ألف باء تاء

ألف باء تاء

المغرب اليوم -

ألف باء تاء

بقلم - يونس الخراشي

عندما تتأهل إلى نهائيات بطولة قارية، مثل كأس أفريقيا، أو عالمية، مثل المونديال، فمعناه أنك صرت مطالبا بالعمل على تدبير أمورك، حتى تكون عند أفق انتظار الجمهور. غير ذلك، لا معنى له، ما دمت محسوبا بين الكبار، "وخا متكونش نيت كبير".

كيف ذلك؟
تدبير أمورك؛ أيها الناخب الوطني، ومن ورائك فريق عملك، ومن يهيئون لك الظروف كي تشتغل، معناه أن تضع في الحسبان كل المباريات التي تنتظرك كي تفوز باللقب، وهي في كأس أفريقيا ست مباريات بالتمام والكمال، بعضها ربما يصل توقيته إلى أزيد من 120 دقيقة؛ مع ما يستتبع ذلك من مشاكل بدنية، وحتى نفسية للاعبيك.

ما العمل إذن؟
كل ما في الأمر أنك تكون مطالبا باللعب باقتصاد ما أمكنك ذلك، معتمدا في هذا على تصيد الفرص، بفضل لاعبين مهرة، يلتقطون الإشارات، ويحولونها إلى واقع على أرض الملعب، بمساعدة من "مدرب ثان" يكون إلى جانبهم، هو العميد على الأرجح؛ أو من يقوم مقامه في "الخطة باء". ذلك لأن لكل خطة بديل، ما دام لكل واقع ما يقابله من مصادفات ربما تقلبه رأسا على عقب.

ماذا بعد؟
العبور إلى الدور الثاني يعني شيئا واحدا، وهو أن اللاعبين منهكين كثيرا، بفعل ما بذلوه من جهود، ومن ثم فهم يحتاجون إلى أب، ومدرب، وأخ، وصديق، يستمع إليهم، ويذلل لهم الصعاب، ويتفهمهم، ويجعلهم يشعرون بقدرة عجيبة على التفوق، بما أنهم تفوقوا فعلا في الدور السابق. وهنا يكون دور الإدارة؛ ونقصد بها الجامعة، شبيها بدور الجدة الحنون في البيت، قد لا ترى، ولكنها توفر كل شيء.

ثم ماذا؟
تلعب المباريات الأخرى؛ انطلاقا من دور الربع، باقتصاد أكبر من الاقتصاد الذي لعبت به المباريات في الدور الأول، على اعتبار أنها حاسمة في ذاتها، وبالتالي تكون التعليمات صارمة ودقيقة، وتبنى الخطط على نقط ضعف الخصوم، على أنها تتغير في المباراة نفسها، مثلما يتغير مكان اللاعبين، ويكون إحراز الهدف بداية النهاية.

جميل. فإن حدث المطلوب؟
يكون ذلك رائعا، فيبدأ العمل الكبير للمدلكين، والطبيب، وفريقه، فضلا عن المعد البدني، ومدرب الحراس، والمدرب، بطبيعة الحال، بتحضير اللاعبين لما تبقى، بعناية شديدة، حتى يكونوا على أهبة الاستعداد لمباراة النصف، فإن أفلحوا فيها، يعدوا بعناية أشد للنهائي، مع "عزلة" شبه كلية عن الإدارة، حتى لا تثار أية مشاكل قد تمس نفسية اللاعبين؛ وهي مشدودة مثل الوتر، فيكون الإنجاز قد تحقق.

غير ذلك، ماذا يكون؟
يكون ما حدث منذ سنوات طويلة، بحيث يختلط الحابل بالنابل، وتجد مدربا يقول لك وأنت في عز المنافسات:"إذا تجاوزنا الدور الأول فهذا إنجاز"، فيقتل الطموح في لاعبيه. وتجد رئيس الجامعة يعقد لقاء مع اللاعبين، وكأنه رئيس حكومة مع وزرائه وقت أزمة، وربما يقول لهم كلاما يوترهم أكثر فأكثر، من قبيل إن الشعب يعول عليكم، والناس تنتظركم. ويحدث أن يضيع اللاعبون الفرصة تلو الأخرى، فيتشتت فكرهم، وتحدث الطامة.
إلى اللقاء.
بقلم يونس الخراشي

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ألف باء تاء ألف باء تاء



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 00:22 2025 الأربعاء ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود
المغرب اليوم - بوتين يؤكد صاروخ بوريفيستنيك يضمن أمن روسيا لعقود

GMT 18:26 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير
المغرب اليوم - بوريس جونسون يهاجم بي بي سي ويتهمها بالتزوير

GMT 21:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة
المغرب اليوم - تفاصيل خطة تشكيل القوة الدولية لحفظ الأمن في غزة

GMT 13:31 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط
المغرب اليوم - طرق ذكية لتعليق اللوحات دون إتلاف الحائط

GMT 20:20 2019 الأربعاء ,13 تشرين الثاني / نوفمبر

4 أصوات تشير إلى أعطال في محركات السيارات

GMT 06:27 2018 الثلاثاء ,05 حزيران / يونيو

دراسة تؤكّد تأثير حجم المخ على التحكّم في النفس

GMT 21:07 2018 الأربعاء ,04 إبريل / نيسان

"سباق الدراجات" يدعم ترشح المغرب للمونديال

GMT 01:40 2018 السبت ,10 آذار/ مارس

رجل يشكو زوجته لسوء سلوكها في طنجة

GMT 05:32 2017 الأربعاء ,03 أيار / مايو

محمود عباس فى البيت الأبيض.. من دون فلسطين!
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib