مسرحية حسبان وبودريقة

مسرحية حسبان وبودريقة

المغرب اليوم -

مسرحية حسبان وبودريقة

بقلم: منعم بلمقدم

فصل جديد من "السيتكومات" الباسلة والمفضوحة، وفصل جديد من المهازل التي يغرق فيها وللأسف الشديد نادي الرجاء البيضاوي حتى أخمص قدميه، أسدل عليه الستار يوم الجمعة المنصرم بجمع عام قلت في ذات النافذة إنه لن يجرى وإن تم فسيكون مجرد تطبيع جديد مع سيناريو محبوك ولن يخلف وراءه أثارا كبيرة.
 
جمع الرجاء هو اختزال للصورة التي أصبح عليها الفريق وهو انعكاس لواقع النادي المتردي والذي يجهل مستقبله، وهو ترجمة لضعف مؤسسة المنخرط بالأندية الوطنية وصراعات المنخرطين سعيا خلف المصالح الذاتية والضيقة.
 
جمع الرجاء عرى واقع المنخرطين وفضحهم بالكامل أمام الجمهور الرجاوي بعدما اتضح أنهم من فئة القوالين وليس الفعالين وبأنهم مجرد بياعي كلام وهو ما تأكد من خلال تصديقهم وتمريرهم للتقرير المالي التاريخي، وأقول التاريخي لأنه وثق لحقيقة دين الرجاء وحدده حسبان في 25 مليار سنتيم.
 
ولأنه حين يكون الاعتراف الذي هو سيد الأدلة قائما ومقرا بحجم هذه المديونية الثقيلة فإن الضرورة تفرض هنا تدخل مؤسستي العصبة الاحترافية والجامعة لإنزال الرجاء للقسم الثاني، لأنه لا معنى للسكوت الذي ليس من علامات الرضا هنا.
 
فأن تعترف الرجاء عبر رئيسها أن عجزها المالي هو في حدود 25 مليار ودين الموسم المنصرم هو 11 مليار سنتيم فهنا لا مجال للمحاباة ولا مجال لترطيب الخواطر والمنطق الذي تابعناه في بطولات فرنسا بإنزال موناكو وإيطاليا بهبوط جوفنتوس واسكوتلندا بهبوط سيلتيك غلاسكو بسبب معاملاتها المالية المشبوهة وديونها الثقيلة، يفرض فرضا إعادة تقويم وضع الرجاء الذي لا يستجيب لمتطلبات دفتر تحملات لفريق يمارس بالبطولة الاحترافية وبالتالي لا مناص من إنزاله.
 
وهنا لا يجدر بجمهور الرجاء أن يتأفف من طرحنا هذا لأنه إن كان من مجال للضجر والتأفف فليكن على طريقة تدبيرهم لمطبخهم الداخلي ومن منخرطيهم الذين جلدوا حسبان لما سرب من المقهى التقرير وعادوا ليصادقوا عليه في الجمع العام و"اللي فهم شي حاجة يفهمنا".
 
ولأن الشيء بالشيء يذكر، فقد كان يلزم القليل من الفطنة ليقف الرجاويون النبهاء على أن ما جرى أمامهم كان مجرد مسرحية بحبكة بليدة وسخيفة خدمت مصالح المتناطحين أمام الملأ حسبان وبودريقة والمتحابان والمتعانقان كما رصدتهما الصور في الكواليس.
 
نعم هناك ما يعزز طرح المسرحية والتواطؤ لأن عديد من توابل ومقدمات هذا الإتفاق يمكن استنباطها من كون بودريقة الذي يروج لطرح معارضة التقرير المالي والاصطدام مع حسبان هو مستفيد كبير من المصادقة على نفس التقرير الذي أعترف له بدين مليار ونصف مترتب على الفريق.
 
وأي عاقل سيحتار إن خلص لحكاية معارضة بودريقة في وقت كان مستشاره البوصيري يطلب من المنخرطين واحدا واحدا التصويت عليه وتمريره.
 
أما حسبان فهو الرابح الثاني لأنه باع المنخرطين الوهم ونومهم في العسل وقال في حضرتهم كلمة مجلجلة بداية الجمع واستهلها بقوله "من كان يعارض حسبان فإن حسبان قد انتهى"، ليصدقه الجميع فكان لزاما من الإسراع بإنهاء وجوده وولايته ولو كلفهم الأمر أن يتعارضوا ويتناقضوا مع مواقفهم ويصادقوا على تقرير استهجنوه واستنكروه منذ يوم تسريبه.
 
إنها أحوال الرجاء التي تتبهدل يوما بعد يوما، والرجاء التي لم يعد لها من العالمية غير الفضائح واستهلاكها بشكل سافر إعلاميا وبأبشع الصور الممكنة والتي تسيء لعلامة النسر الذي كان شامخا فتحول في عهد حسبان لغربان ينعق على أطلال خضراء متلاشية.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مسرحية حسبان وبودريقة مسرحية حسبان وبودريقة



GMT 10:18 2018 الأربعاء ,24 تشرين الأول / أكتوبر

الدرس الألماني

GMT 11:59 2018 الثلاثاء ,25 أيلول / سبتمبر

"الخبار فراسكم"

GMT 09:30 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

خيار استراتيجي…

GMT 09:46 2018 السبت ,21 تموز / يوليو

Welcome to morocco

GMT 12:01 2018 الإثنين ,16 تموز / يوليو

استراتجية الرياضة المغربية

هيفاء وهبي تتألق بإطلالات خارجة عن المألوف وتكسر القواعد بإكسسوارات رأس جريئة

بيروت -المغرب اليوم

GMT 18:41 2019 الجمعة ,03 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 19:40 2018 الأربعاء ,30 أيار / مايو

9 نصائح لتدبر قراءة القرآن في شهر رمضان

GMT 16:50 2018 الأربعاء ,14 آذار/ مارس

راسل وستبروك يحصد إنجازًا مئويًا في "NBA"

GMT 02:14 2018 الإثنين ,15 كانون الثاني / يناير

استمتعي ببشرة مشرقة بقطرات التوهج من "لانكوم"

GMT 05:17 2015 الأربعاء ,25 آذار/ مارس

أنّ نجوميته لم تنطفىء

GMT 07:27 2016 الثلاثاء ,26 تموز / يوليو

أزمة «الاتحاد المغاربي»

GMT 01:49 2016 الخميس ,28 تموز / يوليو

سُفْلَِيّ العربية في موريتانيا

GMT 05:06 2017 الإثنين ,02 تشرين الأول / أكتوبر

مروة السعدي تُشير إلى طبيعة سياحة الشاليهات في الصيف

GMT 11:47 2016 السبت ,07 أيار / مايو

الألوان في الديكور

GMT 21:55 2016 الأربعاء ,08 حزيران / يونيو

التطريزات الهندية تعطي التميز لحقائب موسم صيف 2016

GMT 22:06 2016 الخميس ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

جمعية سلا تتأهل إلى نصف نهائي البطولة العربية لكرة السلة
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib