الرئيسية » تحقيقات
المهاجرون عبر البحر

لندن ـ كاتيا حداد

تصاعدت وتيرة المهاجرين من الشرق الأوسط والدول الأفريقية إلى أوروبا على الرغم من المخاطر الجمة التي تحيط بعمليات الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط، وعادت الأنباء تسيطر مرة أخرى على وسائل الإعلام بعد غرق سفينة جديدة قبالة الساحل الليبي قد يصل عدد ضحاياها إلى 700 قتيل على أقل تقدير.

ورجّحت الوكالة الأوروبية للمراقبة على الحدود الخارجية "فرونتكس"، أن يرتفع عدد الضحايا إلى 1500 شخص، ما يجعل العام 2015 الأكثر فتكًا من العام 2014، الذي كان بحد ذاته عامًا قياسيًا بالنسبة إلى مأساة المهاجرين غير الشرعيين عبر البحر المتوسط، في ظل 3 آلاف حالة وفاة.

وأوضح ناطق باسم الوكالة "مع التدهور الاقتصادي، والحرب والاضطهاد والبطالة التي تجتاح ما لا يقل عن اثني عشر بلدا على الحافة الجنوبية لأوروبا، طغت موجات هجرة من شمال تلك الدول متجهة إلى أوروبا التي سعت جاهدة لوضع سياسة واحدة متماسكة، لكن هؤلاء الضحايا وقعوا في أيدي أناس عديمي الضمير من المتاجرين بالأرواح".

وأضاف "إنها ليست بالضرورة مبالغة في وصف حجم المهاجرين غير الشرعيين إلى أوروبا بأنه أزمة دائمة ولكن حتى في هذا السياق فإنَّ عام 2015 يبدو وكأنه عام صعب بشكل خاص؛ فبالرغم من انه تم إنقاذ آلاف العام الماضي من قبل فرق البحث والإنقاذ الايطالية، ولكن تم وقف عمل تلك الوحدة الخريف الماضي، وحلت محلها عملية الأوروبية".

واستطرد الناطق "حجم المهاجرين يتزايد أكثر من أي وقت مضى، نتيجة الكثير من العوامل المختلفة، فيصل آلاف عدة سنويًا من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، ولا سيما إريتريا والصومال هربا من الفوضى الاقتصادية والحرب وانتهاكات حقوق الإنسان".

وتابع "وفي الآونة الأخيرة تضاعفت الأرقام أكثر من أي وقت مضى، خصوصًا الناس الفارين من الصراع وانهيار الدولة في ليبيا وسورية، فقد وصل أكثر من 120 ألف السوري إلى أوروبا منذ عام 2011، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين، المفوضية العليا للاجئين، وهذا عدد كبير، ولكن مع ذلك نسبة صغيرة من السوريين الذين فروا إلى الخارج معظمهم اتجهوا إلى الأردن المجاورة وتركيا":.

واسترسل الناطق باسم "فرونتكس" الشبكات التي تجمع الناس من الدول التي مزقتها الحرب وتوجههم إلى الشواطئ الأفريقية إلى البحر الأبيض المتوسط ومن ثم إلى القوارب، تتسم بأنها أيضا متعددة الجنسيات، غير رسمية ومتغيرة، كما يوجد أدنى اتصال مع المهاجرين من تلك العصابات المنظمة".

وأبرز أنَّ خطة الإنقاذ البحري الإيطالية "مار نستروم" تكلف البحرية الإيطالية حوالي 9 ملايين يورو في الشهر، مشيرًا إلى أنًها كانت عبئا على البلاد ومن الحرص على المشاركة بين جيرانها وحلفائها استبدلت بقوة من الاتحاد الأوروبي، أطلق عليها "تريتون"، تعمل بثلث الموازنة؛ لكن أثيرت تساؤلات حول قدرتها على مراقبة أكثر من 30 ألف ميل مربع في البحر.

وتوضح التقارير السنوية لـ"فرونتكس" في عام 2012، على سبيل المثال، دخل عدد أكبر من المهاجرين باستخدام المعابر البرية إلى اليونان وبلغاريا، ويسمى الطريق الشرقي للبحر المتوسط، بينما في عام 2009 وصلت معظم الأرقام عن طريق كوسوفو وألبانيا، وفي العام الماضي، حيث غرقت سلسلة من القوارب، فإن الغالبية العظمى كانت تسعى للوصول إلى جنوب أوروبا عن طريق البحر، عبر الشواطئ الايطالية، فضلًا عن مالطا أو اليونان.

وتعتبر إلى حد بعيد نقطة البداية الحالية الأكثر شيوعا هي ليبيا، حيث جعلت الفوضى وساحل البحر المتوسط الطويل ودوريات الحراسة القليلة عموما الحياة سهلة بالنسبة إلى الأشخاص المهربين، وتأتي الغالبية العظمى من الوافدين إما من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى والشرق الأوسط، خصوصًا سورية، وإلى حد أقل ليبيا، كما أنَّ الفوضى التي تعم في أماكن أخرى يمكن أن تغير الصورة، وفقا لفرونتكس، تمكن 4 آلاف فلسطيني من العبور إلى أوروبا في الأشهر السبعة الأولى من عام 2013، وهو ضعف العدد في العام السابق.

وبيّنت "فرونتكس" أنَّ أحد أسباب تدفق الناس من الدول الفقيرة إلى الاتحاد الأوروبي هو الرغبة في كسب المال، وغالبا لإرساله مرة أخرى إلى الأقارب في الوطن، ومما لا شك فيه، الوضع الاقتصادي البائس في أماكن مثل مصر وفلسطين وباكستان تغذي هذه الحركة.

أحد الناجين من الغرق قبالة مالطا روى قضاء أيام عدة في انتظار مساعدات الطفو جنبا إلى جنب مع شاب في سن المراهقة من مصر الذي كان يأمل بشراء أدوية القلب لوالده؛  لكن هذا الشاب غرق قبل أن يتمكنوا من إنقاذه؛ ولكن المفوضية تلاحظ أن تلك الأسباب الرئيسية في الدول المنشأ الثلاثة سورية وإريتريا والصومال هو الهروب من انتهاكات النزاعات المتفشية.

وكانت "فرونتكس" نشرت تحديثات للإحصائية العادية عن المهاجرين الذين يصلون إلى حافة الاتحاد الأوروبي، والطرق التي يسلكونه، والتقرير السنوي على وجه الخصوص عبارة عن كتلة من المعلومات، وبالمثل، تضع المفوضية الأوروبية تحديثات منتظمة، والأخبار، وتنتج التقرير العالمي السنوي الشامل.

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

ترمب يهدّد بوقف تمويل نيويورك إذا فاز زهران ممداني…
إثيوبيا تتمسك بمنفذ على البحر الأحمر وتؤكد أن ميناء…
طهران ترى أن احتمال تعرضها لهجوم أميركي جديد ما…
تحذيرات أمميه من جيل ضائع في غزة وسبعين مليار…
استطلاع إسرائيلي يكشف تشككاً واسعاً في صمود وقف النار…

اخر الاخبار

الجيش الإسرائيلي يواجه صعوبات كبيرة في التعامل مع المقاتلين…
أذربيجان ترفض إرسال قوات إلى غزة قبل وقف القتال
كتائب القسام تعلن تسليم رفات رهينة جديد في خان…
الأمم المتحدة تحذر من استعدادات لمعركة جديدة في كردفان…

فن وموسيقى

أحمد حلمي وهند صبري يلتقيان في فيلم جديد للمخرج…
أحمد سعد يكشف عن تجربة جديدة في مسيرته الفنية…
آسر ياسين يتحدث عن بداياته في الفن والمعاناة التي…
آمال ماهر تكشف أسرار غيابها وترد على شائعات زواجها…

أخبار النجوم

فيديو قديم مع دينا الشربيني يثير ضجة وروبي تعلق…
أحلام تشعل مواقع التواصل بنصيحة غير متوقعة للزوجات
الحكم على محمد رمضان بالسجن عامين ورد فعله يشعل…
هالة صدقي تعبرعن سعادتها بتكريمها في مهرجان VS للأفلام…

رياضة

رونالدو يؤكد قوة الدوري السعودي ويصف التسجيل فيه بأنه…
جائزة سلام الفيفا الأولى تشعل المنافسة بين أبرز الأسماء
يامال يرفض المقارنات بميسي ويركز على تحسين أداء الفريق
إصابة أشرف حكيمي تبعده عن الملاعب وتثير القلق حول…

صحة وتغذية

دواء جديد يحمي مرضى السكري من تلف الكلى
بعض الأدوية الشائعة المستخدمة يومياً تؤثر سلبا على فعالية…
الأمم المتحدة تطلق حملة تطعيم واسعة للأطفال في غزة
خبراء التغذية يوصون بمشروبات طبيعية لتحسين الأداء الإدراكي

الأخبار الأكثر قراءة

قلق في إسرائيل بعد إلغاء عقود سلاح ومخاوف من…
ديربي مدريد يتحول إلى صدمة لجندي إسرائيلي
FBI يعثر على وثائق سرية في مكتب مستشار ترمب…
تحقيق أممي يكشف نوايا إسرائيل في غزة والضفة
تقرير يكشف الموساد نشر 100 عميل في إيران قبل…