الرئيسية » تحقيقات

لندن ـ سليم كرم

يقول محللون إنه باستثناء وزير الخارجية البريطاني ويليام هيغ فإن الزعامات الغربية على نحو مخزٍ تقف موقف المتفرج غير المبالي بالانتهاكات والمذابح التي يتركبها نظام الأسد حاليًا في سورية. ونشرت صحيفة "أوبزرفر" البريطانية مقالاً للكاتب نيك كوهين في ما يتعلق بمطالبة الغرب التدخل في سورية لدوافع إنسانية فإن السؤال القاتل الذي يمكن أن يتم طرحه في هذا الشأن هو: إذا كان المجتمع الدولي يحاول أن يوقف المذابح التي تجري في سورية، فلماذا لم يتدخل في كوريا الشمالية أو في الصومال وغيرها من الأماكن التي تشهد اضطرابات ومعاناة مماثلة؟ وفي هذا السياق يقول نيك كوهين "إن السؤال يبدو وكأنه يقول إنه لا يمكن عمل أي شيء من أجل السوريين حتى يتطهر الغرب من خطاياه". ويشير أيضًا إلى إعلان حقوق الإنسان الذي يهدف إلى الحماية من الأعمال البربرية التي تثير الضمير البشري، الذي بات اليوم أكثر تسامحًا وغفرانًا، لا سيما وأنه لم يتحرك بعدُ رغم مقتل 80 ألف في هذه الحرب الأهلية، ورغم تشرد 1.5 مليون سوري في مخيمات يضربها الفقر، وتسقط فيها البنات السوريات فريسات لرجال مسنين مقابل الغذاء، ورغم أقوال الأمم المتحدة التي تحدثت عن قيام جنود بإرغام الأطفال على مشاهدة آبائهم وهم يتعرضون للتعذيب والقتل، وعلى الرغم من أن كل الأطراف ارتكبت جرائم حرب إلا أن المقاومة السورية لم تصل إلى درجة كثافة ومعدل المذابح التي ارتكبتها قوات النظام السوري. ويقول كوهين إن روسيا وإيران و"حزب الله" والسعودية قطر تتدخل في سورية من منظور متزمت وضيق الأفق ومتعصب، أما الضمير الغربي فإنه يحجم عن التدخل باعتباره غير معقول، وذلك باستثناء ويليام هيغ ومعه الحكومة البريطانية الذين يتوفر فيهم قدر من التفهم للتساؤلات وعلامات الاستفهام الأخلاقية والدبلوماسية التي تثيرها الكارثة السورية. ويلفت كوهين الانتباه إلى أن الثورة السورية بدأت في صورة تظاهرات سلمية من أجل الديمقراطية وحياة كريمة، وأنها كان أشبه بثورات أوروبا الشرقية وليس الحرب الأهلية في ليبيا، ولكن ردت القوات السورية بالسحق والاغتصاب وتشويه المتظاهرين. وحذّر كثير من الكتاب السوريين من أنه ما لم يتدخل الناتو فإن الحرب السورية سوف تنتقل إلى العراق وإلى لبنان وإلى إسرائيل، وقد تمتد أيضًا إلى الأردن وجنوب تركيا. ويقول كوهين "إن هؤلاء كانوا على حق في هذا التحذير". أما ويليام هيغ فهو يرى أن العالم خذل سورية، ومنح الأسد الوقت والمساحة كي يمارس وحشيته ضد شعبه، لقد استطاعت كل من روسيا وإيران والأسد استغلال كل الفرص المتاحة بينما فشلت الزعامة الأميركية فشلاً ذريعًا وكارثيًا، واكتفى أوباما الذي بات يحمل سمات الرئيس الأميركي الأسبق نيكسون وبات منتهكًا للحقوق المدنية في بلده بهز أكتافه. ويضيف كوهين أنه ليس من مصلحة الغرب أن يصبح الأسد مدينًا بالفضل لإيران على نحو أكثر من ذي قبل. ويقول "إن تسليح المعارضة سوف يبعث برسالة إلى الأسد بأنه غير قادر على الاستمرار من دون أن يدفع الثمن". وتحدث كوهين عن موقف حزب "العمال" الذي يمثل اليسار البريطاني، وقال إنه لن يصغي لويليام هيغ، وفي حرب البوسنة قال وزير الخارجية البريطاني عن حزب "المحافظين" العام 1993 دوغلاس هيرد أنه لن يسمح بوصول الأسلحة إلى المسلمين في البوسنة خوفًا من زيادة معدل القتل هناك، وقد تعرض لانتقادات لاذعة بسبب ذلك الموقف على يد اليسار الليبرالي، لكن الدور هذه المرة بات معكوسًا، فالمحافظين هم من يريدون تسليح المقاومة. ويقول المتحدث باسم الشؤون الخارجية لحزب "العمال" دوغلاس ألكسندر إنه لا حاجة لمساعدة المقاومة السورية لأن سورية الآن تعج بالسلاح. ويرى كوهين أنه يناقض نفسه بذلك القول، لأنه لو كان الوضع كذلك فلماذا تطلب كل من بريطانيا وفرنسا بتسليح المقاومة. ويقول كوهين إن روسيا تحاول بكل السبل تعطيل محادثات السلام وإن الرئيس بوتين يريد أن يمنح الأسد أكبر وقت ممكن. أما لو حدث أن انتصرت المقاومة من دون تدخل الغرب فإن الوضع سيكون أكثر طائفية ووحشية ومعاديًا للغرب عندما تسقط دمشق. ويختم كوهين مقاله بترديد الكلمات التي سمعها من أصدقائه السوريين الذين يقولون "لن ننسى أبدًا نيسان الغرب لنا".

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

يديعوت أحرونوت تكشف سبب غياب نتنياهو عن قمة شرم…
تقرير يشير إلى أن إسرائيل تأمل أن يمنحها وقف…
وقف إطلاق النار يرسم مشهدا جديدا في المنطقة ومصر…
تحذير السيسي لإثيوبيا يعيد الخيار العسكري إلى الواجهة
فرحة ناقصة في الضفة الغربية بعد الإفراج عن الأسرى…

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يشن حملة اعتقالات ومداهمات واسعة في الضفة…
بابا الفاتيكان يجدد دعوته لوقف إطلاق النار في السودان
الشرطة البريطانية تستبعد الدوافع الإرهابية في حادث القطار
بوريطة يكشف إتصالات للملك محمد السادس حسمت القرار الأممي…

فن وموسيقى

آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…
أحمد مالك أول مصري يفوز بجائزة أفضل ممثل في…
وثيقة زواج مزعومة لمنة شلبي تثير الجدل ومصدر مقرب…
محمد رمضان يطرح الإعلان الترويجي الأول لفيلم "أسد" من…

أخبار النجوم

كريم عبد العزيز ومنى زكي يحييان احتفالية المتحف المصري…
شريهان تشارك في حفل افتتاح المتحف بعد غياب سنوات
الفنانة شمس البارودي تكشف عن تفاصيل أزمتها الصحية
مصطفى كامل يتوعد خصومه داخل نقابة الموسيقيين ويحيل الإتهامات…

رياضة

كريستيانو رونالدو يُعبر عن سعادته بقيادة فريق النصر لتحقيق…
ميسي يتصدر قائمة أعلى اللاعبين أجراً في الدوري الأميركي
مدرب موناكو يؤكد اقتراب عودة بول بوغبا إلى الملاعب…
لامين يامال يشعل التوتر قبل الكلاسيكو بتصريحات مثيرة

صحة وتغذية

أدوية شائعة قد تسبب نقصاً في الفيتامينات والمعادن وتؤثر…
دراسة كندية تكشف أن النساء أكثر عرضة لمضاعفات أمراض…
إصابات جديدة بجدري القرود بمزيد من الدول ووفيات في…
الذكاء الاصطناعي يساعد الأطباء على منع السكري قبل ظهوره

الأخبار الأكثر قراءة

تحقيق أممي يكشف نوايا إسرائيل في غزة والضفة
تقرير يكشف الموساد نشر 100 عميل في إيران قبل…
بريطانيا تقترب من الاعتراف بدولة فلسطينية مع تصعيد ضد…
المرصد الوطني للإجرام يتحول من جمع البيانات إلى فاعل…
غزة في مواجهة الروبوتات المفخخة سلاح إسرائيلي يثير الرعب…