قانون يعلو ولا يعلى عليه

قانون يعلو ولا يعلى عليه؟

المغرب اليوم -

قانون يعلو ولا يعلى عليه

بقلم: بدر الدين الإدريسي

قرابة عشر سنوات إنقضت منذ أن عمدت عائلة الرياضة الوطنية برعاية كاملة من وزارة الشباب والرياضة، إلى تحيين دستور الرياضة بإطلاق ما سماه المشرع بقانون التربية البدنية والرياضة 30-09، قانون كان نتاج مخاض عسير شهدته إحدى ورشات المناظرة الوطنية حول الرياضة بالصخيرات سنة 2010، ووصف في وقته بالثورة المعلنة على القوانين التي بادت واهترأت ولم تعد مستجيبة لروح العصر.

كانت صدمتنا كبيرة وقتذاك ونحن نقر بضرورة عصرنة الإطار القانوني الذي حكم الرياضة الوطنية لزمن طويل، إذ إنتهينا إلى أن كثيرا من بنود وفصول القانون المنتهية صلاحياته ظلت لغاية الأسف حبرا على ورق بسبب أنه لم تصدر مقتضيات تطبيقية تهيئها لتصبح نافذة وجاهزة للتطبيق.

واحترنا كثيرا في تفسير هذه الظاهرة المرضية في تدبيرنا، قطاعا عموميا وقطاعا خاصا ومجتمعا مدنيا للمشهد الرياضي الوطني، بقانون نصفه الأول مخترق ويساء تطبيقه، ونصفه الآخر جامد أو لنقل خارج الخدمة بسبب الكثير من الإعاقات القانونية، لذلك أخذتنا الحماسة بشكل كبير عند تحيين دستور الرياضة من خلال المناظرة الوطنية حول الرياضة، لتصميم ترسانة قانونية مندمجة ومتطابقة وقابلة للتطبيق الآني وملزمة لكل أطياف العائلة الرياضة الوطنية.

إلا أنه بمرور قرابة 10 سنوات على تحيين المنظومة القانونية للرياضة الوطنية، نقف على أن حصيلة التطبيق الكلي أو الجزئي، النوعي أو الكيفي لقانون التربية الوطنية 30-09، تثير الكثير من التخوف بل وتبرز نفس التلكؤ الذي كنا عليه في وقت مضى، إما بسبب الإستعمال المشوه أو القاصر لهذا القانون، وإما بسبب تأخر المراسيم التطبيقية لعدد من الفصول ذات البعد الإستراتيجي في بناء أي منظومة رياضية، ويستطيع رجال القانون الرياضي أن يحصوا لنا على السريع، الكثير من التشوهات التي باتت تعيب هذا القانون، وقد لا نفاجأ بوجود من يدعو إلى استحداث ترسانة قانونية جديدة، بفعل ما هو معاش اليوم من إنفلاتات ومن أزمات هيكلية ومادية بسبب سوء استعمال القانون، إما عن جهل وإما عن سوء نية وإما لغياب وازع أخلاقي وإما لغياب جهاز رقابي قوي الفعالية.

والحقيقة أن هناك اليوم حاجة ماسة لكي تدعو وزارة الشباب والرياضة كجهاز وصي، مسؤول مسؤولية كاملة عن المشهد الرياضي الوطني، إلى تناظر مؤسسي يطرح كل الأسئلة النقدية العميقة بخصوص قانون التربية البدنية والرياضة المحدث قبل 10 سنوات، أسئلة التطبيق والإلتزام والأجرأة والملاءمة، ونستحضر في ذلك المسلسل الطويل من المعاناة الذي وقفنا عليه، بسبب تقاطع المصالح بين الجامعات والنوادي وبين الوزارة الوصية المخول لها قانونا أن تسهر على التطبيق الحرفي والأمثل لقانون التربية البدنية والرياضة من قبل الجامعات والنوادي، ونستحضر أيضا المخاض العسير الذي يمر منه المشروع الإحترافي أحد أقوى الرهانات التي تأسس عليها قانون التربية البدنية والرياضة 30-09.

قطعا لا يمكن للمغرب أن يستنسخ القوانين، الواحد تلو الآخر بشكل اعتباطي لا يقوم على أي منطق علمي، ولا يمكن أبدا أن نعلن إفلاس قانون التربية البدنية والرياضة، وكلنا يعرف أن العيب هو في عدم قدرتنا على حماية هذا القانون، وعلى عدم إعطائه القدرة على أن يعيش ويسود وينظم العلاقات بين أطياف العائلة الرياضية، ليكون في النهاية قانونا يعلو ولا يعلى عليه.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قانون يعلو ولا يعلى عليه قانون يعلو ولا يعلى عليه



داليدا خليل تودّع العزوبية بإطلالة بيضاء ساحرة وتخطف الأنظار بأناقة لا تُنسى

بيروت ـ المغرب اليوم

GMT 16:36 2019 الخميس ,07 شباط / فبراير

عملية جراحية ناجحة للاعب الفتح أنس العمراني

GMT 08:53 2017 الأربعاء ,22 شباط / فبراير

إدماج المرأة الجميلة في التنمية!

GMT 14:17 2015 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

نصائح جمالية لصاحبات العيون المبطنة

GMT 08:40 2016 الأربعاء ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

الفنانة السورية سارة نخلة تُشارك في مسلسل"هبة رجل الغراب 4"

GMT 02:49 2017 الأربعاء ,17 أيار / مايو

النواصرة يستطيع تصميم أي مجسّم من الأسلاك

GMT 21:50 2017 الثلاثاء ,31 تشرين الأول / أكتوبر

سعر الدرهم المغربي مقابل الريال السعودي الثلاثاء

GMT 00:49 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

بن ثاير مدربا جديدا للترجي لكرة اليد

GMT 13:22 2017 الأربعاء ,08 تشرين الثاني / نوفمبر

اتيكيت وأصول التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي

GMT 18:11 2015 الثلاثاء ,03 تشرين الثاني / نوفمبر

حادث سير مروع تسفر عن مقتل عشريني في مراكش

GMT 13:03 2017 الأربعاء ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

عطر "Rose Synactif Shiseido" يضم مزيجًا مميزًا لعاشقات الورود

GMT 05:07 2025 الإثنين ,10 شباط / فبراير

جافي يكشف عن معاناته البدنية وسبب استبداله
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib