المغاربة والفوضى
إنقاذ شاباً مغربياً حاول السباحة إلى إسبانيا عبر البحر باستخدام عوامة وزعانف الجيش الإسرائيلي يقر استراتيجية دفاعية هجومية ويبدأ فرض مناطق عازلة على حدود غزة ولبنان وسوريا حماس تحذر من تداعيات الإبادة والتجويع في غزة وتستنكر الصمت العربي والإسلامي جيش الاحتلال الإسرائيلي يعلن عن تنفيذ عملية عسكرية أسفرت عن اعتقال عدد من تجار الأسلحة في جنوب سوريا الكنيست الإسرائيلي يصوت غداً على مشروع قانون لفرض السيادة على الضفة الغربية أعلن أبو حمزة الناطق بإسم سرايا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي في قطاع غزة بعد ظهر اليوم عن حريق داخل المستشفى الجهوي الحسن الثاني في الداخلة تسبب في انقطاع التيار الكهربائي وانتشار دخان كثيف بلجيكا تعتقل جنديين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة السلطات التركية تعتقل الإرهابي محمد عبد الحفيظ في مطار إسطنبول خلال عودته من رحلة خارج البلاد المرصد السوري لحقوق الإنسان يعلن ارتفاع عدد قتلى السويداء إلى 1265 قبل سريان وقف إطلاق النار
أخر الأخبار

المغاربة والفوضى

المغرب اليوم -

المغاربة والفوضى

بقلم - عبدالله زبير

يقف الكاتب الصحافي عبد الله الدامون في افتتاحيته بجريدة المساء المغربية، "يا له من بلد غريب"، على سبعة مشاهد تحمل في تفصيلاتها الغرابة والاستغراب وتدفع إلى التساؤل بعمق في سر تميز وتفرد هذا الشعب في الفوضى. في الشارع أو المقهى أو المكتب، الأمر لا يختلف كثيرا؛ حسب الدامون، فيومنا تغلبه سلوكيات هجينة ومشوهة ومشوشة بقدر يلزمنا بأكثر من لحظة تأمل مع ما يصفه بالذوات المتعفنة.
 
اختار الدامون في مقاله النظر في حارس السيارات ورأى فيه التجني والابتزاز غير المقبولين، وفي سائقي دراجات "التريبورتور" النارية وصوّرهم في صورة مراهقين متهورين ومستهترين بالحياة، وتأمّل في ثقافة القيادة عندنا وأشبهّها بالجنون. جنون أستحضره اليوم من حوار جمعني قبل تسع سنوات بباب شالة في الرباط مع سيدة أميركية وأستحضر معه سؤالها يومها فيما يفسر هذه الفوضى وهذا العبث؟ سيارات تركن على أرصفة المارة وراجلون يزاحمون العربات وأبواق تستبق إشارة اللون الأخضر وخيام عرس تنصب وسط الشارع العام وتسابق وتزاحم عند بوابات محطات الباص والقطار، مشاهد تثير الاشمئزاز وتختزل في بعض منها حكاية هذا الوطن الفوضوي.
 
اختار كاتبنا، ربما محتشما، عنونة الغرابة واخترت أنا عنونة الجنون والعبث،ليست غايتنا الخوض في الأسباب والمسببات؛ فهي عديدة ومتشعبة ومعقدة. بل، الوقوف على هذا الواقع والتأمل فيه؛ واقع نصرّ على تجاهله ونزيد بذلك في فساده وعيوبه. واقع أقف فيه على ثلاثة مشاهد أراها تختزل الحكاية، حكاية الوطن طبعا!
 
المكان: منتزه "الطايشة" بغابة المعمورة في الضاحية الجنوبية لمدينة القنيطرة. الزمان: يوم عطلة، التفاصيل: سيارات ،بعضها فاخر، راكنة على جنبات أشجار البلوط، عائلات تجتمع على موائد شواء وكؤوس شاي بالنعناع. مشهد معقول ومقبول؛ فكثيرا ما دافعنا ورغبنا في انفتاح الأسرة المغربية على مجالها الطبيعي وتدعيم ثقافة النزهة. في لحظة ينقلب المشهد على عقبيه؛ أكوام مترامية من النفايات، علب بلاستيك متناثرة على نبت يابس ورمال شاحبة وروائح تخنق الأنفاس، مشهد ينسى فيه المرء الخضرة والوجه الحسن ويستحضر فيه القبح والعار. أسأل: ما يفسر هذا الاعوجاج وهذه الهمجية؟ أمجانين نحن؟
 
المكان: مقبرة أولاد اوجيه بالقنيطرة، الزمان: وقت الظهيرة، المناسبة: استفسار حول إجراءات دفن. أدخل المقبرة من بوابتها الرئيسية، يستوقفني الحارس وعلامات السكر بادية عليه: "هل ترغب في قبر صغير؟" نعم هكذا؛ وفي مكان اختارت كل الثقافات وكل الديانات تقديسه وإجلاله. بدا الأمر حينها وكأننا مصرّون على الجهل والتفاهة. مصرّون على التحقير بدل التوقير، على السفاهة بدل اللباقة وعلى العبث بدل المعقول. استسلمت لحظتها لذاكرة الطفولة واستحضرت مشهد مقابر المسيحيين في طريق المهدية. مقابر أنيقة طبعا! وأستسلم الآن لحقيقتنا هذه: طقوس الموت عندنا لا تختلف كثيرا عن طقوس الحياة. 
 
المكان: سوق الغنم، الزمان: صباح مشمس، الحدث: عيد الأضحى. لاشك أن ما يطلق عليه المغاربة "العيد الكبير" يحضر في الذاكرة والمخيلة المغربيتين برمزية كبيرة. رمزية تتمثل في قيمة ومدى اهتمامنا نحن المغاربة بتفصيلات هذا الحدث وفي عمق حضوره الروحي والديني والثقافي والاجتماعي في ثقافتنا. للأسف، في كل مرة نحيله على الفوضى بالسوق، المشهد يشبه حلبة صراع أو ساحة حرب شعواء؛ صراخ، غبار أسود، وجوه شاحبة يائسة تسترشد طريقها في زحام خانق، صبية حفاة، لصوص تبحث عن لحظات غفلة، متسولون، رجال أمن شاردة وعجوز ضائعة في وجوه الناس المغلوبة. لا تهم طبيعة اللحظات! لا يهم إن كانت لحظة حزن أو لحظة فرح. لا يهم! المهم، هو إصرارنا على الفوضى؛ على الفرح والحزن والعيش والموت فيها. الفوضى قدر المغاربة حتى يتحقق الوعي بضرورات التغيير. تغيير الطباع طبعا! 

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المغاربة والفوضى المغاربة والفوضى



GMT 14:20 2023 الإثنين ,18 أيلول / سبتمبر

العراق فاتحاً ذراعيه لأخوته وأشقائه

GMT 12:23 2023 السبت ,29 تموز / يوليو

أعلنت اليأس يا صديقي !

GMT 05:17 2023 الأربعاء ,05 إبريل / نيسان

اليمن السعيد اطفاله يموتون جوعاً

GMT 00:59 2022 الإثنين ,14 آذار/ مارس

بعد أوكرانيا الصين وتايون

GMT 11:30 2021 الإثنين ,20 كانون الأول / ديسمبر

عطش.. وجوع.. وسيادة منقوصة

GMT 19:57 2021 الجمعة ,12 آذار/ مارس

التراجيديا اللبنانية .. وطن في خدمة الزعيم

ثنائيات المشاهير يتألقون ودانييلا رحمة وناصيف زيتون يخطفان الأنظار في أول ظهور عقب الزواج

بيروت - المغرب اليوم

GMT 09:15 2025 الأحد ,06 تموز / يوليو

تشيلسي يحتكر القائمة وويليامز في الصدارة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib