن مع مرور الأشهر بالاضافة الى فشل الحكومة النيجيرية في انقاذ الأطفال، تضاءل هذا الاهتمام.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

فوز الديمقراطيين بالانتخابات الأمريكية وتحقيق إنجازات تاريخية
صعوبات دبلوماسية أمام مشروع القوة الدولية في غزة
عائلات فلسطينية تعيش بين القبور في خان يونس هربا…
الحوثيون يتحولون إلى جزء من شبكة إقليمية متداخلة تتجاوز…
ترمب يهدّد بوقف تمويل نيويورك إذا فاز زهران ممداني…

اخر الاخبار

إيران تطالب الأمم المتحدة بمحاسبة أميركا على الضربات الإسرائيلية
أميركا تصنف 4 جماعات في أوروبا كمنظمات إرهابية أجنبية
كتائب القسام والجهاد تعلنان تسليم جثة أحد الأسرى الإسرائيليين
ماركو روبيو يدعو لتحرك دولي لوقف إمدادات السلاح إلى…

فن وموسيقى

يسرا تتسلّم وسام الشرف الفرنسي تقديراً لمسيرتها الفنية الطويلة
كريم محمود عبد العزيز يعلن انفصاله رسميا مؤكدا الطلاق…
منى زكي تكشف أسباب ابتعادها عن الوسط الفني ودخولها…
ملحم زين يكشف كواليس تفكيره في الاعتزال ويدافع عن…

أخبار النجوم

شيرين عبد الوهاب تتقدم ببلاغ رسمي ضد شقيقها وتطلب…
خالد النبوي يتألق في افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ويهدي…
أسماء جلال تكسر صمتها وترد على أنباء ارتباطها بعمرو…
حرب تصريحات تشتعل بين أحمد سعد وناقدة فنية بسبب…

رياضة

ميسي وسالم الدوسرى يتفوقان على نجوم العالم فى الأداء…
مبابي يتعهد بتكريم ضحايا هجمات باريس خلال مواجهة أوكرانيا
رونالدو يوضح مقصده من كلمة "قريباً" حول نهاية مسيرته
إصابة المغربي أشرف حكيمي تتحول إلى مكسب تجاري ضخم…

صحة وتغذية

دراسة تكشف أن الشاي الأخضر والجوز يساهمان في إبطاء…
الصحة العالمية تحذر من وفاة أكثر من مليون شخص…
دراسة تكشف فحصًا جديدًا أدق لتشخيص أمراض الكلى
آلية دفاعية جديدة تمنح البكتيريا مقاومة متقدمة لمضادات الحيوية

الأخبار الأكثر قراءة

مشاركة الأطفال في الاحتجاجات تفتح النقاش حول دور الأسرة…
قلق في إسرائيل بعد إلغاء عقود سلاح ومخاوف من…
ديربي مدريد يتحول إلى صدمة لجندي إسرائيلي
FBI يعثر على وثائق سرية في مكتب مستشار ترمب…
تحقيق أممي يكشف نوايا إسرائيل في غزة والضفة