نركع الأفيال لنستحق المونديال

نركع الأفيال لنستحق المونديال

المغرب اليوم -

نركع الأفيال لنستحق المونديال

بقلم - بدر الدين الإدريسي

لا حاجة لأن نحسس أسود الأطلس بقيمة الرهان الذي ينتظرهم، ولا بأهمية الحلم ولا بروعة ما يمكن أن ينجزوه يوم السبت بملعب فليكس هوفويت بوانيي بأبيدجان، إن هم تحصلوا على البطاقة المونديالية التي تضمهم إلى صفوة العالم التي ستتبارى الصيف القادم بروسيا في أعرق وأجمل وأقوى الأحداث الكروية العالمية.
ولا حاجة أيضا لأن نقول لهم أن تحقيق المراد سيحتاج منهم إلى رباطة جأش وإلى صبر أيوب وإلى جرأة كبيرة في التعاطى مع كل الظروف حتى القاهرة منها، والتي إن تحالفت من دون أن تجد من أسود الأطلس صلابة وقوة تحمل، عصفت بهم وكسرتهم وأسقطت صرح الحلم المونديالي فوق رؤوسنا جميعا.
لا حاجة لأن نعيد التأكيد على أن الفريق الوطني ذاهب إلى أبيدجان بمعية مدربه هيرفي رونار لكتابة التاريخ، فالتأهل لكأس العالم للمرة الخامسة في تاريخ الأسود ومصالحة الحدث الذي كان المغرب سباقا فيه لتشريف كرة القدم العربية والإفريقية، هو فصل جديد من تاريخ بدت صفحاته بيضاء منذ ردح من الزمن، بسبب ما تكالب علينا من نكبات وإقصاءات.
بالقطع لا يمثل حصول المنتخب الوطني في أعقاب مباراتي الجولة الخامسة على معادلتين للتأهل، بخلاف المنتخب الإيفواري الذي يملك معادلة واحدة ووحيدة، سبقا يمكن أن نحتكم إليه لبناء منظومة لعب قائمة على الدفاعية المطلقة في محاولة للإبقاء على نظافة الشباك، فالفريق الوطني سيلعب وفي يد الأفيال عشرات الأرقام الصعبة التي يجب سحبها منه الواحدة بعد الأخرى، فسعار الفوز الذي يتملك الإيفواريين لا بد من إبادته، والجماهير الكبيرة التي ستكون مساندة وداعمة، لا بد وأن نصيبها باليأس من فيلتها، وكل الظروف المحيطة بالمباراة والتي تقف أمام الأسود في صورة عوارض لابد من قهرها بالكامل.
إذا هناك مسؤولية ثقيلة ملقاة على كاهل الفريق الوطني بمدربه ولاعبيه، مسؤولية حماية المكتسبات الفنية التي تحققت في الآونة الأخيرة والتي هي سلاح قوي يمكن أن يركع الأفيال بمعقلهم، ومسؤولية صيانة الحلم المونديالي الذي سيصبح حقيقة سعيدة وجميلة بعد 90 دقيقة من الكفاح، ومسؤولية تدبير مباراة، المخيف فيها هو ما يحيط بها وليس هو المنتخب الإيفواري نفسه.
إذا نحن بحاجة لأن نلطف التفاؤل، لأن نسيطر عليه حتى لا يتحول إلى ريح خبيثة تضرب كالإعصار، فنعامل مباراة يوم السبت وكأننا نحتاج منها لنقاط الفوز الثلاث وليس لنقطة التعادل، وقد أمكنني عبر لقاءات أخيرة مع الناخب الوطني هيرفي رونار أن أجس نبضه، فوجدته مثلنا جميعا يتوقع أن تكون مباراة أبيدجان مباراة حاسمة ونهائية، حتى قبل أن يصبح الترتيب في هيئته الحالية، ما يعني أنه رتب أفكاره وضبط عقارب فكره على هذه المباراة بالذات، بل إنه حتى قبل أن تبدأ التصفيات الحاسمة ومنذ أن كشفت القرعة عن وقوعنا في نفس المجموعة مع الأفيال، تمنى شيئا واحدا هو أن تحل المباراة الختامية أمام الأفيال والفريق الوطني ما زال في قلب السباق الشرس والضاري من أجل بطاقة المونديال الوحيدة الممنوحة للمجموعة.
لذلك لا أتصور أن رونار العارف جيدا بأسرار وكنه المنتخب الإيفواري، وقد أكد ذلك وهو يهزمه بالغابون خلال الدور الأول لنهائيات كأس إفريقيا للأمم مطلع هذا العام، سيعامل مباراة يوم السبت من دون أن يستحضر كل السيناريوهات وأيضا كل المعادلات، فإن قرر اللعب متأخرا بمنظومة دفاعية مصاغة بطريقة جيدة والمراهنة على المرتدات السريعة، فإنه بلا شك سيوجد لذلك الأدوات التكتيكية والتركيز الذهني والمخزون البدني واللياقي الذي بمقدوره مقاومة الضغط واللعب بكامل الأريحية، وإن قرر رونار اللعب متقدما برفع «البلوك» عاليا لخنق شريان المنتخب الإيفواري فإنه بلا أدنى شك سيوجد لذلك التوظيفات الضرورية، ما دام أنه يحتكم على قاعدة من اللاعبين الجاهزين بدنيا والمكتملة تنافسيتهم والذين لهم قابلية للإضطلاع بالمهام التكتيكية التي ستوكل إليهم.
أملنا كبير أن يكون يوم السبت القادم مصدر سعادة لكل المغاربة، وأن يكون تأهل الفريق الوطني لكأس العالم هو الألماسة التي بها يكتمل عقد الفرح.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نركع الأفيال لنستحق المونديال نركع الأفيال لنستحق المونديال



إليسا تخطف الأنظار بإطلالات تجمع بين الأناقة والجرأة

الرياض - المغرب اليوم
المغرب اليوم - موسم الرياض الترفيهي 2025 يسجل حضور مليون زائر منذ انطلاقه

GMT 17:24 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة
المغرب اليوم - بوتين يشيد بصاروخ نووي فريد لا تملكه أي دولة

GMT 17:36 2025 الأحد ,26 تشرين الأول / أكتوبر

الموساد يكشف مخططا إيرانيا يستهدف أهدافا إسرائيلية
المغرب اليوم - الموساد يكشف مخططا إيرانيا يستهدف أهدافا إسرائيلية

GMT 16:47 2022 الجمعة ,14 كانون الثاني / يناير

حزب التجمع الوطني للأحرار" يعقد 15 مؤتمرا إقليميا بـ7 جهات

GMT 18:47 2019 الأحد ,29 أيلول / سبتمبر

أولمبيك خريبكة يعود بفوز ثمين من وادي زم

GMT 09:04 2023 الثلاثاء ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

وليد الركراكي يستدعي لاعبين جديدين للالتحاق بالمنتخب المغربي

GMT 09:05 2023 الإثنين ,30 تشرين الأول / أكتوبر

الملك محمد السادس يطّمح إلى تعزيز التعاون مع تركيا

GMT 17:38 2022 الأحد ,27 آذار/ مارس

أمرابط ينتقد "عناد" وحيد خاليلوزيتش

GMT 10:29 2020 الجمعة ,18 أيلول / سبتمبر

المغربي سامي فرج يُربك حسابات نادي سوشو الفرنسي

GMT 15:58 2020 الإثنين ,14 أيلول / سبتمبر

تفاصيل العثور على ملابس الطفل “عدنان”

GMT 21:36 2020 السبت ,18 كانون الثاني / يناير

فيسبوك تعتذر بعد ترجمة "مسيئة جدا" لاسم الرئيس الصيني

GMT 13:41 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

نهضة بركان يفاوض الحارس زهير لعروبي

GMT 07:16 2019 الإثنين ,20 أيار / مايو

المغرب يمنع دخول محامين إسبان ونرويجيين

GMT 00:13 2019 الأحد ,28 إبريل / نيسان

حورية فرغلي تصف نفسها بـ"فارسة مصر الأولى"
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib