الرئيسية » صحة وتغذية
تناول العناصر الغذائية المفيدة يساعد على دقة التركيز

لندن ـ كاتيا حداد

يواجه الإنسان، العديد من المشاكل المعرفية والإدراكية، إضافة إلى مشاكل الاكتئاب، والقلق المزمن الذي يؤرق الحياة اليومية. وأثبتت بيانات الأطباء النفسيين والأمراض العقلية، أن مشاكل الإدراك والمعرفة لم تعدّ ترتبط بالشيخوخة والتقدم في السن، بل أن نمط الحياة السريع المتغير ومشاكل الحياة أصبح لها دور سلبي على الأشخاص بغض النظر عن سنهم.

ووجد إحدى الأطباء المتخصصين في علم النفس أن تلك المشاكل يمكن تجنبها بحل بسيط، وغير مكلف مثل مضادات الاكتئاب والإجازات طويلة المدى. في الواقع، تكاليف علاج الصحة العقلية في بريطانيا مكلفة، تصل إلى 77 مليار جنيه استرليني في السنة، أي أكثر من أمراض القلب والسرطان مجتمعة.

وعند إعطاء الدماغ لعناصر الغذائية التي يحتاجها للعمل على النحو الأمثل، فإنه يمكن أن يعمل بكفاءة، كما تتحسن القدرة على التعلم والتركيز والذاكرة. ويمكنك أن تصبح أخف وزنًا في المزاج والوزن، وأكثر إشراقًا في النظرة والقدرة المعرفية، لأنه عندما يصبح عقلك راض فإنه يطلق تأثير الدومينو الرائع، وهو سلسلة من تحسين الصحة على كل المستويات. وتشير أبحاث المخ بشكل واضح جدًا إلى أن التدهور المعرفي لا يأتي حتميًا مع الشيخوخة.

ويمكننا اتخاذ خطوات عملية وبسيطة للغاية، للحفاظ على الصحة المعرفية طوال الحياة، ولكن إذا كنت ترغب في مخ يعمل بشكل جيد في سن الشيخوخة، فتحتاج إلى التفكير في الرعاية الاجتماعية السخية قبل وقوع هفوات الذاكرة.

وليس هناك دليل علمي لدعم حقيقة أن ما تأكله يمكن أن يؤثر على حالتك المزاجية، والسلوك، والتركيز، والتعلم، والذاكرة، إلا أن معظم الناس لا يربطوا ما يأكلون مع كيفية عمل المخ. وإذا كان النسيان أو المزاج يمنعون من تعلم شيء جديد، فإن الناس غالبًا ما يبحثون عن أسباب أخرى لشرح لماذا يشعرون بهذه الطريقة. ولكن لأن التفكير هو نمط من النشاط الخلوي عبر شبكة واسعة من الخلايا، والمواد الكيميائية، والأغشية والجزيئات، فمن الممكن أن يؤثر على عمل المخ بنفس الطريقة التي تؤثر على أجسادنا.

بعد 20 عامًا، من التورط في البحث في كيفية تأثير التغذية على وظيفة الدماغ، تعلم أحد الأطباء الكثير عن الغذاء وما هو تأثيره على المخ. وإذا كنت تعرف ما تفعله المواد الغذائية المختلفة في المخ، والسبب في أنها ضرورية لوظيفة المخ المثلى، عليك أن تكون في أفضل تجهيز لاختيار الأطعمة المناسبة. وتعتقد أن لديك أي سيطرة على كيفية أداء المخ، ولكن في الواقع يتم تحديد فقط ثلث آثار الشيخوخة من خلال التغير الجيني، الثلثين الآخرين هما تحت سيطرتك.

ويتكون المخ من العديد من المليارات من الخلايا العصبية، التي يمكن أن تبقى قوية أو تتقلص في الحجم، والاتصالات بين تلك الخلايا العصبية يمكن أن يتم تعزيزها أو إضعافها، أو إنشاء قواعد جديدة. وهذه التغيرات على التضاريس البدنية من المخ تعطي تعليمات للجسم، والتي تظهر كقدرات ومهارات جديدة.

القهوة تعطيك طاقة واضحة جدا، ولكن تناول وجبة خفيفة توفر لك الدهون الجيدة، والبروتين، والكربوهيدرات غير المكررة، مثل اللوز والطماطم المجففة بالشمس. وهذه الشبكة من الخلايا مترابطة تعمل معًا، للسيطرة على فكر واحد.

والمخ يستهلك 25 في المائة من الأكسجين الذي نتنفسه، و 20 في المائة من الدم الذي يضخ من خلال قلبك "ترسل فورًا 100 ألف ميل من الأوعية الدموية الصغيرة جدا في رأسك"، وحتى نصف الجلوكوز من عمليات الجسم من الغذاء.  وأكثر من نصف المخ يتكون من الدهون، بنسبة 60 في المائة. وبعد الماء، الدهون هي المادة الأكثر وفرة التي وجدت في الجسم والمخ.

ويحيط بكل خلية من المخ الدهون، والصحية منها ينبغي أن تشكل جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي للجميع. فإذا قررت تناول طعام "قليل الدسم" لمصلحة فقدان الوزن، هناك فرصة كبيرة لتعاني من تدني الحالة المزاجية، وربما الاكتئاب، نتيجة لذلك. وليعمل المخ في أفضل حالاته، يحتاج لأشكال صحية من الدهون المشبعة، وغير المشبعة الأحادية.

وتميل تكوين الطاقة الدهنية من الدهون الحيوانية إلى تشديد أغشية الخلايا لدينا، مما يجعلها غير مرنة وغير قادرة على الاستجابة بسرعة، لمختلف الوظائف التي عليها القيام بها. وفي نهاية المطاف هذا يؤدي إلى التفكير البطيء والنسيان، فضلًا عن التدهور المعرفي العام.

وتضعف الأغشية الصلبة من قدرة خلايا المخ على إجراء محادثات سلسة مع بعضها البعض، بحيث يمكن أن تصبح الرسائل بينهما مشوشة. ومع ذلك، يمكن لدهون في النظام الغذائي أن تجعل تلك الأغشية مرنة ومطاطة بسرعة. فأن سرعة تفكيرك تعتمد في جزء منها على الصحة والمرونة في خلايا المخ بما يسمى بالمايلين، والتي تغطي الاتصالات بين الخلايا العصبية.

 

View on Almaghribtoday.net

أخبار ذات صلة

علماء معهد ماساتشوستس يبتكرون طريقة لإعادة البصر لمرضى كسل…
دراسة تكشف أن الوجبات السريعة قد تُسبب الاكتئاب
نجاح تجربة لعلاج سكر النوع الأول بزراعة الخلايا الجذعية
تقدماً كبيراً لعلاج السكري من النوع الأول عبر زراعة…
تقنية جديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لدعم الأطباء في…

اخر الاخبار

مظاهرات أمام منزل رئيس إسرائيل رفضاً لبراءة نتنياهو
ترامب يتواصل مع مادورو رغم التوتر وضربات الكاريبي
واشنطن تشنّ ضربات دقيقة على مخازن أسلحة داعش في…
مدير أمن السويداء يؤكد أننا نحاول وقف التصعيد قدر…

فن وموسيقى

تكريم حسين فهمي بمهرجان مراكش الدولي عن مسيرته الفنية…
نجاة الصغيرة تعود للأضواء بزيارة دار الأوبرا ومدينة الفنون…
تايلور سويفت تتحول إلى قوة اقتصادية عالمية تتجاوز تأثيرها…
تكريم الفنانة المغربية لطيفة أحرار في إفتتاح مهرجان أيام…

أخبار النجوم

خسائر فادحة تطال كنوز بيرين سات وكنان دوغلو بعد…
بعد نجاحه في ورد وشوكولاتة أبرز أعمال محمد فراج…
سعد لمجرد يعود للقضاء في قضية اغتصاب جديدة
عمرو عبد الجليل يعلن موعد اعتزاله التمثيل ويكشف الأسباب

رياضة

ميسي يصنع الفارق بتمريرة ساحرة رغم عدم تسجيله أهداف…
حكيمي يخضع لبرنامج تعاف مكثف استعدادا لدعم أسود الأطلس
أوباميانغ أكبر هدافي دورى أبطال أوروبا 2025
رمضان صبحي يواجه الإيقاف أربع سنوات مع استمرار حبسه…

صحة وتغذية

دراسة جديدة توضح علاقة الشعر الأحمر ببطء التئام الجروح
مجموعة من الحلول لمشاكل تواجهها البشرة عادةً في الصباح
أفضل الأوقات لتناول الزبادي لدعم صحة الأمعاء بشكل طبيعي
"10 أطعمة يفضل تناولها يومياً إذا كنت تريد العيش…

الأخبار الأكثر قراءة

6 مشروبات صحية ثبت علميا أنها تخفض مستويات السكر…
الاكتشاف المبكر لمرض الزهايمر وأهمية التعرف على العلامات الأولية
العلاقات الاجتماعية الدافئة تحسن صحة كبار السن وتبطئ الشيخوخة
4 تحاليل ضرورية لحماية صحتك وحياتك بعد سن الأربعين
التعرض لتلوث الهواء أثناء الحمل يُبطئ نمو الدماغ لدى…