عين العدل

عين العدل

المغرب اليوم -

عين العدل

بقلم : بدر الدين الادريسي

لم تُظهر كرة القدم في جوهر قوانينها مقاومة ضد شيء، وأكثر ما أظهرته هو اللجوء للفيديو لتصحيح ما يبدر عن الحكام، أربعة كانوا أم ستة، من أخطاء تغير مجرى المباريات، وتؤثر في النتائج، وتصيب فرقًا بعينها بظلم كبير.

ويوم اشتد الجدل وقوي على كرة لم تتخط خط المرمى، واحتسبت هدفًا، أعطى التفوق للمنتخب الإنجليزي في مباراة "هيتشكوكية" أمام ألمانيا، ليفوز الإنجليز بكأس العالم سنة 1966، لأول وآخر مرة في تاريخهم، قال البعض لا بد من الاجتهاد قانونًا للحيلولة دون أن تكون أخطاء الحكام جالبة للظلم ومعادية للعدالة، ومنذ ذلك الحين والقائمون على شأن القانون التحكيمي "البورد" يكثرون من المحاولات.

ويوم استعان دييغو مارادونا، أسطورة الكرة الأرجنتينية، بيد الشيطان ليسجل هدفًا في مرمى الإنجليز، خلال نهائيات كأس العالم التي توج منتخب "التانغو" بطلاً لها، سنة 1986 في المكسيك، من دون أن تضبطه عين الحكم التونسي في حالة تلبس، اشتد النقاش بشأن الآليات التي يمكنها مساعدة الحكام على التقليل من هامش الخطأ.

ويوم قادتنا الثورة التكنولوجية في الاتصال والمعلومات إلى اختراعات غيرت وجه العالم، طالب الكثيرون بإدخال هذه التكنولوجيا في مجال كرة القدم، لوقف ما كانت أندية ومنتخبات تتكبده جراء أخطاء مكلفة، إما بعدم احتساب أهداف مسجلة من وضعيات قانونية لا لبس فيها، وإما بعدم احتساب ضربات جزاء لا غبار عليها، أو إشهار قرار بتسللات لا وجود لها. وأذكر أنه في داخل "فيفا" كانت هناك مقاومة كبيرة لشرعنة التكنولوجيا بهدف مساعدة الحكام، وكان المناصرون لإبقاء كرة القدم على طبيعتها يتعللون بأن أخطاء الحكام هي جزء من الفعل الإنساني، ولا تختلف عن أخطاء اللاعبين والمدربين، والحقيقة أن هناك فارقًا كبيرًا بين خطأ تكتيكي يستوجب عقابًا تقنيًا، وبين خطأ قانوني يكون السكوت عنه أشبه بالفعل الشيطاني.

والحقيقة أن التكنولوجيا التي طورت وسائل الاتصال هي ما فرض سقوط جيوب المقاومة، ما دام أن لا شيء يضر إذا ما كان تدخل التكنولوجيا سيرفع ظلمًا ويحقق عدالة، وكانت البداية أولاً باللجوء لتقنية الفيديو لمعاقبة كل فعل مشين لم يره حكم المباراة، ثم كانت ثانيًا بتمكين الحكام من وسائل اتصال تسمح لهم بمخاطبة بعضهم البعض، لصنع القرار الجماعي بشأن حالة من الحالات، وكانت ثالثًا بإحداث تقنية الكشف عن الكرات التي تعبر خط المرمى، ولا تُرى من الحكم المساعد بالعين المجردة، أو ما أصطلح عليه بعين الصقر، إلا أن ما سيمثل انقلابًا نوعيًا في تحكيم المباريات هو الاجتهادات التي تقوم بها بعض الاتحادات للتشجيع على اللجوء للفيديو للحسم في الظواهر المثيرة للجدل.

وسُجلت التجربة الأولى والمثيرة حقًا باسم الاتحاد الفرنسي لكرة القدم، في المباراة الودية التي جمعت المنتخب الفرنسي بنظيره الإسباني، على ملعب "دو فرانس"، الثلاثاء. ومن حسن الطالع أن المباراة كانت غنية بالحالات التي استوجبت استعمال الفيديو، فغير بعيد من ملعب "دو فرانس" كانت تقف حافلة مجهزة بأحدث وسائل التكنولوجيا، في داخلها أربعة من كبار مهندسي الاتصال، ومن هؤلاء صدرت إشارة لحكم الوسط الألماني، زفايير، بإلغاء هدف للفرنسي أنطوان غريزمان، احتسب أولاً ثم رُفض بعد ذلك لوجود حالة تسلل "ميلليمترية" لم يتمكن الحكم المساعد من ضبطها، ثم أعقب ذلك رفض هدف سجله دولوفو للمنتخب الإسباني، بإشارة من الحكم المساعد قبل أن يتدخل حكم الفيديو، فيقر مشروعية الهدف لوجود المهاجم الإسباني في وضعية قانونية.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عين العدل عين العدل



GMT 10:53 2019 الأربعاء ,20 تشرين الثاني / نوفمبر

حاريث ووالده

GMT 16:43 2019 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

جامعة أحيزون بعد النكبة ماذا انتم فاعلون ؟

GMT 12:30 2019 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

الوداد ربح لقبا للتاريخ !!

GMT 12:30 2019 الجمعة ,30 آب / أغسطس

معركتنا ضد الفساد

أمينة خليل تتألق بفستان زفاف ملكي يعكس أنوثة ناعمة وأناقة خالدة

القاهرة - سعيد الفرماوي

GMT 06:18 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حظك اليوم برج الحمل الجمعة 30 تشرين الثاني / أكتوبر 2020

GMT 17:42 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 22:00 2023 الثلاثاء ,09 أيار / مايو

الشرطة المغربية تضبط شخصين في مدينة أكادير

GMT 17:36 2025 الخميس ,24 إبريل / نيسان

الذهب يرتفع بنسبة 1.5% وسط إقبال قوي على الشراء

GMT 08:31 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

الاتحاد السكندري في المجموعة الأولي للبطولة العربية للسلة

GMT 03:22 2018 الأحد ,23 أيلول / سبتمبر

فخامة مطعم Fume العصري في فندق Manzil Downtown

GMT 12:08 2024 الإثنين ,11 آذار/ مارس

مواعيد عرض مسلسل صدفة على قناة الحياة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib