سحر البينسات
الرئيس الأميركي يبدأ جولة دبلوماسية في منطقة الخليج العربي من 13 إلى 16 مايو 2025 تشمل السعودية والإمارات السلطات السورية تعتقل كامل عباس أحد أبرز المتورطين في مجزرة التضامن في دمشق وزارة الصحة الفلسطينية تعلن الحصيلة الإجمالية منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023 بلغت 51,266 شهيدًا و116,991 إصابة الشرطة الإسرائيلية تبحث عن رجل مفقود بعد تعرضه لهجوم سمكة قرش قبالة الساحل إسرائيل تحذف تعزية في وفاة البابا فرنسيس بعد موجة غضب واسع وردود فعل غاضبة من متابعين حول العالم وفاة الفنان المغربي محسن جمال عن 77 عاماً بعد صراع مع المرض الجامعة الملكية المغربية لكرة السلة تقرر توقيف منافسات البطولة الوطنية في جميع الأقسام بصفة مؤقتة وطارئة الصين تطلق ستة أقمار اصطناعية تجريبية من طراز "شيان 27" إلى الفضاء شاب يخسر أكثر من 2400 دولار بعد تحميل صورة عبر واتساب وزارة الصحة الفلسطينية تعلن عن نقص حاد فى مواد الفحص يحرم مرضى الأورام من التشخيص
أخر الأخبار

سحر "البينسات"..

المغرب اليوم -

سحر البينسات

بقلم : يونس الخراشي

"البينسات"، وهي عبارة عن تذكارات صغيرة جدا، بسلك لاصق، تعلق على الأقمصة أو في القبعات أو يحتفظ بها، حضور مثير للغاية في كل المنافسات الرياضية العالمية الكبرى، لا سيما منها الألعاب الأولمبية، إذ تشكل في حد ذاتها حدثا ضمن الحدث، وتصير أعز طلب من لدن كثيرين، بل إن هناك من يقم لها سوقا خاصا بها، حيث تابع بعضها بأثمان باهظة.

في دورة ريو، التي كنا ننتقل ضمنها من مكان إلى مكان كي نغطي الحدث، وبخاصة منه كل ما يتصل بالرياضيين المغاربة، فاجأنا الطلب المتجدد لأغلب من التقيناهم لـ"بينس" يمثل المغرب، حتى إن بعض من كانوا لا يبتسمون لنا في الأيام الأولى، سرعان ما تواضعوا، وجاؤوا يطلبون منا "بينسات"، بكل تودد، والابتسامة تعلو وجوههم.

وحين طلبت من رئيس البعثة، وقد زارنا مساء أحد الأيام في فندق "أوبتيون"، أن يوفر لنا "بينسات" إن أمكنه ذلك طبعا، بدا الأمر غير ذي بال في حينه، غير أن الزملاء ما فتئوا يلاحظون، وقد توفرت "البينسات" لاحقا، وإن بعدد قليل جدا، 11 لكل فرد منا، إلى أي حد هي ذات أهمية كبيرة، خاصة أنها جعلتنا نستجيب لطلبات كثيرين، وفتحت لنا أبوابًا مغلقة، وهيأت لنا فرصًا طيبة للحوار، والنقاش، وجعلتنا نستحق الشكر أيضا.

ففي مرة كنا نعود من رحلة بعيدة إلى المركز الإعلامي، ونرغب في الذهاب بأقصى سرعة إلى الفندق، حتى نستريح بعض الشيء، ثم نواصل العمل، غير أننا وجدنا أنفسنا ننتظر مجددا حافلات "الباك وان" العجيبة، والتي تتأخر أكثر من اللازم. ولم يكن من الزميل نور الدين بلحسين، المصور الساخر، سوى أن يهدي "بينسا" للمشرف على الحافلات، والذي ظل يناديه "دوستي"، لنرى عجبا يحدث أمامنا.

هل تعرفون ما الذي فعله "دوستي هذا"؟

لقد طلب منا، ببرتغالية لم نفهم منها سوى إشارات يديه، أن ننتظر قليلا. وانطلق مسرعا نحو حافلة كانت تصل لتوها، وتبرز منها إشارات ضوئية في الجانب الأيمن، وأخرى في أعلى زجاجتها الأمامية، تدل على أنها ليست تعنينا، ليطلب من سائقها تغييرا فوريا على خط "الباك وان"، وأن يعجل بالاقتراب من محطتنا، لنركب، وننطلق فورا، فيما كان الرجل ما يزال يتلمس "البينس" المغربي، فرحا به مثل طفل أهديت له للتو لعبة عجيبة، وكنا نحن نقول لبلحسين:"أنت متهم بإرشاء"، ونضحك.

في الأيام التالية صارت "البينسات" التي نملكها عملة نادرة وغالية الثمن، لأن الزملاء شاهدوا بأعينهم قدراتها السحرية في تغيير تعامل الناس، وكيف تفتح الأبواب المغلقة، وكذلك الأفواه التي لا تبتسم عادة، وهو ما صار يقينيا حين كانوا يهدونها إلى من يطلبها، فيلاحظون أن الأسارير تتغير فورا، وتنطلق الوجوه، فتصدر الابتسامات، ويصبح الحديث لبقا، وأكثر مرونة، حتى مع من يفترض فيهم أن يبقوا وراء المكاتب، ولا يتزحزحون منها؛ ولكن دائما في حدود المقبول، ودون أي تسلط أو خروج على القانون.

في صباح اليوم الذي كنا نستعد فيه لتغيير الفندق نحو "بلا سريو" بكوباكابانا، تحدث معي المسؤول عن المطبخ لأول مرة، إذ أشار لي بأنه يرغب في "بينس"، وقلت له انتظرني للحظات، سأعود إليك بعد حين، مما جعله يسر. أما حين عدت إليه بالمطلوب، فقد طار من الفرح، ولم يعد يعرف بأي شكل يشكرني، في وقت تقدمت فيه خادمات المطعم كلهن نحوي، وقد كن تعودن على وجودي في ساعة مبكرة جدا كل يوم، ليطلبن بدورهن "بينسات"، وهو ما استجبت له، وبعض الزملاء، ليعم الفرح في المكان، خاصة ساعة الرحيل.

أما وقد كنا بصدد مغادرة مطار ريو دي جانيرو، في اليوم الأخير لوجودنا هناك، نحو مطار ساو باولو، ومنه إلى مطار محمد الخامس بالدار البيضاء، فقد فوجئت بمسؤولة عن التدقيق في الجوازات تسرع بطبع جواز سفري، ثم تمدني به وهي تطلب مني، والابتسامة تعلو وجهها، "بينسا". أما حين أهديت لها تذكارا مغربيا، فقد قالت لي:"أرجو ألا يكون في الأمر أي إزعاج لك"؛ أي أنني لا أرى في ذلك استغلالا للموقف، فقلت لها على الفور:"بل هو للتذكري أن المغاربة أهل كرم فقط"، فانطلقت إلى وجهتي، وكلمة "أوبريغادو" تلاحقني.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سحر البينسات سحر البينسات



تنسيقات مثالية للنهار والمساء لياسمين صبري على الشاطيء

القاهرة ـ المغرب اليوم

GMT 17:48 2019 الثلاثاء ,03 كانون الأول / ديسمبر

أحدث موديلات الجينز من مجموعة أزياء كروز 2020

GMT 21:16 2019 الجمعة ,01 شباط / فبراير

الغيرة تفسر أزمات بيريسيتش في إنتر ميلان

GMT 17:15 2018 السبت ,01 كانون الأول / ديسمبر

دراسة طبية تكشف دور البذور والمكسرات في حماية القلب

GMT 00:11 2018 الجمعة ,29 حزيران / يونيو

خلطة التفاح تساعد على سد الشهية وفقدان الوزن

GMT 10:25 2018 الإثنين ,26 آذار/ مارس

إيلي صعب يكشف عن مجموعته لربيع وصيف 2018
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib