عقدة مبتدا مندور أم الروايات
السلطات الفلبينية تجلي أكثر من مئة وخمسين ألف شخص بسبب اقتراب الإعصار كالماغي زلزال قوي يضرب الساحل الشرقي لإقليم كامتشاتكا الروسي قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم عددًا من القرى والبلدات في محافظة قلقيلية بالضفة الغربية المحتلة برج كونتي التاريخي في العاصمة الإيطالية روما يتعرض لإنهيار جزئي ما أسفر عن إصابة عمال كانوا يعملون على ترميمه وزارة الدفاع الروسية تعلن إسقاط 26 مسيرة أوكرانية خلال ثلاث ساعات فوق الأراضي الروسية مقتل سبعة متسلقين وفقدان أربعة في إنهيار جليدي غرب نيبال رابطة العالم الإسلامي تعزي في ضحايا الزلزال الذي ضرب شمال أفغانستان أكثر من 3.2 مليون مسافر أميركي يتأثرون بتعطّل الرحلات بسبب نقص مراقبي الحركة الجوية وسط تداعيات الإغلاق الحكومي منظمة الصحة العالمية تنشر فرق إنقاذ بعد وقوع بلغت قوته 6.3 درجة شمالي أفغانستان مقتل 7 بينهم أطفال وإصابة 5 آخرين جراء استهداف مسيرة لقوات الدعم السريع مستشفى كرنوي للأطفال
أخر الأخبار

عقدة مبتدا مندور (أم الروايات)

المغرب اليوم -

عقدة مبتدا مندور أم الروايات

بقلم - محمد زاهر

ها هي لاحت تباشير الشتاء، وجاء أبي ليسألني، ماذا عساك أن تفعل غير الخناق مع أصدقائك كل يوم "كم من استدعاء لولي الأمر" يصلني يشكو منك ومن تصرفاتك الحمقاء، ماذا يضايقك أن يصفك زملاؤك بذات الشعر الناعم والعينين الخضراوين؟ 

كان صباح اليوم التالي أليما، بفضل ما احتسيت من خمر بعد أن تركت أبي الذي انهال عليّ بالضرب، وذهبت إلى ذلك الملهى المهجور في شبرا، صحيت من النوم، وكابوس غير منطقي سيطر على منامي وأفزعني وأنا أقول لإبي "وحياة أمي ما هسيبك".

خالتي بدورها، تلف أوراق المحشي مع أمي، أذهب إلى حمامي وهي تقاطعني "سرحي شعرك الأول يا بيضا، مش كنتي جيتي بت أحسن"، تجاهلتها وهي تزيد عقدتي، تمنيت أن يصبح شعري أبيض أو فضيا ككرم مطاوع حتى أظهر وقورا قويا، ولكن ماذا عن عيناي كيف أغير لونهما، هل أتمنى العمى، أم أكتفي بارتداء نظارة سوداء؟

تركت المنزل غاضبا كالعادة، أذهب إلى كليتي، مستعدا لمضايقات زملائي، ليس فقط بسبب شعري الناعم الحريري أو لون عيناي الملونتين، ولكن للتهكم على اسمي "مبتدا"، والدي المتيم باللغة العربية قرر أن يزيد بؤسي وشقائي باسم غريب، الاسم الذي جعلني "مرفوعا" دائما بين زملائي.

لم أزل أحس نفسي باردا كالعادة، رحت أحاول معالجة تلك العُقد التي تطاردني، قررت أن أقود ثورة في كليتي، الجميع سيفهم أني لست ذلك الشاب "الطري" الذي يقترن شكلي واسمي، نريدها حربا، والسادات لن يفعل، إذن فلنكن نحن درع وسيف هذا الوطن ضد الفساد.

"اعبُر اعبُر يا نوريك المُر" "اعبُر اعبُر يا نوريك المُر"، هذا الهتاف الذي رن جميع أنحاء كلية الحقوق، وكان بابا لزملائي أن يطلقوا عليّ لقب "المُر" حتى هذه اللحظة، ذاع سيطي في كل أنحاء الجمهورية، لا أصدق نفسي، أنا "المُر" أنا "المُر"!

عدت إلى المنزل، وخالتي تأكل وحدها هذا المحشي الذي كانت تلف أوراقه في الصباح، "انتي جيتي يا حلوة، يلا غيري هدومك وخشي اغسلي المواعين"، أدهشني ابتداء من هذه اللحظة صدمة حديثها، فلم تكن تعرف أني أصبحت "المُر"، ربما هو مجرد لقب زائف، أعرف ذلك لكنه يهون عليّ عقدة حياتي. 

تخرجت أخيرا، أرى شعري وبدا يتغير لونه تدريجيا، أخيراً كرم مطاوع بدا يتقمصني، كتقمصه لأدواره السينمائية الشهيرة، اقتنيت نظارة ريبان بنية اللون غطت عيني، الآن أنا قاض الآن أنا شامخ.

كنت الوحيد الذي يعرف أن هذه الشخصية التي تبدو قوية وعنيفة وراءها هذا الطفل الذي كان يسخر منه الجميع سواء لشكله "الطري" أو لاسمه المرفوع، ولكني قررت أن أكون "أنا" كما أريد أن يراه الناس، ولأول مرة في حياتي كانت "أنا" تبدو منقسمة وكان اكتشاف هذا الازدواج يدهشني ويزعجني في كل مرة.

تركت ذلك كله، ولكن زادت عقدتي عندما قال لي رؤسائي إنني لست جديرا بكرسي القضاء الشامخ، لم ينفعني شعر كرم مطاوع أو نظارتي الريبان، تم فصلي بعد جلسة تأديبية من مجلس القضاء الأعلى.

وهنا ظهرت "أنا" أخرى تطعن في جميع حججي وتتهمني بأنني أخدع ذاتي، قضيت ساعات بأكملها في غرفتي، أجادل نفسي لأعرف أن ما في نفسي من خوف وعداء للجميع ما يبرره أني لم أكن إلا شابا مدللا على حظ من الحرية الذائفة!

قررت أن أكتب وأكتب، كنت ثاني أصغر مؤلف لكتب القانون، صحيح أنها لما تكن مثل مؤلفات السنهوري والهلباوي القانونية، ولكنها بالتأكيد ليست كما وصفها أساتذتي بأنها أشبه بمجالات ميكي وعلاء الدين.

ذاع سيطي كمحام قدير في المحاكم الجنائية والإدارية، الجميع كان يرى أني محامٍ كفء، والصحيح أنني كنت أفرض نفسي على قضايا الفنانين والراقصات ورجال تشغيل الأموال، هؤلاء كانوا المشاهير وقتها، والاقتراب منهم يجعلك كبير المحاميين، وأصبح انتشار اسم "مبتدا مندور" أهم ما أبحث عنه لا يهم إن كان انتشاره بالشكل السلبي أو الإيجابي.

وذات يوم، بينما كنت أغفو على سريري، بعد حمام الصباح، أفتح شاشتي الصغيرة أشاهد الجماهير تذهب بكثافة إلى المدرجات، الجميع يتحدث عن مباراة اليوم، لا يتحدث أحد عن قضيتي الكبيرة، ما هذا الشعب الذي تجاهل قضية الراقصة تفانين اللهلوبة ويركز في مهارات حسن شحاتة وفاروق جعفر!

كرة القدم ملعبي الآن ولكنني لن أستطيع مجاراة مهارات هؤلاء النجوم، لست إداريا ناجحا، مثلما لم أكن قاضيا أو محاميا بارعا، مضى يومان وأنا أدور في حلقة مفرغة، وأنهك نفسي ولكنني لم أكن أستطيع أن أتخلص من تلك الفكرة المتسلطة عليّ. 

سأكون رئيسا لهذا النادي ذي الخطين الزرق، سأبدأ كعضو مجلس إدارة، أعرف أنني ليست لي شعبية كبيرة في النادي، ولكن في الحقيقة أنه لم يكن لي شعبية أيضا في كليتي قبل أن أهتف "اعبُر اعبُر يا نوريك المُر"، سأردد هتافات ضد الفساد داخل النادي، كل الناس تكره الفساد، لن يختلف عضو النادي عن طالب الجامعة، لا يهم وجود الفساد أو لا، المهم أن تزيد من الشعارات الرنانة.

صدق أعضاء النادي هتافاتي، ولم أصبح في تلك اللحظة "المُر"، أعضاء النادي باتوا يرون في شخصي "المُر بزيادة"، الرجل الذي يحارب الفساد "غير الموجود".
أصبحت قويا، كانت عشرات من الخطط والمشاريع تموج وتتشكل في رأسي، وكنت أحس أنني أستسلم لضغط حججي، سأمحي صورة "الشاب الطري"، خيل إليّ لحظة أنني قد تماديت كثيرا، ولكن لا يهم أنا الآن شخص قوي لديّ نفوذ وأشخاص أستطيع ابتزازهم، أستطيع أن أنتقم من خالتي التي عايرتني بشعري ورئيسي الذي أنزلني من على كرسي القضاء، وأساتذتي الذين اعتبروا كتاباتي كمجلات الأطفال 

واستيقظت ذات يوم في خير حال، لا يؤلمني سوى توتر في عضلات عنقي وكانت الشمس تغطي فراشي، أسلمت ظهري العاري لأشعتها، مثلما قالت لي الساحرة الدجالة التي استمد منها سر قوتي، وجاءت زوجتي بالخبر السعيد بالظبط كما قالت الساحرة مساء اليوم السابق "سترزق بطفل بنعومة شعرك ولون عينيك، سيمر بنفس قصة حياتك، وسيكون فاشلا في كل ما يعمل مثلك، ولكن سيذيع صيته وقوته كما ذاع صيتك وقوتك بفضل سحري وقدراتي الخارقة".

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

عقدة مبتدا مندور أم الروايات عقدة مبتدا مندور أم الروايات



نجمات مصريات يجسّدن سحر الجمال الفرعوني في افتتاح المتحف المصري

القاهرة - المغرب اليوم

GMT 02:54 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات
المغرب اليوم - في يوم العلم الإماراتي استوحي أناقتك من إطلالات النجمات

GMT 10:46 2025 الثلاثاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة
المغرب اليوم - أفضل الوجهات العربية لقضاء خريف معتدل ومليء بالتجارب الساحرة

GMT 17:57 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:40 2020 الجمعة ,01 أيار / مايو

أبرز الأحداث اليوميّة

GMT 13:10 2015 الأربعاء ,09 أيلول / سبتمبر

فوائد الشوفان لتقليل من الإمساك المزمن

GMT 00:09 2016 الخميس ,10 آذار/ مارس

تعرف على فوائد البندق المتعددة

GMT 15:10 2018 السبت ,13 تشرين الأول / أكتوبر

قطر تُشارك في بطولة العالم للجمباز الفني بثلاثة لاعبين

GMT 05:52 2018 الأربعاء ,29 آب / أغسطس

استخدمي المرايا لإضفاء لمسة ساحرة على منزلك

GMT 11:25 2018 الخميس ,28 حزيران / يونيو

تعرف على وجهات المغامرات الراقية حول العالم
 
almaghribtoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday almaghribtoday almaghribtoday
almaghribtoday
RUE MOHAMED SMIHA ETG 6 APPT 602 ANG DE TOURS CASABLANCA MOROCCO
almaghrib, Almaghrib, Almaghrib